منتدى
عارٌ علينا!
تاريخ النشر: 09 أغسطس 2023 22:57 KSA
سِترٌ من اللهِ حلَ بِنَا، فَظَنّنَا أَنَّ اَلسَّتْرَ مَحْتُومُ نِعَمٌ مِنْ اَللَّهِ أُنْزِلتْ لَنَا، فَفَهِمْنَا أَنَّ اَلنِّعَمَ تَدُومُ لِكُلٍ منا جانب يسعى لإخفائه، خوفاً من الحرج أو رغبة في الكمال، وكلا السببين مقبول كمبرر للإخفاء، لكن عندما يكون ذلك الأمر واضِحاً للعلن، لا قدرةَ لنا على حجبه، فيظهر في أجسادنا، أو على نفسياتنا، في سجل سوابقنا أو بانتشار أخبارنا، بذنب منا أو نتيجة لفعل أبوينا، فماذا علينا أن نفعل حينها، هل نهرب خوفاً من الفضيحة، أم ننعزل حرجاً من العار؟
فهنالك العديد من الأشخاص، أحدهم اُبتلي بالإعاقة فاتهم بالعجز، وآخر كان ابنه ضحية للمخدرات فوصم بالسوء، امرأة قدر لها أن تنفصل فقيل إنها عرضة للخراب، وأخرى حرمت الإنجاب فكانت ادعى للشفقة، رجل قيدته الديون فشاعَ عنه المكر، وآخر أرهقته الهموم فقيل بدافِع الفقر، فتاة تأخر زواجَها فسميت بالعانس وأخرى لم تكمل دراستها فعرفت بالكسل، أرملة اهتمت بمظهرها فقيل تبحث عن رجل، وشيخ صبغ شاربه فأصبح في جهل، فتيات أُخذنَ بذنوب آبائهم فَحرمن الستر، وأبناء جَنَوْا على أمهاتهم فسلبوا الفخر، فلم يسلَم أحد.
الكثير من الألقاب والعديد من الأحكام، المزيد من الغيبة وانتشار النميمة، التساهل في سوء الظن وكسر الخواطِر، التفاخر بانعدام الرحمة ورفض العذر، فكم من معاق حقق الكثير من الإنجازات؟ ومدمن أصبح مكافحاً للفساد؟ مطلقة ربت أبناءها على مكارم الأخلاق؟ وعقيم طرقت جميع الأبواب؟
مديون حُبس بسبب احتيال؟ ومهموم تكدَّر لانقطاعِ الآمال؟
فتاة تأخر زواجها بِراً بالأم؟ ودراسة لم تكتمل بسببِ الفقر؟
أرملة تجملت هرباً من حزن؟ وشيخ حسن مظهره لإخفاء وهن؟ فتيات في قمة الأخلاق ليس لهن ذنب؟ وآباء رائعون بذلوا السبب؟
فلمَ لا نمنح العذر ونحسن الظّن؟ نبرر الخطأ وننزع الظلم؟ لم لا نعمل بقوله عليه السلام: (إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الحَدِيث) أخرجه البخاري في صحيحه (5143).
عارٌ علينا أن نُعمم الأخطاء ونُطلق الألقاب، نسخر من الأمراض ونحتقر المصاب، وذلكَ لكوننا لم نُخطئ ولم يقدر علينا البلاء، وفي الحقيقة أننا لسنا كاملين، بل مستورين، فقد يكون ما لدينا من بلاء ومعاصِ أعظم مما لدى الآخرين، لكننا سُترنا بفضل من الله، ولطف منه، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ﴾ الحجرات:11-12 لذا علينا أن نتذكر أنَ النعم لا تدوم وأن الستر غير محتوم، فلنلتمس العُذر، ونعفو عن المخطئ، ندعو للمريض ونرحم المحتاج، نمنح الفرصة ونجبر المكسور، فلنكن عوناً لمجتمعنا لا عبء عليه، ولنجعل هذه الآية نهجاً سلوكياً نرجع إليه.
فهنالك العديد من الأشخاص، أحدهم اُبتلي بالإعاقة فاتهم بالعجز، وآخر كان ابنه ضحية للمخدرات فوصم بالسوء، امرأة قدر لها أن تنفصل فقيل إنها عرضة للخراب، وأخرى حرمت الإنجاب فكانت ادعى للشفقة، رجل قيدته الديون فشاعَ عنه المكر، وآخر أرهقته الهموم فقيل بدافِع الفقر، فتاة تأخر زواجَها فسميت بالعانس وأخرى لم تكمل دراستها فعرفت بالكسل، أرملة اهتمت بمظهرها فقيل تبحث عن رجل، وشيخ صبغ شاربه فأصبح في جهل، فتيات أُخذنَ بذنوب آبائهم فَحرمن الستر، وأبناء جَنَوْا على أمهاتهم فسلبوا الفخر، فلم يسلَم أحد.
الكثير من الألقاب والعديد من الأحكام، المزيد من الغيبة وانتشار النميمة، التساهل في سوء الظن وكسر الخواطِر، التفاخر بانعدام الرحمة ورفض العذر، فكم من معاق حقق الكثير من الإنجازات؟ ومدمن أصبح مكافحاً للفساد؟ مطلقة ربت أبناءها على مكارم الأخلاق؟ وعقيم طرقت جميع الأبواب؟
مديون حُبس بسبب احتيال؟ ومهموم تكدَّر لانقطاعِ الآمال؟
فتاة تأخر زواجها بِراً بالأم؟ ودراسة لم تكتمل بسببِ الفقر؟
أرملة تجملت هرباً من حزن؟ وشيخ حسن مظهره لإخفاء وهن؟ فتيات في قمة الأخلاق ليس لهن ذنب؟ وآباء رائعون بذلوا السبب؟
فلمَ لا نمنح العذر ونحسن الظّن؟ نبرر الخطأ وننزع الظلم؟ لم لا نعمل بقوله عليه السلام: (إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الحَدِيث) أخرجه البخاري في صحيحه (5143).
عارٌ علينا أن نُعمم الأخطاء ونُطلق الألقاب، نسخر من الأمراض ونحتقر المصاب، وذلكَ لكوننا لم نُخطئ ولم يقدر علينا البلاء، وفي الحقيقة أننا لسنا كاملين، بل مستورين، فقد يكون ما لدينا من بلاء ومعاصِ أعظم مما لدى الآخرين، لكننا سُترنا بفضل من الله، ولطف منه، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ﴾ الحجرات:11-12 لذا علينا أن نتذكر أنَ النعم لا تدوم وأن الستر غير محتوم، فلنلتمس العُذر، ونعفو عن المخطئ، ندعو للمريض ونرحم المحتاج، نمنح الفرصة ونجبر المكسور، فلنكن عوناً لمجتمعنا لا عبء عليه، ولنجعل هذه الآية نهجاً سلوكياً نرجع إليه.