كتاب
النوم صديقي
تاريخ النشر: 13 أغسطس 2023 22:22 KSA
النّوم.. ذلك السُّلوك الغريزي الساحر، الذي منّ الله به علينا، ففيه جبرُ الخواطر، وكفُّ الأذى، وغيابٌ مؤقّت عن الواقع، إنّه الملاذُ الأجمل حين تخرج الأمورُ عن السيطرة، ويشتكي الجسدُ والعقل من فرْط انكشافه على الأحداث والآلامِ والمشكلاتِ والاهتمام، فالنوم العميقُ يخفّف عن كاهل الإنسانِ عبثيّةَ اليقظةِ، ومرارة التفكير وأثقال الهُموم، ويعزّز التئام الجروح البدنية والنفسية.. حرفيّاً، تخيّلوا معي إذن، لو أنّ النوم نفسَه صار معطوباً، مُتعرّضا لاضطرابات مُزعجة، يعجزُ المرء عن إصلاحها أو التعاملِ معها؟!.
والحرمانُ من عدد ساعاتِ النوم المطلوبة يومياً، له مُضاعفاته الحادّة والمزمنة، فتراكم ديْن النوم لا يُمكن التحايل عليه، فهو ديْن واجب السّداد إما بالنوم التعويضي، أو بنعاسٍ ونوم فُجائي يصعب دفعُهما في أوقات غير مناسبة، أو باضطرابات مزاجٍ وقلقٍ وغيرها من الأمراض البدنية، لذا، يضطر كثيرٌ من الناس للنوم لساعاتٍ أطول من المُعتاد خلال إجازة نهاية الأسبوع.
والنّوم مرتبطٌ ارتباطاً وثيقاً بالعواطف والانفعالاتِ، والذاكرةِ والوظائف المعرفية، لذلك يتسبّب الأرق المزمن في ضعف قدرة أجزاء من الدّماغ عن مُعالجة المَشاعر السّلبية، وظهور أعراض الإحباطِ وتعكّر المِزاج، والإرهاق الذّهني والإعياء البدني وغيرها، كما أنّ النّوم الجيّد ضرورةٌ للتعامل الصحّي مع الذّكريات والأحداث المزعجة، وبخاصةٍ خلال التعرّض لمرحلة النومِ الحالم بنسبةٍ صحيّة.
وعلى ذِكر أحلام المنام، فهي نشاطٌ عقليّ مستمر، ومن مظاهر احتقان العقلِ الباطن وانفلاتِه عن سيطرةِ العقل الواعي أثناءَ النوم، وكثافتها واضطراباتها قد تكون إشارةً إلى اضطرابات نومٍ لأسباب متعدّدة، إلّا أنّ التعويلَ على تفسيرِها وتعبيرِ معانيها قد يجلب التوتّر والهُموم، ويضرّ بالواقع، فمُعظم أحلام المنام مُجرد أضغاث عابرةٍ، لا تستدعي اهتماماً ولا تعبيراً.. الواقعُ العجيب، أولى بالتفسير!. إنّ النوم تعويضٌ جيّد عن قرف التعرّض لأخلاطِ الناس وضغوطاتِ الحياة، فعلى أقلّ القليل، قد تحلم أحلاماً سعيدة.. لكن، تخيّل معي، لو كان الناسُ أيضاً يُفسدون الأحلامَ الجميلة؟!.
أقتبسُ من الروائية الأمريكية (جيليان ميدوف) قولاً مُعبّرا عن مُتعةِ الغوصِ في عالم النّوم المَهيب: 'الشيء الوحيد الذي يجعلني أشعُر بالارتياح هو النوم، عندما أكونُ نائِمة، لا أكونُ حزينةً، أو غاضبةً أو وحيدة.. وقتها فقط، أكونُ أنا والعدمُ سواء'.
والحرمانُ من عدد ساعاتِ النوم المطلوبة يومياً، له مُضاعفاته الحادّة والمزمنة، فتراكم ديْن النوم لا يُمكن التحايل عليه، فهو ديْن واجب السّداد إما بالنوم التعويضي، أو بنعاسٍ ونوم فُجائي يصعب دفعُهما في أوقات غير مناسبة، أو باضطرابات مزاجٍ وقلقٍ وغيرها من الأمراض البدنية، لذا، يضطر كثيرٌ من الناس للنوم لساعاتٍ أطول من المُعتاد خلال إجازة نهاية الأسبوع.
والنّوم مرتبطٌ ارتباطاً وثيقاً بالعواطف والانفعالاتِ، والذاكرةِ والوظائف المعرفية، لذلك يتسبّب الأرق المزمن في ضعف قدرة أجزاء من الدّماغ عن مُعالجة المَشاعر السّلبية، وظهور أعراض الإحباطِ وتعكّر المِزاج، والإرهاق الذّهني والإعياء البدني وغيرها، كما أنّ النّوم الجيّد ضرورةٌ للتعامل الصحّي مع الذّكريات والأحداث المزعجة، وبخاصةٍ خلال التعرّض لمرحلة النومِ الحالم بنسبةٍ صحيّة.
وعلى ذِكر أحلام المنام، فهي نشاطٌ عقليّ مستمر، ومن مظاهر احتقان العقلِ الباطن وانفلاتِه عن سيطرةِ العقل الواعي أثناءَ النوم، وكثافتها واضطراباتها قد تكون إشارةً إلى اضطرابات نومٍ لأسباب متعدّدة، إلّا أنّ التعويلَ على تفسيرِها وتعبيرِ معانيها قد يجلب التوتّر والهُموم، ويضرّ بالواقع، فمُعظم أحلام المنام مُجرد أضغاث عابرةٍ، لا تستدعي اهتماماً ولا تعبيراً.. الواقعُ العجيب، أولى بالتفسير!. إنّ النوم تعويضٌ جيّد عن قرف التعرّض لأخلاطِ الناس وضغوطاتِ الحياة، فعلى أقلّ القليل، قد تحلم أحلاماً سعيدة.. لكن، تخيّل معي، لو كان الناسُ أيضاً يُفسدون الأحلامَ الجميلة؟!.
أقتبسُ من الروائية الأمريكية (جيليان ميدوف) قولاً مُعبّرا عن مُتعةِ الغوصِ في عالم النّوم المَهيب: 'الشيء الوحيد الذي يجعلني أشعُر بالارتياح هو النوم، عندما أكونُ نائِمة، لا أكونُ حزينةً، أو غاضبةً أو وحيدة.. وقتها فقط، أكونُ أنا والعدمُ سواء'.