كتاب
لغير السعوديين فقط!!
تاريخ النشر: 29 أغسطس 2023 22:07 KSA
التقيت صدفة، موظفاً أجنبياً، يعمل بوظيفة مندوب تسويق، كان مهموماً، فسألته؛ خير وش فيك يا صديق؟ تحتاج خدمة؟! ظننت لوهلة أنه فصل من عمله، ظننت أنه تعب من البطالة والغربة، ظننت أنه حن لتراب وطنه، لكنه لم يخطر ببالي أبداً، وأنا أعرف قدراته، أن تكون مشكلته: أن شركة أخرى عرضت عليه وظيفة براتب 16 ألفاً، وأنه لا يريد العمل فيها لأنه مرتاح بالشركة الحالية التي يعمل بها!!
حين يكون هم العامل الأجنبي يسبح في نعيم الرفاهية من فرط حيرته أمام الخيارات الوظيفية المعروضة عليه، ويكون هم الشاب السعودي موغلاً في وحل البطالة من قلة الفرص الوظيفية المتاحة أمامه، فإن هناك بلا شك نوايا خبيثة وأموراً مريبة تجري تحت من الطاولة، هدفها تجيير الفرص الوظيفية (لغير السعوديين فقط)!!
حين ننظر للأنظمة واللوائح العمالية، يرتفع سقف طموحنا عند قراءة مادة: (على جميع المنشآت في مختلف أنشطتها العمل على استقطاب السعوديين وتوظيفهم وتوفير وسائل استمرارهم في العمل)، لكننا حين نشاهد العروض الوظيفية، والخدمة الطويلة، والوظائف القيادية، حكراً على العمالة الأجنبية، نقرأ تنظيماً آخر تنص مادته الصريحة: (لغير السعوديين فقط)!!
حين ننظر للملتقيات التوظيفية، نستبشر خيراً بسماع رؤاها المحفزة؛ (يحرص الملتقى على تمكين الكوادر الوطنية، والمساهمة بسد الفجوة بين العرض والطلب وفقاً لمتطلبات سوق العمل بمشاركة القطاع الخاص والعام)، لكننا حين نقف على المحصلة النهائية؛ ثبات نسب البطالة، تفاقم أعداد العمالة، تزايد إصدار التاشيرات والإقامة، نقرأ رؤى أخرى محبطة مفادها؛ (لغير السعوديين فقط)!!
حين ننظر لعناوين الصحف اليومية، ترفرف قلوبناً فرحاً عند قراءة خبر (الموارد البشرية توجه ضربة قوية للمقيمين وتعلن توطين مهنة ممتلئة بالوافدين)، لكننا حين نستعرض قوائم العاملين بالإدارات الحيوية داخل الشركات الأهلية: كالتسويق، العمليات، الشؤون المالية، نقرأ واقعاً آخر عنوانه العريض: (لغير السعوديين فقط)!!
حين ننظر لآخر إحصائية تقول: نسبة الموظفين الأجانب 77% مقابل 23% للمواطنين، نصاب بخيبة أمل، وندرك متأخرين، بأن برامج التوطين والسعودة بنظر المنشآت الأهلية، مجرد شعارات واقية ترتكب تحت مظلتها آلاف المخالفات الإدارية، وأن التعيينات المقررة منافية للخطط المرسومة وتهدف لإحلال العمالة الأجنبية مكان الكفاءات الوطنية، وأن الإعلانات الوظيفية مجرد (بروباغندا) غايتها الحقيقية تجيير الوظائف: (لغير السعوديين فقط)!!.
حين يكون هم العامل الأجنبي يسبح في نعيم الرفاهية من فرط حيرته أمام الخيارات الوظيفية المعروضة عليه، ويكون هم الشاب السعودي موغلاً في وحل البطالة من قلة الفرص الوظيفية المتاحة أمامه، فإن هناك بلا شك نوايا خبيثة وأموراً مريبة تجري تحت من الطاولة، هدفها تجيير الفرص الوظيفية (لغير السعوديين فقط)!!
حين ننظر للأنظمة واللوائح العمالية، يرتفع سقف طموحنا عند قراءة مادة: (على جميع المنشآت في مختلف أنشطتها العمل على استقطاب السعوديين وتوظيفهم وتوفير وسائل استمرارهم في العمل)، لكننا حين نشاهد العروض الوظيفية، والخدمة الطويلة، والوظائف القيادية، حكراً على العمالة الأجنبية، نقرأ تنظيماً آخر تنص مادته الصريحة: (لغير السعوديين فقط)!!
حين ننظر للملتقيات التوظيفية، نستبشر خيراً بسماع رؤاها المحفزة؛ (يحرص الملتقى على تمكين الكوادر الوطنية، والمساهمة بسد الفجوة بين العرض والطلب وفقاً لمتطلبات سوق العمل بمشاركة القطاع الخاص والعام)، لكننا حين نقف على المحصلة النهائية؛ ثبات نسب البطالة، تفاقم أعداد العمالة، تزايد إصدار التاشيرات والإقامة، نقرأ رؤى أخرى محبطة مفادها؛ (لغير السعوديين فقط)!!
حين ننظر لعناوين الصحف اليومية، ترفرف قلوبناً فرحاً عند قراءة خبر (الموارد البشرية توجه ضربة قوية للمقيمين وتعلن توطين مهنة ممتلئة بالوافدين)، لكننا حين نستعرض قوائم العاملين بالإدارات الحيوية داخل الشركات الأهلية: كالتسويق، العمليات، الشؤون المالية، نقرأ واقعاً آخر عنوانه العريض: (لغير السعوديين فقط)!!
حين ننظر لآخر إحصائية تقول: نسبة الموظفين الأجانب 77% مقابل 23% للمواطنين، نصاب بخيبة أمل، وندرك متأخرين، بأن برامج التوطين والسعودة بنظر المنشآت الأهلية، مجرد شعارات واقية ترتكب تحت مظلتها آلاف المخالفات الإدارية، وأن التعيينات المقررة منافية للخطط المرسومة وتهدف لإحلال العمالة الأجنبية مكان الكفاءات الوطنية، وأن الإعلانات الوظيفية مجرد (بروباغندا) غايتها الحقيقية تجيير الوظائف: (لغير السعوديين فقط)!!.