كتاب
وماتت البهجة..؟!
تاريخ النشر: 30 أغسطس 2023 22:02 KSA
انتقلت إلى رحمة الله تعالى يوم الاثنين الماضي، أختي الكُبْرى (بهيجة) فالحمد لله على قضائه وقدره، 'إنّا لله وإنّا إليه راجعون'.
والموت هو سُنّة الأولين والآخرين، وكلّنا له سائرون، ومن بابه عابرون، وبرحمة خالقنا طامعون.
لكنّ موت هذه البهيجة التي استحقّت اسمها البهيج بكلّ ما تعنيه البهجة، قد ترك غصّة أليمة في قلبي، وحُزْناً كبيراً لا يُمحى، وأدعو الله عزّ وجلّ أن يجعل ما مسّها من أمراض متتابعة أنهكتها كثيراً خلال الثلاث سنوات الماضية وطرحتها الفراش، سبباً في رفعة درجتها عنده، إنّه هو الكريم الرحيم.
كانت، رحمها الله، أمّاً ثانيةً لي، تفرح بما أفرح له، وتحزن بما أحزن له، ولا أنسى ما حييت عندما كنت أدرس في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في المنطقة الشرقية وكانت هي تسكنها مع زوجها ابن العمّة شفاه الله قبل انتقالهما إلى جدّة، كيف كنت أنتظر عطلة نهاية الأسبوع لأهرع من معسكر الطُلّاب في الظهران إلى بيتها في الدمّام، كي أقضي يومين عندها بين نومٍ هانئ على فراشٍ نظيف وأكلٍ لذيذٍ واستمتاعٍ كبيرٍ، وعندما لا أجد وسيلة مواصلات تنقلني إليها كانت تأتيني وزوجها بسيّارتهما لاصطحابي وإعادتي بعد ذلك للجامعة مع ألف توصية للمذاكرة والانتظام في حضور الحصص الدراسية، وألف أمنية ودعاء بالنجاح، وكان هذا هو ديدنها طيلة خمس سنوات من عمري في الجامعة.
وقبل وفاتها بثلاثة أيّام اتّصل بي أخي حسين، وأبلغني أنّه رأى في منامه أمّنا يرحمها الله، التي ماتت قبل سنوات طويلة، وكأنّها تجلس على عتبة جميلة ومرتفعة، بينما أختي بهيجة تجلس على مسافة قليلة منها، وكانت رؤيا حقّ، وكانت المسافة هي ثلاث أيام بالضبط، لتلتحق الابنة الكُبرى بأمّها، جعلهما الله وأبي وأحبّتي في جنّات النعيم.
ماتت بهيجة، وبقي ذكرها الطيب، وأعمالها الجميلة، وقصص عِشْرتها اللينة والرفيقة، وإنّي لفراقها لمُلتاع ومحزون، وصدق الشاعر الذي قال:
أختي وإن طال الزمان حبيبتي.. ورفيقتي في الحزن والضَّحِكاتِ.
algashgari@gmail.com
والموت هو سُنّة الأولين والآخرين، وكلّنا له سائرون، ومن بابه عابرون، وبرحمة خالقنا طامعون.
لكنّ موت هذه البهيجة التي استحقّت اسمها البهيج بكلّ ما تعنيه البهجة، قد ترك غصّة أليمة في قلبي، وحُزْناً كبيراً لا يُمحى، وأدعو الله عزّ وجلّ أن يجعل ما مسّها من أمراض متتابعة أنهكتها كثيراً خلال الثلاث سنوات الماضية وطرحتها الفراش، سبباً في رفعة درجتها عنده، إنّه هو الكريم الرحيم.
كانت، رحمها الله، أمّاً ثانيةً لي، تفرح بما أفرح له، وتحزن بما أحزن له، ولا أنسى ما حييت عندما كنت أدرس في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في المنطقة الشرقية وكانت هي تسكنها مع زوجها ابن العمّة شفاه الله قبل انتقالهما إلى جدّة، كيف كنت أنتظر عطلة نهاية الأسبوع لأهرع من معسكر الطُلّاب في الظهران إلى بيتها في الدمّام، كي أقضي يومين عندها بين نومٍ هانئ على فراشٍ نظيف وأكلٍ لذيذٍ واستمتاعٍ كبيرٍ، وعندما لا أجد وسيلة مواصلات تنقلني إليها كانت تأتيني وزوجها بسيّارتهما لاصطحابي وإعادتي بعد ذلك للجامعة مع ألف توصية للمذاكرة والانتظام في حضور الحصص الدراسية، وألف أمنية ودعاء بالنجاح، وكان هذا هو ديدنها طيلة خمس سنوات من عمري في الجامعة.
وقبل وفاتها بثلاثة أيّام اتّصل بي أخي حسين، وأبلغني أنّه رأى في منامه أمّنا يرحمها الله، التي ماتت قبل سنوات طويلة، وكأنّها تجلس على عتبة جميلة ومرتفعة، بينما أختي بهيجة تجلس على مسافة قليلة منها، وكانت رؤيا حقّ، وكانت المسافة هي ثلاث أيام بالضبط، لتلتحق الابنة الكُبرى بأمّها، جعلهما الله وأبي وأحبّتي في جنّات النعيم.
ماتت بهيجة، وبقي ذكرها الطيب، وأعمالها الجميلة، وقصص عِشْرتها اللينة والرفيقة، وإنّي لفراقها لمُلتاع ومحزون، وصدق الشاعر الذي قال:
أختي وإن طال الزمان حبيبتي.. ورفيقتي في الحزن والضَّحِكاتِ.
algashgari@gmail.com