التربية الإعلامية يا وزارة التعليم..!

خطت وزارة التعليم خطوات كبيرة لتطوير المناهج الدراسية بما يتناسب مع متطلبات العصر وسوق العمل ويحقق رؤية الوطن الطموحة 2030، وعملت وفق خطة تطويرية شاملة لتنسجم تلك الخطة مع التطور الكبير الذي تعيشه بلادنا في مختلف المجالات، وبما يسهم في تنمية مهارات الطلبة وقدراتهم، وفي هذا العام أدرجت الوزارة عددًا من المقررات الجديدة لطلاب وطالبات المسارات في المرحلة الثانوية ومنها علوم الأرض والفضاء وإدارة الفعاليات وتخطيط الحملات التسويقية والذكاء الاصطناعي وهندسة البرمجيات والأمن السيبراني، وجميعها تأتي مواكبة للتطلعات المسقبلية، وبالرغم من الأهمية لتلك المقررات لا زالت التربية الإعلامية غائبة عن مشهد المقررات في ظل التسارع الرقمي والانفتاح الإعلامي الذي لم تشهد له البشرية مثيلاً، وأصبحنا بحاجة إلى منهج يساعد الطلبة على التعامل الأمثل مع الإعلام وتزويدهم بالمهارات الضرورية واللازمة والتي تمكنهم من استثمار وسائل الاعلام وشبكات التواصل المختلفة والتعامل معها بذكاء ووعي.

من الضرورة أن يكون لدينا وعي إعلامي لكافة الرسائل الإعلامية بكل ما يبث وينشر في الفضاء السيبراني، ومن المهم أن يتسلح شبابنا بمهارات تمكنهم من التعامل الأمثل مع الإعلام وتمكنهم من حسن الانتقاء والاختيار للوسيلة الإعلامية، فلا نستطيع أن نجبر أبناءنا على ماذا يتابعون وماذا يشاهدون لكن باستطاعتنا غرس مهارة الاختيار الأمثل وانتقاء المضمون الإعلامي الهادف ليكون لديهم الوعي الإعلامي الكافي لاختيار قناة التواصل المناسبة.

وأمام سطوة الإعلام وتأثيره يجب أن ندرب أبناءنا على التفكير الناقد وتحليل المضامين الإعلامية المختلفة ليكونوا قادرين على التمييز بين الجيد والرديء، فهي تساعدهم في بناء الوعي الإعلامي لديهم وتجنبهم المطبات الإعلامية.

إن التعامل مع الإعلام وتكوين ثقافة التربية الإعلامية والتي ترفع مستوى الوعي لدى الأفراد لا يأتي إلا من خلال المدرسة ومنهج دراسي لصناعة جيل واعٍ إعلامياً يسهم في بناء وطنه.