كتاب

التعليم المدفوع.. واجب المرحلة

نلْمس نحن أبناء المملكة العربية السعودية اليوم إدراكاً واضحاً لدى قيادتنِا - حفظها الله- بأن التعليمَ هو خيارنا الأول للنهوضِ الحضاري، وأن الاستثمار في عقول أبناء الوطنِ وبناتِهِ هو الاستثمار الأمثل؛ لأنهم النبع الذي لا يَنضب.

لذلك تُعد البرامج التعليمية مدفوعة الثمن في الجامعات السعودية، أو ما يسمى بالتعليم الموازي - وبخاصة الجامعات الكبيرة منها- رافداً مهماً من روافد الاستثمار في مجال التعليم العالي، لا سيما وأنه لا يترتب على هذا النوع من التعليم أي تكاليف أو مصروفات إضافية، قد تُرهق ميزانية الدولة أو الجامعة.


فعلى سبيل المثال، حين تستقبل جامعة من الجامعات السعودية الكبيرة خلال العام الواحد ما بين (5 إلى 10) آلاف طالب وطالبة في برنامج الانتساب، وبمعدل مالي يقارب الثلاثة آلاف ريال تقريباً (كان في السابق)، وذلك عن الفصل الدراسي الواحد، فإن إجمالي الدخل الإضافي السنوي للجامعة من الانتساب فقط، قد يتراوح ما بين (30) إلى (60) مليون ريال، ناهيك عن البرامج الأخرى مدفوعة الثمن، كالبرنامج التأهيلي الذي أتاح الفرصة سابقاً للطلاب الذين تخرجوا من الثانوية بمعدلات لا تمكنهم من دخول الجامعة، والذي كان بمبلغ مدفوع يُقدَّر تقريباً بـ(7) آلاف ريال للتخصصات النظرية، ومبلغ (12) ألف ريال للتخصصات العلمية، ومن تجربتي الشخصية، أتاح هذا النوع من البرامج الطريق إلى اكتشاف الكثير من المواهب من أبناء الوطن، والتي لولا هذه الفرصة التي قدَّمتها الجامعات لهم، لفقد الوطن الكثير من النابغين والموهوبين.

علماً بأن مصاريف التشغيل لكل هذه البرامج من مكافآت لأعضاء هيئة التدريس والإداريين وخلافه، لا تتجاوز على أبعد تقدير ما بين (30 إلى 40)% من مجموع دخل هذه البرامج.


مع الأخذ في الاعتبار بأن الفئة المستهدفة لبرامج التعليم المدفوع؛ تكون في أغلب الأوقات من الموظفين الحكوميين بالدولة بقطاعاتها المدنية والعسكرية، والطلاب والطالبات الذين لم يحالفهم الحظ للالتحاق بالتعليم الجامعي النظامي، أو من غير السعوديين من العاملين في القطاعات الحكومية والأهلية في المملكة، والذي يبلغ عددهم حسب آخر إحصائية في حدود (12) مليون نسمة، الأمر الذي يدعم رؤية المملكة 2030 في إتاحة التعليم لكافة فئات المجتمع.

ولنا أن نتخيل المبالغ التي تفقدها الجامعات السعودية من عدم تمكينهم من الالتحاق بالبرامج المدفوعة الثمن التي تقدمها الجامعات.. مع العلم أن حرمان الكثير من هذه الفئات من الدراسة عن طريق برامج الجامعات مدفوعة الثمن داخل المملكة، سيجعل الكثير منهم يتجهون للدراسة نفسها وبجودة أقل؛ في جامعات خارج المملكة.

أخبار ذات صلة

اللغة الشاعرة
مؤتمر الأردن.. دعماً لوحدة سوريا ومستقبلها
الجهات التنظيمية.. تدفع عجلة التنمية
الاستثمار في مدارس الحي
;
معرض جدة للكتاب.. حلَّة جديدة
«حركية الحرمين».. إخلاص وبرامج نوعية
دموع النهرين...!!
الجمال الهائل في #سياحة_حائل
;
عقيقة الكامخ في يوم العربيَّة
قُول المغربيَّة بعشرةٍ..!!
في رحاب اليوم العالمي للغة العربية
متحف للمهندس
;
وقت الضيافة من حق الضيوف!!
السرد بالتزييف.. باطل
عنف الأمثال وقناع الجَمال: قلق النقد ويقظة الناقد
مزايا مترو الرياض