كتاب
خاصية تنوّع المفردات في الأسلوب (2-2)
تاريخ النشر: 12 سبتمبر 2023 23:09 KSA
يرى بعض النقاد أنّ اللغة في جوهرها عبارة عن مجموعة من الوقائع الأسلوبية، ينبغي الاعتداد بها من وجهة نظر الأسلوبية، ومن هنا تكمن الأهمية في تتبّع السمات الأسلوبية ومعدل تكرارها وتواترها في النص.
وبهذا؛ فإن أغلب الدراسات الأسلوبية - في هذا السياق- لا تخرج عمّا أثمره علم الأسلوب، ولا عمّا أنتجته النظرية الأسلوبية، فهي نتاج من نتائجهما، وثمرة من ثمراتهما؛ ولكنّها، في المقابل، تهتم بدراسة خصيصة من خصائصهما، وهي؛ خاصية تنوّع المفردات في النص أو النصوص المدروسة؛ ولذلك أصبح للعملية الإحصائية - حسب تعبير عبدالسلام المسدي- فضل بازر في عقلنة المنهج النقدي، بالانطلاق من المعجم الذي ينثره المنشئ ويرنو إلى استخدامه؛ لأنّه العلامة الدالة عليه، والقوام المُوشي إلى حسن توظيفه وتشكيله، فما الأسلوب في أبسط خصيصة له - كما يرى صلاح فضل- إلّا أنّه 'مظهر القول الذي ينجم عن اختيار وسائل التعبير'، وبهذا يؤدي فحص الثروة اللفظية كما تظهر في النصوص إلى استبانة واحدة من أهم الملامح المميزة للأسلوب، فما المفردات إلاّ الخلايا الحية حسب تعبير - سعد مصلوح- التي يتحكّم المنشئ في تخليقها، وتنشيط تفاعلاتها على نحو يتحقّق به للنص كينونته المميزة في سياق النصوص، وللمنشئ تفرّده بين المنشئين.
ولا شكّ أنّ الثروة اللفظية تختلف أيّما اختلاف ما بين الشعراء والكُتّاب، بالنظر إلى حجم الثروة اللغوية، وطرق استخدامها والتصرف فيها عند صياغة النص، ومن المتوقع عند الموازنة ما بين عدد من الأساليب؛ أن يمتاز بعضها عن بعض من إحدى الجهتين أو كلتيهما، الأمر الذي يستوجب عند قياس حجم تلك الثروة لدى المنشئ؛ أن نميّز بين نوعين مختلفين منها:
أولهما: قياس حجم ما يعرفه المنشئ من ألفاظ، أو - بعبارة أخرى- كمية الألفاظ التي يمكنه أن يتعرف عليها إذا قرأها أو سمعها.
وثانيهما: قياس كمية ما يستخدمه من الألفاظ بالفعل في صياغة نصوصه.
وتنوع المفردات هو أحد الخواص الأسلوبية التي من خلالها يمكن التوصل بقياسها في عدد النصوص إلى إجابة مدعومة بالدّليل الإحصائي عن سؤالين:
الأول: أيُّ هذه النصوص يعبّر عن ثراءٍ معجمي نسبي إذا ما قُورن بغيره؟.
الثاني: كيف يستخدم المنشئ خاصية التنوّع بين مفرداته عند صياغة النص؟.
ونتفق مع ما طرحه الناقد سعد مصلوح في أنّ مقتضى الوصف بتنوّع المفردات يُعدّ إحدى الخواص الأسلوبية، وهذا يعني أنّه ليس بالخاصية الوحيدة أو الحاسمة في مجال التمييز ما بين الأساليب، كما يعني - أيضًا- أنّ الخواص الأسلوبية من الكثرة والتّعدّد بحيث ينبغي أن يؤخذ جميعها أو أكثرها في الاعتبار؛ إذا ما أُريد تحديد العلاقات ما بين الأساليب المتنوّعة على نحو أوسع وأشمل.
وبهذا؛ فإن أغلب الدراسات الأسلوبية - في هذا السياق- لا تخرج عمّا أثمره علم الأسلوب، ولا عمّا أنتجته النظرية الأسلوبية، فهي نتاج من نتائجهما، وثمرة من ثمراتهما؛ ولكنّها، في المقابل، تهتم بدراسة خصيصة من خصائصهما، وهي؛ خاصية تنوّع المفردات في النص أو النصوص المدروسة؛ ولذلك أصبح للعملية الإحصائية - حسب تعبير عبدالسلام المسدي- فضل بازر في عقلنة المنهج النقدي، بالانطلاق من المعجم الذي ينثره المنشئ ويرنو إلى استخدامه؛ لأنّه العلامة الدالة عليه، والقوام المُوشي إلى حسن توظيفه وتشكيله، فما الأسلوب في أبسط خصيصة له - كما يرى صلاح فضل- إلّا أنّه 'مظهر القول الذي ينجم عن اختيار وسائل التعبير'، وبهذا يؤدي فحص الثروة اللفظية كما تظهر في النصوص إلى استبانة واحدة من أهم الملامح المميزة للأسلوب، فما المفردات إلاّ الخلايا الحية حسب تعبير - سعد مصلوح- التي يتحكّم المنشئ في تخليقها، وتنشيط تفاعلاتها على نحو يتحقّق به للنص كينونته المميزة في سياق النصوص، وللمنشئ تفرّده بين المنشئين.
ولا شكّ أنّ الثروة اللفظية تختلف أيّما اختلاف ما بين الشعراء والكُتّاب، بالنظر إلى حجم الثروة اللغوية، وطرق استخدامها والتصرف فيها عند صياغة النص، ومن المتوقع عند الموازنة ما بين عدد من الأساليب؛ أن يمتاز بعضها عن بعض من إحدى الجهتين أو كلتيهما، الأمر الذي يستوجب عند قياس حجم تلك الثروة لدى المنشئ؛ أن نميّز بين نوعين مختلفين منها:
أولهما: قياس حجم ما يعرفه المنشئ من ألفاظ، أو - بعبارة أخرى- كمية الألفاظ التي يمكنه أن يتعرف عليها إذا قرأها أو سمعها.
وثانيهما: قياس كمية ما يستخدمه من الألفاظ بالفعل في صياغة نصوصه.
وتنوع المفردات هو أحد الخواص الأسلوبية التي من خلالها يمكن التوصل بقياسها في عدد النصوص إلى إجابة مدعومة بالدّليل الإحصائي عن سؤالين:
الأول: أيُّ هذه النصوص يعبّر عن ثراءٍ معجمي نسبي إذا ما قُورن بغيره؟.
الثاني: كيف يستخدم المنشئ خاصية التنوّع بين مفرداته عند صياغة النص؟.
ونتفق مع ما طرحه الناقد سعد مصلوح في أنّ مقتضى الوصف بتنوّع المفردات يُعدّ إحدى الخواص الأسلوبية، وهذا يعني أنّه ليس بالخاصية الوحيدة أو الحاسمة في مجال التمييز ما بين الأساليب، كما يعني - أيضًا- أنّ الخواص الأسلوبية من الكثرة والتّعدّد بحيث ينبغي أن يؤخذ جميعها أو أكثرها في الاعتبار؛ إذا ما أُريد تحديد العلاقات ما بين الأساليب المتنوّعة على نحو أوسع وأشمل.