كتاب
ملتقى الأدباء: مشاهد ومقترحات
تاريخ النشر: 13 سبتمبر 2023 22:26 KSA
يومان في حائل، قضيناهما نشهد افتتاح جمعية الأدب، ونناقش قضايا الأدب في ملتقى كتّابه؛ حوار نقدي، وشعر وقصة وموسيقى، وشعر شعبي كذلك، من الجميل أن يدخل الشعر الشعبي أخيراً لملتقى من هذا النوع.
كان التنظيم جميلاً كالعادة، حائل كانت مضيافةَ القلب والخاطر كعادتها، هذه التراحيب والحفاوة التي تحف الزائر منذ يهبط فيها علامة حائلية براقة، في المطار ونحن نغادر، كان الحائليون يتحسرون لذهابنا، ويعتذرون عن التقصير، وأي تقصير إلا الجود الفائض من القلوب! الملاحظة الوحيدة في هذا الشأن ليست لحائل، بل لمنظمي الملتقى؛ نتمنى التنبه لمسألة الطقس في المرات القادمة، كان اللقاء سيكون أجمل بكثير لو تأخر الموعد شهراً ونصف مثلاً، الأجواء عامل مهم جداً لنجاح ملتقى كهذا، والجميل في المملكة أنها توفر لك المكان المناسب في كل شهور السنة.
وكما هو متوقع كان افتتاح جمعية الأدب مناسبة جميلة، تبعث على البهجة، كما كان محتشداً بالطموحات والآمال والأسئلة، ولعل هذا ما عبرت عنه الجلسة المخصصة لمناقشة مستقبل الجمعية، التي تحولت في جانب منها لمساءلة نقدية لما يمكن أن يعنيه مفهوم (الأدب)، وكلنا نعلم أن هذا السؤال مركزي في تحديد طبيعة عمل الجمعية وتوقع مستقبلها، كانت الجلسة حوارية كما شاهدنا، وتناولت عدداً من هذه المسائل، ولاحظنا جميعاً أن كثيراً من النقاط تحتاج للوقت لكي تتبلور الرؤية حولها، الدعم.. سؤال الدعم، ظل جرساً معلقاً على الألسنة والأذهان. أجمع معظم المشاركين أن الجمعية دون دعم لن تستطيع تحقيق ما تصبو ونصبو إليه.
الجلسة الأولى كانت حوارية كما قلت بين المشاركين فيها فقط، وكان على الجمهور أن يستمع فقط. والجلسة التالية عن عام الشعر العربي لم يكن فيها أسئلة أو مداخلات كذلك. أعتقد أن هذه ملاحظة مهمة لا بد من النظر فيها في الملتقيات القادمة، المداخلات مهمة لملتقى مثل ملتقى الأدباء، لاحظت أن بعض المشاركين حضّر أوراقاً يقرأ منها، لا أعتقد أن طبيعة ملتقى الأدباء تستدعي الأوراق المطولة. فهو ليس مؤتمراً علمياً كما نعلم، بل ملتقى ثقافياً. نعم التحضير للجلسة مهم، لكن التحضير لا يعني القراءة من ورقة تأخذ ربع ساعة أو أكثر. يفترض بالمشارك في الجلسة - بحكم علاقته أو علاقتها بالأدب - أن يكون قادراً على أن يتحدث ارتجالاً عن المحاور والأسئلة التي توجه له. اللقاءات الجانبية على هامش الملتقى واحدة من «أنجح وأهم أهداف الملتقى» كما تقول سلمى بوخمسين، وفيها يدور حديث شيق ومستمر. لكني أرى أن هذه اللقاءات الجانبية الممتعة تمثل امتداداً لما يدور في الجلسات من قضايا وأفكار. هذا يعني أن النقاش لا بد أن يبدأ في الجلسات بين أعضاء الجلسة، وبين الجمهور من الحاضرين. وهذا ما شهدناه نوعاً ما في اليوم الثاني.
أعتقد أن الإعلان المبكر عن جدول الملتقى أمر مهم، وكذلك التسويق له. لأن الملتقى -في رأيي- ليس فرصة للأدباء وحسب، بل لمجتمع المدينة التي تحتضن الملتقى، يحضرون الجلسات، ويلتقون بالكتاب والكاتبات، ويحاورونهم، ويكتشفون بعض أسرار الإلهام. ولعله من الجميل أن يصاحب الملتقى معرض كتاب مختصر، يضم أعمال الأدباء والنقاد.
من المشاهد الجميلة في الملتقى تبادل الكتب بين الزملاء والزميلات، أهداني الدكتور أحمد الطامي كتاباً نقدياً مهماً، ووضع حسن عامر بين يديّ حفنة من (رصاص في بنادق الآخرين).. يا له من عنوان!.
عصر اليوم الثاني، وبعد نهاية الملتقى، كان محمد يعقوب يودعنا، وفي عينيه بريق غريب. لم يرافقنا لمتحف أجا وسلمى، ضاع نصف عمره؛ غداء شهي، وقصص، وتاريخ حائلي مديد، وسامري.. سامري يهز الروح حتى تسقط ثمارها، بعد ساعتين، عوض الله يعقوباً عن نصفه الضائع بجائزة وزارة الثقافة للشعر، وعرفت سر البريق الغريب.
كان التنظيم جميلاً كالعادة، حائل كانت مضيافةَ القلب والخاطر كعادتها، هذه التراحيب والحفاوة التي تحف الزائر منذ يهبط فيها علامة حائلية براقة، في المطار ونحن نغادر، كان الحائليون يتحسرون لذهابنا، ويعتذرون عن التقصير، وأي تقصير إلا الجود الفائض من القلوب! الملاحظة الوحيدة في هذا الشأن ليست لحائل، بل لمنظمي الملتقى؛ نتمنى التنبه لمسألة الطقس في المرات القادمة، كان اللقاء سيكون أجمل بكثير لو تأخر الموعد شهراً ونصف مثلاً، الأجواء عامل مهم جداً لنجاح ملتقى كهذا، والجميل في المملكة أنها توفر لك المكان المناسب في كل شهور السنة.
وكما هو متوقع كان افتتاح جمعية الأدب مناسبة جميلة، تبعث على البهجة، كما كان محتشداً بالطموحات والآمال والأسئلة، ولعل هذا ما عبرت عنه الجلسة المخصصة لمناقشة مستقبل الجمعية، التي تحولت في جانب منها لمساءلة نقدية لما يمكن أن يعنيه مفهوم (الأدب)، وكلنا نعلم أن هذا السؤال مركزي في تحديد طبيعة عمل الجمعية وتوقع مستقبلها، كانت الجلسة حوارية كما شاهدنا، وتناولت عدداً من هذه المسائل، ولاحظنا جميعاً أن كثيراً من النقاط تحتاج للوقت لكي تتبلور الرؤية حولها، الدعم.. سؤال الدعم، ظل جرساً معلقاً على الألسنة والأذهان. أجمع معظم المشاركين أن الجمعية دون دعم لن تستطيع تحقيق ما تصبو ونصبو إليه.
الجلسة الأولى كانت حوارية كما قلت بين المشاركين فيها فقط، وكان على الجمهور أن يستمع فقط. والجلسة التالية عن عام الشعر العربي لم يكن فيها أسئلة أو مداخلات كذلك. أعتقد أن هذه ملاحظة مهمة لا بد من النظر فيها في الملتقيات القادمة، المداخلات مهمة لملتقى مثل ملتقى الأدباء، لاحظت أن بعض المشاركين حضّر أوراقاً يقرأ منها، لا أعتقد أن طبيعة ملتقى الأدباء تستدعي الأوراق المطولة. فهو ليس مؤتمراً علمياً كما نعلم، بل ملتقى ثقافياً. نعم التحضير للجلسة مهم، لكن التحضير لا يعني القراءة من ورقة تأخذ ربع ساعة أو أكثر. يفترض بالمشارك في الجلسة - بحكم علاقته أو علاقتها بالأدب - أن يكون قادراً على أن يتحدث ارتجالاً عن المحاور والأسئلة التي توجه له. اللقاءات الجانبية على هامش الملتقى واحدة من «أنجح وأهم أهداف الملتقى» كما تقول سلمى بوخمسين، وفيها يدور حديث شيق ومستمر. لكني أرى أن هذه اللقاءات الجانبية الممتعة تمثل امتداداً لما يدور في الجلسات من قضايا وأفكار. هذا يعني أن النقاش لا بد أن يبدأ في الجلسات بين أعضاء الجلسة، وبين الجمهور من الحاضرين. وهذا ما شهدناه نوعاً ما في اليوم الثاني.
أعتقد أن الإعلان المبكر عن جدول الملتقى أمر مهم، وكذلك التسويق له. لأن الملتقى -في رأيي- ليس فرصة للأدباء وحسب، بل لمجتمع المدينة التي تحتضن الملتقى، يحضرون الجلسات، ويلتقون بالكتاب والكاتبات، ويحاورونهم، ويكتشفون بعض أسرار الإلهام. ولعله من الجميل أن يصاحب الملتقى معرض كتاب مختصر، يضم أعمال الأدباء والنقاد.
من المشاهد الجميلة في الملتقى تبادل الكتب بين الزملاء والزميلات، أهداني الدكتور أحمد الطامي كتاباً نقدياً مهماً، ووضع حسن عامر بين يديّ حفنة من (رصاص في بنادق الآخرين).. يا له من عنوان!.
عصر اليوم الثاني، وبعد نهاية الملتقى، كان محمد يعقوب يودعنا، وفي عينيه بريق غريب. لم يرافقنا لمتحف أجا وسلمى، ضاع نصف عمره؛ غداء شهي، وقصص، وتاريخ حائلي مديد، وسامري.. سامري يهز الروح حتى تسقط ثمارها، بعد ساعتين، عوض الله يعقوباً عن نصفه الضائع بجائزة وزارة الثقافة للشعر، وعرفت سر البريق الغريب.