كتاب

هل تقدم الصين على مبادرة.. لنزع فتيل الحرب؟!

حرص الرئيس الأمريكي جو بايدن، على زيارة فيتنام، يرافقه وفد كبير من رجال الأعمال الأمريكيين، بعد قمة العشرين في الهند، وهي ليست الزيارة الأولى لرئيس أمريكي إلى هذا البلد الواقع على مقربة من الصين، وحارب الوجود الأمريكي في قسمه الجنوبي، وأرغمه على الانسحاب بشكل مزري من سايجون، عاصمة الجزء الجنوبي من البلد، وذلك بدعم عسكري كبير من روسيا. إذ أن أوباما سبق بايدن إلى زيارة هانوى، العاصمة الفيتنامية، وواصلت الشركات الأمريكية بناء مكاتب ومصانع لها في فيتنام، حيث استفز ذلك الجار الصيني، وأصبحت العلاقة بين البلدين غير ودية، لا نتيجة الاستثمارات الأمريكية فحسب، بل بسبب عدد من القضايا المختلف عليها، خاصة فيما يتعلق بالبحر وحدود كل من البلدين فيه.

وتمثل فيتنام واحداً من القضايا التي يتم استفزاز الصين بها من قبل الولايات المتحدة، ويتزايد التحدي الأمريكي للصين يوماً بعد يوم، في وقت تتصاعد فيه القوة الاقتصادية الصينية، والتي شاركت أمريكا ودول غربية أخرى في دعمها سابقاً عبر الاستفادة من التكلفة المتدنية لتصنيع العديد من المواد، بما فيها إنتاج أجزاء هامة من أجهزة التكنولوجيا المتقدمة، والتي أخذ الأمريكيون يعيدونها إلى بلادهم، تدريجياً، أو ينقلونها إلى دول أخرى لا يثير ازدهارها القلق لدى واشنطن.


الصين -وكذلك روسيا- تستعد لما يمكن أن يكون بعد انتهاء مرحلة النظام العالمي الحالي والقائم، حسب المعايير الأمريكية والغربية، وتستهدف الدولتان نزع صفة الأحادية القطبية عن واشنطن، وإنشاء نظام عالمي آخر بمعايير تعدد الأقطاب. بينما تسعى أمريكا للمحافظة على تفوقها الاقتصادي والعسكري، حيث أصبحت طرفاً غير مباشر (إلى حدٍّ ما) في حرب أوكرانيا وروسيا. وهي حرب تستنزف الاقتصادات الأوروبية بشكل كبير.

صرح الرئيس الصيني بأن الديمقراطية الغربية نظام معيب، ويؤدي إلى الفوضى الاجتماعية، بينما النظام السياسي الصيني هو الطريق إلى الازدهار والقوة. وأكد الرئيس الروسي، بوتين، أن الأسلوب الغربي الليبرالي هو نظام منحط، ويستند إلى فلسلفة أخلاقية فاسدة، بينما النظام السياسي الروسي، كما يراه، هو الديمقراطية السياسية الناجحة. بينما يؤمن الأمريكيون بأن العالم يكون أكثر أماناً حينما تنتشر الديمقراطية والأسواق الحرة. وكانت صحيفة النيويورك تايمز نشرت بداية التسعينيات، من القرن الماضي، جزءاً من تقرير سري لوزارة الدفاع الأمريكية يشير إلى أن إستراتيجية واشنطن منذ لحظة انهيار الاتحاد السوفيتي ستكون منع أي قوة في العالم من أن تصبح نداً لأمريكا.


أصبحت أهداف كل الأطراف الدولية، أي الصين وروسيا من ناحية، والولايات المتحدة من ناحية أخري، واضحة لجميع الأطراف. وتسعى كل منها إلى إقامة تحالفات عسكرية أو اقتصادية تضيف إليها قوة تطمع في استخدامها إذا نشأت حاجتها لذلك، ويسعى الأمريكيون إلى إنشاء تحالفات في آسيا مثل تحالف (أوكوس) بينها وأستراليا، والذي انضمت إليه بريطانيا، ويتوقع أن تلتحق به كل من نيوزيلندا وإندونيسيا. وتسعى الصين وروسيا إلى إقامة تحالفات تعكس قلقها من الأحلاف الأمريكية الآسيوية.

وهنا يبرز السؤال فيما إذا كانت الصين سوف تنتظر إلى ما بعد تحقيق نوع من السلام في أوكرانيا بين روسيا والقوى المناهضة لها، أم أنها سوف تسعى للإقدام على خطوة استباقية تؤدي إلى قبول واشنطن بالجلوس على طاولة واحدة مع الصين وروسيا؛ للبحث في قواعد جديدة لنظام عالمي جديد. خاصة وأن روسيا أصبحت معتمدة على القوة الاقتصادية الضخمة للصين، بينما بكين تسعى للاستعانة بالغطاء النووي لروسيا بترسانتها النووية الضخمة وذلك حتى تصل إلى تحقيق مقولة نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، ديمتري ماديفيديف: (إن الصراع وجودي.. إما نحن أو هم).

أخبار ذات صلة

حتى أنت يا بروتوس؟!
حراك شبابي ثقافي لافت.. وآخر خافت!
الأجيال السعودية.. من العصامية إلى التقنية الرقمية
فن الإقناع.. والتواصل الإنساني
;
عن الاحتراق الوظيفي!
سقطات الكلام.. وزلات اللسان
القطار.. في مدينة الجمال
يومان في باريس نجد
;
فن صناعة المحتوى الإعلامي
الإدارة بالثبات
أرقام الميزانية.. تثبت قوة الاقتصاد السعودي
ورود
;
حان دور (مؤتمر يالطا) جديد
الحضارة والتنمية
خط الجنوب وإجراء (مأمول)!
الشورى: مطالبة وباقي الاستجابة!!