كتاب
عِبَرٌ كلُّها الليالي ولكن!!
تاريخ النشر: 19 سبتمبر 2023 21:30 KSA
إن الإقلاع عن غيبة الناس والحديث عنهم بسوء، ليس بالأمر السهل لأنه يحتاج إلى مجاهدة وحسن إسلام، ومصداقاً لذلك ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه». وورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لعائشة رضي الله عنها، وقد قالت عن صفية حسبك من صفية كذا وكذا، يقول لها: «لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته».
إلى غير ذلك من النصوص الواضحة الدالة في ذم الغيبة والنميمة، وتحريمها، وإن كان حديث عائشة رضي الله عنها -كما يقول الإمام النووي رحمه الله- من أعظم الزواجر عن الغيبة أو أعظمها.
ومن روائع أقوال الفلاسفة المسلمين في هذا الشأن، أقتبس قول الفيلسوف المصري الدكتور مصطفى محمود: «عندما يتحدث الناس عنك بسوء وأنت تعلم أنك لم تخط في حق أحد منهم؛ تذكر أن تحمد الله عز وجل الذي أشغلهم بك ولم يشغلك بهم». انتهى الاقتباس.
فنجد أن بعض الناس -نسأل الله السلامة- عادة لا يغتابون إلا الأشخاص الناجحين الذين هم أفضل منهم، من الذين رزقهم الله بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى، لذلك يجب أن يكون أول شعور لدى المُغْتَاب هو الفخر وليس العتاب، العزة وليس الإهانة، الترك وليس الدفاع والتبرير، لأن من يحبك ويكن لك التقدير لا يحتاج لمبررات وحجج، وفي المقابل من يكرهك يظل على حاله مهما تكلمت فهو لا يحتاج لتبرير ولن يكترث لردك مهما كان.
وبالنسبة لمن يستمعون الاغتياب فعادةً هم ينقسمون إلى قسمين، الأول أناس يقدرونك ويحبونك وسوف يعرفون أنه الكذب والغيبة والنميمة، فتجدهم يدافعون ويردون عنك في غيابك، والقسم الثاني ممن لا يكنون لك المحبة حتى إن بعضهم لا يعرفونك ولم يقابلوك في حياتهم وليس هناك موقف حصل بينك وبينهم، فيجد الكلام هوى في داخل نفوسهم -والعياذ بالله- وعندها وللأسف يساهمون بدون علم ولا ضمير في ترديده والزيادة عليه.
إن الانشغال بأمور الناس والحديث عنهم بسوء من خلفهم بما هو ليس فيهم، ليس من المروءة ولا الرجولة في شيء، لذلك يجب على الواحد منا الإشفاق على مثل هؤلاء الناس والدعاء لهم، وعدم الرد عليهم لأنك لو فعلت ذلك ستدور في فلكهم، فذرهم وما يفترون دون أي اهتمام بهم وبما يرددون.
ويجب على الواحد منا أن لا يكترث بما يقوله ويردده عنه الآخرون بسوء، لأنه من الصعب الرد على كل مغتاب ونمام، بل يجب عليه تركهم خلفه لأنهم تكلموا من خلفه.
وعلى الواحد منا أيضاً أن يدرك أن الحياة الدنيا مليئة العبر، ومن أجمل الأبيات في هذا المجال قول أحدهم:
عِبَرٌ كلُّها الليالي ولكن...
أين من يفتحُ الكتابَ ويقرأ
إلى غير ذلك من النصوص الواضحة الدالة في ذم الغيبة والنميمة، وتحريمها، وإن كان حديث عائشة رضي الله عنها -كما يقول الإمام النووي رحمه الله- من أعظم الزواجر عن الغيبة أو أعظمها.
ومن روائع أقوال الفلاسفة المسلمين في هذا الشأن، أقتبس قول الفيلسوف المصري الدكتور مصطفى محمود: «عندما يتحدث الناس عنك بسوء وأنت تعلم أنك لم تخط في حق أحد منهم؛ تذكر أن تحمد الله عز وجل الذي أشغلهم بك ولم يشغلك بهم». انتهى الاقتباس.
فنجد أن بعض الناس -نسأل الله السلامة- عادة لا يغتابون إلا الأشخاص الناجحين الذين هم أفضل منهم، من الذين رزقهم الله بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى، لذلك يجب أن يكون أول شعور لدى المُغْتَاب هو الفخر وليس العتاب، العزة وليس الإهانة، الترك وليس الدفاع والتبرير، لأن من يحبك ويكن لك التقدير لا يحتاج لمبررات وحجج، وفي المقابل من يكرهك يظل على حاله مهما تكلمت فهو لا يحتاج لتبرير ولن يكترث لردك مهما كان.
وبالنسبة لمن يستمعون الاغتياب فعادةً هم ينقسمون إلى قسمين، الأول أناس يقدرونك ويحبونك وسوف يعرفون أنه الكذب والغيبة والنميمة، فتجدهم يدافعون ويردون عنك في غيابك، والقسم الثاني ممن لا يكنون لك المحبة حتى إن بعضهم لا يعرفونك ولم يقابلوك في حياتهم وليس هناك موقف حصل بينك وبينهم، فيجد الكلام هوى في داخل نفوسهم -والعياذ بالله- وعندها وللأسف يساهمون بدون علم ولا ضمير في ترديده والزيادة عليه.
إن الانشغال بأمور الناس والحديث عنهم بسوء من خلفهم بما هو ليس فيهم، ليس من المروءة ولا الرجولة في شيء، لذلك يجب على الواحد منا الإشفاق على مثل هؤلاء الناس والدعاء لهم، وعدم الرد عليهم لأنك لو فعلت ذلك ستدور في فلكهم، فذرهم وما يفترون دون أي اهتمام بهم وبما يرددون.
ويجب على الواحد منا أن لا يكترث بما يقوله ويردده عنه الآخرون بسوء، لأنه من الصعب الرد على كل مغتاب ونمام، بل يجب عليه تركهم خلفه لأنهم تكلموا من خلفه.
وعلى الواحد منا أيضاً أن يدرك أن الحياة الدنيا مليئة العبر، ومن أجمل الأبيات في هذا المجال قول أحدهم:
عِبَرٌ كلُّها الليالي ولكن...
أين من يفتحُ الكتابَ ويقرأ