كتاب
غداء البريطانية.. قبل عشاء المصري!!
تاريخ النشر: 23 سبتمبر 2023 23:45 KSA
أرثي لحال الكثير من الشباب المهاجرين العرب إلى أوروبّا أو أمريكا جرياً وراء حلم الحياة الكريمة، والانتقال من حالة الفقر المُدْقِع التي عاشوها في بلادهم إلى حالة الثراء السهل التي يحلمون بها ليل نهار!.
بعضهم قد يحقّقون حلمهم، وهم قلّة قليلة، وبعضهم الآخر وهم السواد الأعظم لا ينالون من حلمهم إلّا كالإنسان التائه الظمآن، الذي يرى واحة ماء في الصحراء القاحلة فيلهث خلفها، فيجدها سراباً من وهم وخيال، ثمّ يموت جفافاً وعطشاً!.
من هؤلاء، ذاك الشاب المصري العاطل عن العمل والساذج التفكير، الذي هاجر إلى بريطانيا، ولفّ في أرجائها، حتّى وجد عجوزاً بريطانية ثرية، وتكبره بأكثر من ٤٠ سنة، ومن يراهما بجانب بعضهما البعض في صورة واحدة؛ سيقول أنّه حفيدها الأصغر بلا جدال!.
والمهم هو أنّ الشاب المصري مثَّل أنّه يُحبّها، وواقعٌ في غرامها، وقد شغفت قلبه حُبّاً، فأغراها بأعسل الكلام، وتزوّجها على عجل، وعلى أمل أنّها ستموت؛ فيرثها وجنيهاتها الإسترلينية الكثيرة، ولو كنت أعرفه قبل ذلك واستنصحني لقُلْت له أن يجرّب حظّه مع عجوز خليجية؛ أو أي جنسية أخرى، إلّا العجائز البريطانيات، فهنّ مثل عجائز بريطانيا الرجال، ماكرين ودُهاة، وقبل كلّ ذلك يُضرب بهم المثل في البخل، ومن الصعب الضحك عليهم، لكن للأسف لم أتشرّف بمعرفته ولم يستنصحني!.
وبعد سنتين من الزواج لم تمت العجوز، فصحّتها بُمب وعال العال، تشرب شاى الخامسة عصراً في حديقتها بكثيرِ من السكّر، وتلتهم معه قطعاً من الكعك الإنجليزي؛ الذي اخترعت وصفته دُوقة إنجليزية اسمها «آنا راسل» في قديم الزمان، وتغدَّت به قبل أن يتعشّى بها، وطلّقته في ليلة لندنية غطّاها الضباب، وطردته من بيتها، واستبدلته بقطّة بنغالية اسمها «تيبس»، ورفعت قضية ضدّه لإعادة ٢٥ ألف جنيه إسترليني من أموالها؛ زعمت أنّها أقرضته إياها وليست هدية، وفضحته فضيحة مُدوِّية في بلاد الغُربة!.
وحقّاً صدق من قال:
بلادي وإن جارت علي عزيزةٌ
وأهلي وإن ضنُّوا عليّ كرامُ.
بعضهم قد يحقّقون حلمهم، وهم قلّة قليلة، وبعضهم الآخر وهم السواد الأعظم لا ينالون من حلمهم إلّا كالإنسان التائه الظمآن، الذي يرى واحة ماء في الصحراء القاحلة فيلهث خلفها، فيجدها سراباً من وهم وخيال، ثمّ يموت جفافاً وعطشاً!.
من هؤلاء، ذاك الشاب المصري العاطل عن العمل والساذج التفكير، الذي هاجر إلى بريطانيا، ولفّ في أرجائها، حتّى وجد عجوزاً بريطانية ثرية، وتكبره بأكثر من ٤٠ سنة، ومن يراهما بجانب بعضهما البعض في صورة واحدة؛ سيقول أنّه حفيدها الأصغر بلا جدال!.
والمهم هو أنّ الشاب المصري مثَّل أنّه يُحبّها، وواقعٌ في غرامها، وقد شغفت قلبه حُبّاً، فأغراها بأعسل الكلام، وتزوّجها على عجل، وعلى أمل أنّها ستموت؛ فيرثها وجنيهاتها الإسترلينية الكثيرة، ولو كنت أعرفه قبل ذلك واستنصحني لقُلْت له أن يجرّب حظّه مع عجوز خليجية؛ أو أي جنسية أخرى، إلّا العجائز البريطانيات، فهنّ مثل عجائز بريطانيا الرجال، ماكرين ودُهاة، وقبل كلّ ذلك يُضرب بهم المثل في البخل، ومن الصعب الضحك عليهم، لكن للأسف لم أتشرّف بمعرفته ولم يستنصحني!.
وبعد سنتين من الزواج لم تمت العجوز، فصحّتها بُمب وعال العال، تشرب شاى الخامسة عصراً في حديقتها بكثيرِ من السكّر، وتلتهم معه قطعاً من الكعك الإنجليزي؛ الذي اخترعت وصفته دُوقة إنجليزية اسمها «آنا راسل» في قديم الزمان، وتغدَّت به قبل أن يتعشّى بها، وطلّقته في ليلة لندنية غطّاها الضباب، وطردته من بيتها، واستبدلته بقطّة بنغالية اسمها «تيبس»، ورفعت قضية ضدّه لإعادة ٢٥ ألف جنيه إسترليني من أموالها؛ زعمت أنّها أقرضته إياها وليست هدية، وفضحته فضيحة مُدوِّية في بلاد الغُربة!.
وحقّاً صدق من قال:
بلادي وإن جارت علي عزيزةٌ
وأهلي وإن ضنُّوا عليّ كرامُ.