كتاب

عَلَاقات.. أم علّاقات؟!

عَلَاقات.. أم علّاقات؟!
- العَلاقات الإنسانية، ضرورةٌ لا بدّ منها، لاستقامةِ المَعايش وانتظامِ الحياة، وهي في واقعها أمرٌ اجتماعي لا مفرّ منه، مهما حاول المرءُ تجنّبه، فالإنسانُ، بالرّغم من تحفّظي الشّديد على وصفه بالكائن 'الاجتماعي'، يظلُّ مُحتاجاً دوماً للتواصل مع غيره، وتبادل المَنافع مع إخوانه في الإنسانية.

- لكنّ من الضروري ملاحظة أنّ الواقع يعكسُ صورةً قاتمةً لطبيعة مُعظم العَلاقات الشخصية، وبخاصّة نتيجةَ تعميقها.. فتعميق العَلاقات بين الناس له ضريبةٌ باهظة، ولا يخلو في مُعظم الأوقاتِ من الضّرر الجسيم والشرّ المستطير.. والتجاربُ خير بُرهان.


- فبصورةٍ عامّة، العَلاقات الشخصية، مصدرٌ أساس للتعاسةِ والحزن والمُعاناةِ والأذى، أكثر من كونها مصدراً للسّعادةِ والطمأنينة والأمان، كما أنّ كثيراً من العَلاقات الشّخصية وبخاصّة الزوجية، تعيشُ على قليلٍ من الاحترامِ والتقدير، وأجهزة الإنعاشِ الاجتماعي، لمحاولةِ تمديدِ فترة بقائها على قيدِ الحياة، دون وظائف حيويةٍ صحّية أساسيةٍ تصلحُ للتفاعلِ والنّمو.

- ومن طبائع الناس، أنّهم يُفسدون جميع أنواع العَلاقات، ويتفنّنون في إيذاء بعضهم، بقصدٍ أو من غير قصد، وبجميع الوسائلِ الّلفظية والسُّلوكية والنفسية والمادّية، دون تحفّظ أو اهتمامٍ أو حتّى ندمٍ يُذكَر، وليس هناك عَلاقة لديها حصانةٌ ضدّ العَطب وسوء الفَهم والإهمال، ومهما كان جمالُ البدايات، فالناسُ بارعون في إفساد النّهايات.. إنهم يُفسدون كلّ شيءٍ صالح.. إنه أمرٌ فظيع.


- مهزلة العَلاقات الشخصية هذه الأيام، أنه يتمّ تناولُها وتداولُها بصورةٍ مُبتذَلة من كلّ مَن 'هبّ ودبّ'، كبعض الحمقى والمَشاهير وأبطال 'البودكاست'.. مما جعلها تظهر بصورةٍ مُنفعِلة مُضطربة تافهةٍ سطحيةٍ ومُزعجة.. وبهذا اشتدّ احتقانها، وازدادت المُناوشاتُ بينها، وبخاصة العلاقة بين المرأةِ والرّجل، فعددُ واختلاف الأشخاص الذين أصبحوا – فجأة – يتناولون العَلاقات الشّخصية بالتحليلِ والنّقد والنّصائح، صارَ أكثر تعقيداً وابتذالاً من العَلاقات ذاتها!.

- يبدو أنّ العَلاقات التي توفّر تقديراً للمشاعر وطمأنينةً للنفوس وتبادلاً للُّطف والاحترام على المدى الطويل، محدودةٌ نادرة، ومن الحكمةِ وضع حدودٍ لتلك التي تستنزفُ الانفعالاتِ والطّاقاتِ دون جدوى ولا طائل. يقولُ 'إميل سيوران': (إذا كانت العَلاقات بين البشر بهذه الصُّعوبة، فلأنّهم خُلقوا كي يُهشّم أحدُهم وجه الآخر.. لا لكي تكون لهم 'عَلاقات')!.

أخبار ذات صلة

شهامة سعودية.. ووفاء يمني
(مطبخ) العنونة الصحفيَّة..!!
رؤية وطن يهزم المستحيل
ريادة الأعمال.. «مسك الواعدة»
;
هل يفي ترامب بوعوده؟
رياضة المدينة.. إلى أين؟!
جيل 2000.. والتمور
التراث الجيولوجي.. ثروة تنتظر الحفظ والتوثيق
;
قصَّة أوَّل قصيدة حُبٍّ..!
حواري مع رئيس هيئة العقار
الحسدُ الإلكترونيُّ..!!
مستشفى خيري للأمراض المستعصية
;
الحُب والتربية النبوية
سلالة الخلايا الجذعية «SKGh»
التسامح جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع
التقويم الهجري ومطالب التصحيح