كتاب
فرط الأنانية والتغلّب
تاريخ النشر: 08 أكتوبر 2023 23:12 KSA
- يلفتُني في التعاملاتِ بين الناس منذ فترةٍ ليست قصيرة، تنامي مُستوى الحذر والتوجّس من بعضهم، والتعاملُ بسلوكيّات تُشير إلى إساءة الظنّ وارتفاعِ درجات الأنانيةِ وحبّ الاستحواذ، والتغلّب بصورةٍ خطيرة غيرِ مسبوقة. إنّه مِمّا يكدّر مَعيشة الإنسان، تلك الرُّوح الانفراديةُ المُستهلِكة؛ ذات الحسدِ والغيْرة والتملّق وشدّة الحِرص، والطموحُ الكبير غير المُستَحقّ، الذي يجعله في غاية الغيْظ والغضب، ويصيبُه باضطراباتٍ أخلاقيّة وسلوكيّة عويصة.
- العاهةُ والعجز، جديرتان بأن تُحفّزا على الغضب والسَّخَط، كما أنّ الإحساس بالنقص يبعثُ على الحِقد والرّغبة في التكمّل، بأيّ وسيلةٍ مُمكنة، وهو ما يراه «فرويد».. أما الدكتور «خالد أحمد توفيق» فيقول: (الكبتُ أزمةٌ عنيفةٌ في كلّ المُجتمعات، لكنها أعنفُ في مُجتمعنا، ولا أعني بهذا «الكبتَ الجنسي» فحسْب، بل العجز عن التعبير عن الغضب أو القهْر أو الغيظ). وفي السّياق نفسه، يقول منارةُ الفِكر التنويري في العصر الوسيط «ابن رُشد»: (الجهلُ يؤدّي إلى الخوف، الخوفُ يؤدّي إلى الكراهية، الكراهيةُ تؤدّي إلى العُنف، هذه هي المُعادلة).
- البشرُ لا يتصرّفون عادةً من مُنطلق العقل، بل من مُنطلق الغرائزِ، والنّزوات، والانفعالاتِ، والمَصالح، وتتحكّم في سلوكيّاتهم؛ شهواتُهم ومنافعُهم الخاصّة، أكثر بكثير من مبادئِهم وقيَمهم الرّفيعة. وقد ساعد الإفراطُ في متابعةِ وسائل التواصل الاجتماعي والأخبار العالميةِ، والأحداثِ الجليلةِ والعليلة، على إصابةِ كثيرين بالتوتّر وتشتّت التركيز، واستفزازِ انفعالاتِ الغضب والغُبـْن والغيْرة المرَضية، والمُقارنات غير الصحيّة، فضلاً عن فرط تعرّضهم للتفاهةِ والقرف، ومظاهرِ التنمّر الإلكتروني.
- الإنسانُ المقهورُ المغبون، في حالةِ احتقانٍ مِزاجي، وتعبئةٍ نفسيةٍ دائمةٍ للدّفاع عن كينونتهِ وإمكاناته غير المُقدّرة، ولذلك يُصبح أقلّ لُطفاً وكرماً، وأكثرَ انعزالاً وتوحّشاً، وأشدّ توجّساً وعُنفاً، وهو ينفجرُ بأنواع العُنف الّلفظي والسُّلوكي، عند أقلّ سوءِ فَهم أو إحساسٍ بالاستفزاز.
- يمكن للإنسانِ تجاوز خطرِ الفناءِ والتدميرِ الذّاتي، بتنميةُ قدْراته على التعاون عِوضاً عن التّنافس، ومُشاركة الثّروات مع غيرِه من البشر، والوعي بمشاعرِ الأنانية والاستحواذ لديه؛ ثمّ ضبطها، ليصبح أكثر عطاءً وإحساناً كما تقتضي الأخلاق الإنسانيةُ المُشتَركة والتعاليمُ الدّينية.. لكنّ الحالةَ العامّة لا تبشّر بحصولِ تلك الأُمنيات قريباً.. فحين يتعلّق الأمرُ بأخلاقِ الإنسانِ وسلوكه الفردي والجَماعي، لا يكونُ الخيرُ اختيارَه الأوّل.
- العاهةُ والعجز، جديرتان بأن تُحفّزا على الغضب والسَّخَط، كما أنّ الإحساس بالنقص يبعثُ على الحِقد والرّغبة في التكمّل، بأيّ وسيلةٍ مُمكنة، وهو ما يراه «فرويد».. أما الدكتور «خالد أحمد توفيق» فيقول: (الكبتُ أزمةٌ عنيفةٌ في كلّ المُجتمعات، لكنها أعنفُ في مُجتمعنا، ولا أعني بهذا «الكبتَ الجنسي» فحسْب، بل العجز عن التعبير عن الغضب أو القهْر أو الغيظ). وفي السّياق نفسه، يقول منارةُ الفِكر التنويري في العصر الوسيط «ابن رُشد»: (الجهلُ يؤدّي إلى الخوف، الخوفُ يؤدّي إلى الكراهية، الكراهيةُ تؤدّي إلى العُنف، هذه هي المُعادلة).
- البشرُ لا يتصرّفون عادةً من مُنطلق العقل، بل من مُنطلق الغرائزِ، والنّزوات، والانفعالاتِ، والمَصالح، وتتحكّم في سلوكيّاتهم؛ شهواتُهم ومنافعُهم الخاصّة، أكثر بكثير من مبادئِهم وقيَمهم الرّفيعة. وقد ساعد الإفراطُ في متابعةِ وسائل التواصل الاجتماعي والأخبار العالميةِ، والأحداثِ الجليلةِ والعليلة، على إصابةِ كثيرين بالتوتّر وتشتّت التركيز، واستفزازِ انفعالاتِ الغضب والغُبـْن والغيْرة المرَضية، والمُقارنات غير الصحيّة، فضلاً عن فرط تعرّضهم للتفاهةِ والقرف، ومظاهرِ التنمّر الإلكتروني.
- الإنسانُ المقهورُ المغبون، في حالةِ احتقانٍ مِزاجي، وتعبئةٍ نفسيةٍ دائمةٍ للدّفاع عن كينونتهِ وإمكاناته غير المُقدّرة، ولذلك يُصبح أقلّ لُطفاً وكرماً، وأكثرَ انعزالاً وتوحّشاً، وأشدّ توجّساً وعُنفاً، وهو ينفجرُ بأنواع العُنف الّلفظي والسُّلوكي، عند أقلّ سوءِ فَهم أو إحساسٍ بالاستفزاز.
- يمكن للإنسانِ تجاوز خطرِ الفناءِ والتدميرِ الذّاتي، بتنميةُ قدْراته على التعاون عِوضاً عن التّنافس، ومُشاركة الثّروات مع غيرِه من البشر، والوعي بمشاعرِ الأنانية والاستحواذ لديه؛ ثمّ ضبطها، ليصبح أكثر عطاءً وإحساناً كما تقتضي الأخلاق الإنسانيةُ المُشتَركة والتعاليمُ الدّينية.. لكنّ الحالةَ العامّة لا تبشّر بحصولِ تلك الأُمنيات قريباً.. فحين يتعلّق الأمرُ بأخلاقِ الإنسانِ وسلوكه الفردي والجَماعي، لا يكونُ الخيرُ اختيارَه الأوّل.