كتاب
التحدي الحقيقي أمام النظام الصيني
تاريخ النشر: 09 أكتوبر 2023 22:31 KSA
شهد العالم الكثير من الحروب؛ أدت إما إلى زوال إمبراطوريات ودول كبيرة، أو نشوء دولة كبيرة جديدة. الأوروبيون (القارة العجوز) دخلوا في حروب فيما بينهم، دينية واقتصادية، واستطاعوا بناء عدة دول اتجهت لاستعمار جزء كبير من العالم، بحثاً عن الثروات والجاه، وقاد هذه المغامرات وبناء هذه الدول رجال مال وأعمال؛ فرضوا نظاماً سياسياً أطلقوا عليه وصف (الديمقراطية). إلا أن النظام الاستعماري لم يدم كما كان عليه. الصين تخلصت من الأجانب، والهند تحررت من بريطانيا، وأمريكا الشمالية تمكّن أهلها من بناء الولايات المتحدة الأمريكية. وخلال ذلك خسرت الدول الأوروبية - ومعها أثرياؤها - الكثير من المال، وقامت ألمانيا بشن حربين كبيريتين خلال القرن الماضي، هما الحرب العالمية الأولى، وتلاها الحرب العالمية الثانية، كان ميدانها الرئيسي أوروبا، وتوسعت بعد ذلك إلى آسيا، حيث قامت اليابان كـ(امبراطورية) ترغب في توسيع نطاق سيطرتها العسكرية والسياسية بدعم من اقتصاد كبير؛ حتى تهيمن على الصين ودول آسيوية أخرى.
كانت القوة الاقتصادية الكبرى الصاعدة في ذلك الوقت هي دولة الولايات المتحدة الشابة، واستعان الأوروبيون بها للقضاء على القوة العسكرية والاقتصادية الضخمة لكل من ألمانيا واليابان. وأصرت القوة الشابة الجديدة على أن يتخلى النظام (الديمقراطي الأوروبي) عن مستعمراته. وحلت الشركات الأمريكية في العديد من المستعمرات الأوروبية السابقة لتزداد الولايات المتحدة ثراءً فوق ثرائها.
اليوم تسير دول القارة العجوز خلف الدولة الأمريكية، التي بنت مع هذه الدول (خاصة بريطانيا) نظاماً عالمياً بعد الحرب العالمية الثانية، صمد - حتى الآن - أمام تحديات الاتحاد السوفيتي سابقاً، وتململ دول العالم الصغيرة. إلا أن نجاح الصين في الاستفادة من النظام العالمي الذي أسسه الأمريكيون - حيث أصبحت التجارة بين الدول مشروعة ضمن منظمة التجارة العالمية وغيرها من منظمات الأمم المتحدة - أدى إلى بروزها كـ(قوة اقتصادية كبيرة)، لا تلتزم بمبادئ النظام العالمي الليبرالي، مما شكل معضلة أمام النظام العالمي الليبرالي، وشجع الدول الأخرى على المقارنة بين نظام عالمي ليبرالي يجعل أولوية الديمقراطية إلزامية قبل بناء الاقتصاد، ونظام جديد استخدم الاقتصاد، وليس القوة العسكرية، (كما كان الحال في الاتحاد السوفيتي) قوة ناعمة لا تفرض على الدول أي نظام خاص.
النظام الليبرالي الديمقراطي أنتج اختلالات في النظام العالمي، حيث عجز في كثير من الأحيان، عن إصلاح الإجحاف التنموي والاقتصادي، بل وأدى إلى فوضى معيبة (العراق ولبنان كمثالين في منطقتنا). وسعى التنين الأحمر (الصين) إلى المحافظة على أمن وامدادات الطاقة، وتأمين سلاسل الإمداد العالمية، خاصة في ما يتعلق بالشرق الأوسط، حيث أنه أكبر مستوردي النفط من هذه المنطقة.
التساؤل الآن هو: فيما إذا كان الاقتصاد والاستقرار، الذي تمثله الصين، قادراً على أن يكون نموذجاً لنظام عالمي بمعزل عن النموذج الغربي؟، والتركيز على الحريات الاقتصادية كضامن لأمن المجتمع؟.
الصين أمام تحد رئيسي، فهي إذا أرادت أن تلعب دور قطب عالمي متوازن لأمريكا، فإنها بحاجة إلى أكثر من عنصر الاقتصاد القوي تحت مظلة الحزب الحاكم، وهو تحد يتطلب تطوير نظامها الحالي الراهن، ليناسب مقتضيات نموذج القطب العالمي.
ملاحظة أخيرة: الاستقرار في الشرق الأوسط لن يتحقق؛ ما لم يتم إعطاء الأمل للفلسطينيين بمستقبل يوفر لهم دولة مثل غيرهم من شعوب الأرض. والبدء في تنفيذ هذا الأمر بشكل عملي. إسرائيل لن يستقر أمرها ما لم يستقر أمر فلسطين.
كانت القوة الاقتصادية الكبرى الصاعدة في ذلك الوقت هي دولة الولايات المتحدة الشابة، واستعان الأوروبيون بها للقضاء على القوة العسكرية والاقتصادية الضخمة لكل من ألمانيا واليابان. وأصرت القوة الشابة الجديدة على أن يتخلى النظام (الديمقراطي الأوروبي) عن مستعمراته. وحلت الشركات الأمريكية في العديد من المستعمرات الأوروبية السابقة لتزداد الولايات المتحدة ثراءً فوق ثرائها.
اليوم تسير دول القارة العجوز خلف الدولة الأمريكية، التي بنت مع هذه الدول (خاصة بريطانيا) نظاماً عالمياً بعد الحرب العالمية الثانية، صمد - حتى الآن - أمام تحديات الاتحاد السوفيتي سابقاً، وتململ دول العالم الصغيرة. إلا أن نجاح الصين في الاستفادة من النظام العالمي الذي أسسه الأمريكيون - حيث أصبحت التجارة بين الدول مشروعة ضمن منظمة التجارة العالمية وغيرها من منظمات الأمم المتحدة - أدى إلى بروزها كـ(قوة اقتصادية كبيرة)، لا تلتزم بمبادئ النظام العالمي الليبرالي، مما شكل معضلة أمام النظام العالمي الليبرالي، وشجع الدول الأخرى على المقارنة بين نظام عالمي ليبرالي يجعل أولوية الديمقراطية إلزامية قبل بناء الاقتصاد، ونظام جديد استخدم الاقتصاد، وليس القوة العسكرية، (كما كان الحال في الاتحاد السوفيتي) قوة ناعمة لا تفرض على الدول أي نظام خاص.
النظام الليبرالي الديمقراطي أنتج اختلالات في النظام العالمي، حيث عجز في كثير من الأحيان، عن إصلاح الإجحاف التنموي والاقتصادي، بل وأدى إلى فوضى معيبة (العراق ولبنان كمثالين في منطقتنا). وسعى التنين الأحمر (الصين) إلى المحافظة على أمن وامدادات الطاقة، وتأمين سلاسل الإمداد العالمية، خاصة في ما يتعلق بالشرق الأوسط، حيث أنه أكبر مستوردي النفط من هذه المنطقة.
التساؤل الآن هو: فيما إذا كان الاقتصاد والاستقرار، الذي تمثله الصين، قادراً على أن يكون نموذجاً لنظام عالمي بمعزل عن النموذج الغربي؟، والتركيز على الحريات الاقتصادية كضامن لأمن المجتمع؟.
الصين أمام تحد رئيسي، فهي إذا أرادت أن تلعب دور قطب عالمي متوازن لأمريكا، فإنها بحاجة إلى أكثر من عنصر الاقتصاد القوي تحت مظلة الحزب الحاكم، وهو تحد يتطلب تطوير نظامها الحالي الراهن، ليناسب مقتضيات نموذج القطب العالمي.
ملاحظة أخيرة: الاستقرار في الشرق الأوسط لن يتحقق؛ ما لم يتم إعطاء الأمل للفلسطينيين بمستقبل يوفر لهم دولة مثل غيرهم من شعوب الأرض. والبدء في تنفيذ هذا الأمر بشكل عملي. إسرائيل لن يستقر أمرها ما لم يستقر أمر فلسطين.