كتاب

هذا ما جناه نتنياهو على إسرائيل

يقول فريد زكريا، في مقال له بالواشنطن بوست، الأسبوع الماضي، أن تقريراً نشر في صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية؛ ذكر أنه خلال اجتماع لحزب الليكود عام 2019 أكد بنيامين نتنياهو دعمه قيام قطر بإرسال المال لحركة حماس، إذ إنه يرى أن تقوية حماس سيؤدي إلى إفشال قيام دولة فلسطينية، حيث إن الخلاف فيما بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية يؤكد عدم وجود قيادة فلسطينية يمكن التفاوض معها على إقامة دولة فلسطينية.

لكن الواضح أن الإجراءات الإسرائيلية بإقامة المستوطنات والفصل العنصري للعرب الإسرائيليين، والتعامل بفوقية مع الفلسطينيين، بهدف دفعهم للرحيل أو البقاء أذلاء في وطنهم، بالإضافة إلى تشجيع الخلاف بين الفصائل الفلسطينية، لم يؤدِ إلى ما أراد نتنياهو، بل فجر لأكثر من مرة غضبهم، وقدموا الضحايا من أبنائهم للتعبير عن إرادتهم في الحفاظ على ما لديهم.


السياسات الإسرائيلية تتحمل المسؤولية فيما يجري على الأرض، واتهام الفلسطينيين، ومنهم حماس، بالإرهاب لن يكون صعباً، إلا أنه لن يؤدي إلى أن يطمئن الإسرائيلي وتعود الحياة إلى الاستقرار، لأن الحل المطلوب هو سياسي وليس أمني.

عدم الاكتراث بالحل السياسي أدى إلى خسائر إسرائيلية كبيرة، وانقسام الرأي العام العالمي تجاهها، والخسائر المعنوية التي أصابتها نتيجة لفشل أجهزة الاستخبارات والأمن في حماية الإسرائيليين، رغماً عن أن الذين شاركوا في عملية حماس «طوفان الأقصى» كانوا مئات وربما آلاف.


إسرائيل صوّرت نفسها، وصوّرها الإعلام، بأنها متفوقة في المجال الإلكتروني، وأنها تسيطر على الكثير عبر الأقمار الصناعية والذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل بمختلف أنواعها، وكانت المفاجأة أنها لم تتمكن من حماية مواطنيها عندما اخترقت أجهزة الأمن المتعددة المحيطة بقطاع غزة.قامت عدد من الدول العربية بالتطبيع مع إسرائيل، أملاً في أن تشعر إسرائيل بالاطمئنان وتتجه إلى معالجة الوضع الفلسطيني، وتقدم التنازلات المطلوبة لحل تعقيدات هذا الوضع.

وللأسف لم تستمع القيادة السياسية الإسرائيلية بعناية إلى ما كان العرب المطبّعون يقولونه لهم، بل واصلوا التعامل على أساس الأقوى الذي يتحكم بمقدرات الآخرين.

كثرت التعليقات والتحاليل في وسائل الإعلام عربياً ودولياً، ولكن المطلوب الارتفاع عن المشاعر الملتهبة، والتركيز على البحث عن حل لما جرى وما يجري، لا يكون أساسه الإرهاب أو القهر، فكل منهما تمَّت تجربته فيما يتعلق بهذه المأساة.

وقد قرأت تعليقاً في تويتر عما يحدث للدكتور محمد البرادعي، الذي أختلف معه في الكثير مما يدّعيه، عبر فيه عن الوضع الحالي قائلاً: «إن المزاج السائد بين غالبية العرب اليوم هو الغضب العميق، واليأس الذي يعيد إحياء مشاعر الظلم والإذلال، التي يعود تاريخها إلى حرب العراق والعديد من المآسي الماضية في المنطقة، وقد ألغى هذا الغضب أي مشاعر تعاطف إنساني مع الطرف الآخر، إذا لم تتم معالجة عقلية الظلم وعدم المساواة والمعايير المزدوجة هذه بشكل عاجل، فسيكون لها عواقب وخيمة على المستوى الإقليمي».

قد يفسر هذا القول عدم التعاطف مع الضحايا الإسرائيليين الذي أبداه البعض في العالم العربي، ولكنه ليس قبولاً بالأسلوب الذي يلجأ إليه البعض لمعالجة قضايا سياسية، وهذا الأمر مطلوب من الطرفين، الإسرائيلي والفلسطيني، بل لابد من الهدوء والنظر إلى ما يحدث بعمق، والبحث عن حلول سياسية، لا حلول دموية، والحل هذا لابد يأتي من إسرائيل.

أخبار ذات صلة

«بنك للوقت».. فأين المتبرعون؟
الشتاء بين ٣ مدن..!!
الخط العربي ومكانته التاريخية
مطار صديق للبيئة
;
الرياض COP16 والمستقبل البيئي
تنمية ثقافتنا المجتمعية
هذا ما يحدث.. حين تحتضن الدرعية ملتقاها!
هـروب الأسـد!!
;
الكلمة.. صالون ثقافي
«محمد آبادي».. من أعلام الثقافة الإسلامية
نظرة أشمل لمركز التواصل الحكومي
‏حقوق الطفل.. بين الإنسانية واللا إنسانية
;
الإنسان والجائزة!!
كبار السن
شيء عن التحول المتسارع
الأحمـــق