كتاب
قراءة في طوفان الأقصى.. وتغيير المنطقة
تاريخ النشر: 17 أكتوبر 2023 21:45 KSA
تأتي أهمية المسجد الأقصى للمسلمين كونه أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى الرسول الكريم إلى السماء.. بل هو سكن الأنبياء جميعهم من إبراهيم إلى داود، وسليمان، وموسى، وعيسى عليهم السلام جميعاً.. هذه المكانة التاريخية الدينية للمسجد الاقصى تبلورت أكثر في عصر الإسلام الزاهر، فالقيادة الإسلامية العادلة أنصفت جميع الديانات، وساد التعايش السلمي، فالرسول -عليه الصلاة والسلام- مات ودرعه مرهونة عند يهودي، وحينما فُتحت فلسطين تسلم عمر بن الخطاب مفاتيح المسجد الأقصى سلمياً، ومنذ ذلك التاريخ وقبل 14 قرناً من الزمان وهي تحت الحكم الإسلامي العادل، ويسكنها المسلمون، والنصارى، واليهود وغيرهم من الطوائف.. ولكن قاتل الله الاستعمار والمستعمرين، ووعد بلفور المشؤوم عام ١٩١٧م، الذي أعطي اليهود حق الاستيطان في فلسطين بشرط: «أن لا ينتقصوا من الحقوق الدينية والمدنية للطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين».
وبالفعل استوطنوا الأرض، ولكنهم عاثوا فيها فساداً وتدميراً، وتنكيلاً لأصحاب الأرض من أبناء فلسطين.. بل إن المعروف عنهم نكثهم بالعهود، فالاتفاقيات الدولية ومنها (أوسلو) عام ١٣٩٣م وقرار حل الدولتين لم تكن سوى حبر على ورق، ولم تقم الدولة الفلسطينية! بل توسعوا في الفصل العنصري، وبناء المستوطنات، واستهداف وقتل الأبرياء من المدنيين، والاستفزازات بدخول اليهود للمسجد الأقصى وتدنيسه، في الوقت الذي يمنع فيه الفلسطينيون من الصلاة فيه.. هذه المعطيات وغيرها كثير أفرزت قهراً ورغبةً في الانتقام، مما أدى إلى ظهور أحزاب وحركات جهادية بجانب السلطة الفلسطينية - التي تطبق القرارات الدولية من جانب واحد - في الوقت الذي تضرب فيه إسرائيل بعرض الحائط لكل القرارات والقوانين الدولية بميزان القوي، الذي يحق له تدمير كل من يقف في طريقه.
وأما ما قامت به حماس مؤخرا في طوفان الأقصى لهي عملية قلبت المفاهيم، وأن استرداد الأرض حقاً مشروعاً، فيكفي ٧٠ عاماً من الاحتلال والذل والقهر، لتُنفذ خطة خارقة استخدمت فيها تقنيات هندسية عالية، واختراق للجدار العازل الذي يفترض أن يرصد حتى دبيب النملة، فاستطاعوا العبور، ووصلوا إلى العمق الإسرائيلي في تل أبيب، ووصلت صواريخهم إلى عسقلان وبن غوريون، وغيرها من البلدات والمستوطنات الإسرائيلية، إلا أن الشعب الفلسطيني كان الضحية.. لأن الكيان الصهيوني الذي لا زالت الهولوكوست عالقة في ذهنيته، كانت ردود أفعاله جنونية وبربرية، لم يشهد لها التاريخ مثالاً، ولا حتى في زمن هولاكو؛ من تدمير للمباني فوق رؤوس أصحابها، هذا فضلاً عن الحصار الظالم، وقطع الماء والكهرباء، ومنع دخول المساعدات الطبية والإنسانية، حتى المستشفيات لم تسلم من جنونهم، وفرض إخلائها!!. وكلها عمليات ترقى إلى جرائم حرب لابد من عرضها على محكمة الجنايات الدولية، خاصة عندما استخدام الكيان الصهيوني الفوسفور الأبيض المحرم دولياً.
ومن ينظر للمنطقة، يظن أنه زلزال بقوة ٨ درجات على مقياس ريختر قد ضربها، ولكنه الحقد الأعمى الذي لم يُفرِّق بين حرب جيش لآخر، وبين استهداف المدنيين، وأكثرهم من الأطفال والنساء، والتعامل معهم -كما قال وزير دفاع الاحتلال- أنهم حيوانات بشرية يجب قتلهم، وبالرغم من أن الحيوانات في المفهوم الغربي تلقى اهتمام ورعاية الإنسان، فإن الفلسطينيين لم يلقوا سوى الإبادة الجماعية، وجرائم القتل.. ومما زاد الطينة بلة، التعامل الأمريكي الأوروبي مع الأحداث في ازدواجية للمعايير!!.
وتبقى السعودية صوت الحق دائماً، وبإعلان سمو ولي العهد وقوف المملكة إلى جانب الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة، ولتحقيق السلام العادل، ورفض إدانة حماس -كما طلبت قوى الشر-، بل ورفضت الخارجية السعودية دعوات التهجير القسري للشعب الفلسطيني، وإدانتها لاستمرار استهداف المدنيين العُزَّل، والمطالبة بسرعة التحرك لوقف كافة أشكال التصعيد العسكري، والالتزام بالقوانين والأعراف الدولية؛ وهذه سياسة المملكة منذ عهد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- مروراً بأبنائه الكرام.
لابد من إنهاء اللعبة التي رُسمت للشرق الأوسط الجديد، التي تقودها المخابرات الأمريكية والموساد، وهي حلم إسرائيل (من النيل إلى الفرات)، والدليل طلب إسرائيل الخروج القسري للفلسطينيين من غزة إلى سيناء، والذي رفضته مصر والأردن وكافة دول الجوار، لأن معناه تصفية القضية الفلسطينية.. ولنتذكَّر تجربة العمليات التدميرية في أحداث 11 سبتمبر، التي أثبتت دراسات علمية ومؤلفات بأن المخابرات الأمريكية والموساد هم مَن خططوا لها، ونُفِّذت بأيدي صغار، لتحقيق مكاسب كبرى.
وبالفعل استوطنوا الأرض، ولكنهم عاثوا فيها فساداً وتدميراً، وتنكيلاً لأصحاب الأرض من أبناء فلسطين.. بل إن المعروف عنهم نكثهم بالعهود، فالاتفاقيات الدولية ومنها (أوسلو) عام ١٣٩٣م وقرار حل الدولتين لم تكن سوى حبر على ورق، ولم تقم الدولة الفلسطينية! بل توسعوا في الفصل العنصري، وبناء المستوطنات، واستهداف وقتل الأبرياء من المدنيين، والاستفزازات بدخول اليهود للمسجد الأقصى وتدنيسه، في الوقت الذي يمنع فيه الفلسطينيون من الصلاة فيه.. هذه المعطيات وغيرها كثير أفرزت قهراً ورغبةً في الانتقام، مما أدى إلى ظهور أحزاب وحركات جهادية بجانب السلطة الفلسطينية - التي تطبق القرارات الدولية من جانب واحد - في الوقت الذي تضرب فيه إسرائيل بعرض الحائط لكل القرارات والقوانين الدولية بميزان القوي، الذي يحق له تدمير كل من يقف في طريقه.
وأما ما قامت به حماس مؤخرا في طوفان الأقصى لهي عملية قلبت المفاهيم، وأن استرداد الأرض حقاً مشروعاً، فيكفي ٧٠ عاماً من الاحتلال والذل والقهر، لتُنفذ خطة خارقة استخدمت فيها تقنيات هندسية عالية، واختراق للجدار العازل الذي يفترض أن يرصد حتى دبيب النملة، فاستطاعوا العبور، ووصلوا إلى العمق الإسرائيلي في تل أبيب، ووصلت صواريخهم إلى عسقلان وبن غوريون، وغيرها من البلدات والمستوطنات الإسرائيلية، إلا أن الشعب الفلسطيني كان الضحية.. لأن الكيان الصهيوني الذي لا زالت الهولوكوست عالقة في ذهنيته، كانت ردود أفعاله جنونية وبربرية، لم يشهد لها التاريخ مثالاً، ولا حتى في زمن هولاكو؛ من تدمير للمباني فوق رؤوس أصحابها، هذا فضلاً عن الحصار الظالم، وقطع الماء والكهرباء، ومنع دخول المساعدات الطبية والإنسانية، حتى المستشفيات لم تسلم من جنونهم، وفرض إخلائها!!. وكلها عمليات ترقى إلى جرائم حرب لابد من عرضها على محكمة الجنايات الدولية، خاصة عندما استخدام الكيان الصهيوني الفوسفور الأبيض المحرم دولياً.
ومن ينظر للمنطقة، يظن أنه زلزال بقوة ٨ درجات على مقياس ريختر قد ضربها، ولكنه الحقد الأعمى الذي لم يُفرِّق بين حرب جيش لآخر، وبين استهداف المدنيين، وأكثرهم من الأطفال والنساء، والتعامل معهم -كما قال وزير دفاع الاحتلال- أنهم حيوانات بشرية يجب قتلهم، وبالرغم من أن الحيوانات في المفهوم الغربي تلقى اهتمام ورعاية الإنسان، فإن الفلسطينيين لم يلقوا سوى الإبادة الجماعية، وجرائم القتل.. ومما زاد الطينة بلة، التعامل الأمريكي الأوروبي مع الأحداث في ازدواجية للمعايير!!.
وتبقى السعودية صوت الحق دائماً، وبإعلان سمو ولي العهد وقوف المملكة إلى جانب الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة، ولتحقيق السلام العادل، ورفض إدانة حماس -كما طلبت قوى الشر-، بل ورفضت الخارجية السعودية دعوات التهجير القسري للشعب الفلسطيني، وإدانتها لاستمرار استهداف المدنيين العُزَّل، والمطالبة بسرعة التحرك لوقف كافة أشكال التصعيد العسكري، والالتزام بالقوانين والأعراف الدولية؛ وهذه سياسة المملكة منذ عهد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- مروراً بأبنائه الكرام.
لابد من إنهاء اللعبة التي رُسمت للشرق الأوسط الجديد، التي تقودها المخابرات الأمريكية والموساد، وهي حلم إسرائيل (من النيل إلى الفرات)، والدليل طلب إسرائيل الخروج القسري للفلسطينيين من غزة إلى سيناء، والذي رفضته مصر والأردن وكافة دول الجوار، لأن معناه تصفية القضية الفلسطينية.. ولنتذكَّر تجربة العمليات التدميرية في أحداث 11 سبتمبر، التي أثبتت دراسات علمية ومؤلفات بأن المخابرات الأمريكية والموساد هم مَن خططوا لها، ونُفِّذت بأيدي صغار، لتحقيق مكاسب كبرى.