كتاب
جيل اليوم.. وإعمار الأرض
تاريخ النشر: 17 أكتوبر 2023 21:45 KSA
من سنَّة الله في الكون استبدال سكَّان الأرض من البشر كلَّ مئة عام بآخرين، وجعل وسائل عيشهم ومعيشتهم أفضل.. فحياتنا اليوم أكثر رفاهية من حياة مَن سبقونا ورحلوا إلى دار البقاء، ولدى جيل اليوم من العلم والمعرفة ما يمكِّنه من مواصلة إعمار الأرض التي خلقنا الله من أجلها، ونظرة واحدة إلى الماضي القريب تكفي، يوم كان الخروج من البيت إلى مركز العمل سيرًا على القدمين، أو على ظهر بعير إذا كان بعيدًا، وكان القادمون إلينا من خارج الحدود يقطعون الفيافي والقفار إمَّا مبحرين، أو على عربات تجرُّها الدواب برحلةٍ شاقَّة طويلة للوصول إلينا، والمغادر منهم كان في حُكم المفقود والعائد إليه مولود.
كانت رحلة قاصدي الحج والعمرة والزيارة من أهالي الشرق الأقصى ومن آسيا والغرب الأقصى وإفريقيا؛ تستغرق قرابة سنة كاملة، فيها الكثير من التعب والإجهاد والتكلفة الماديًّة، وبوصولهم المدينتين المقدَّستين، وما يلقونه من روحانيَّة المكان وصفاء الفكر وترحيب مَن يحبًّون مَن هاجر إليهم، يختار بعضهم الاستقرار في مكَّة المكرَّمة أو في المدينة المنوَّرة.
وللقمة الطعام الطيِّبة دور في التقارب بين الجماعات على تعدُّد العروق واللغات، وامتثالًا لما يروى عن سيِّد البشر نبيِنا الكريم قوله: «اجتمعوا على طعامهم يُباركُ لكم فيه»، اختلطت أطباق طعامهم مع أطباق المطبخ الحجازي، مقدِّمةً أطباقًا جديدة المذاق، تتصدَّر قائمة الطعام، خبزُ التميس الأفغاني، والمطبَّق اليماني، واليغمش والمنتو البخاري، والفلافل (المقلية) بنوعيها المصري والشامي، وعشرات الأصناف من الكبَّة الحلبيَة والدمشقيَّة، وغيرها كثير من أطباق الحلوى والمعجَّنات، إلى جانب العديد من الحساء.. جميع ذلك صار يتصدَّر قائمة المائدة الحجازيَّة، التي لقيت تجاوبًا مع موائد سكَّان الجنوب العربي، فاشتركت اللقمة الطيِّبة مع الكلمة الحلوة، والرغبة في السفر والتجوال في ملك الله واسع الأرجاء، فكانت قوافل التجَّار تتَّجه صوب طريقي الحرير الساحلي على ساحل بحر العرب، وشواطىء المحيط، والطريق عبر القارَّة الآسيويَة، فيلتقيان معًا في جزر إندونيسيا والملايو للعمل في تجارة البيع والشراء بأمانة وصدق في القول والعمل، فاكتسبوا بذلك ثقة أهالي تلك الجزر، فتوثَّقت بينهم عُرى الأخوَّة في الله، والشراكة في الوطن، أنجب هذا التمازج رجالَ حُكم وسياسة؛ منهم على سبيل الذكر لا الحصر، محمَّد علي جُناح، مؤسِّس دولة الباكستان، والدكتور مهاتير محمَّد، رجل الدولة من الطراز الأوَّل والخبير بعالم المال والأعمال، وتبقى قارَّة آسيا أمَّ الحضارات، وموضع اهتمام الدول الكبرى.. ظهر هذا جليًّا في (قمَّة العشرين) التي عُقدت في الهند، منها عرض لمدِّ شبكة سكَّة حديديَّة للنقل البحري عبر الشرق الأوسط لربط قارَّات آسيا وأُوروبَّا وإفريقيا بخطوط سكك حديديَّة ونقل بحري، يتألَّف من ممرّين مُنفصلين، أحدهما يربط الهند بالخليج العربي، والآخر يربط الخليج العربي بأوروبا.. والمملكة تدعم كلَّ ما من شأنه توثيق أواصر التعاون والتبادل التجاري والتقني بينها وبين دول العالم كافَّةً.
كانت رحلة قاصدي الحج والعمرة والزيارة من أهالي الشرق الأقصى ومن آسيا والغرب الأقصى وإفريقيا؛ تستغرق قرابة سنة كاملة، فيها الكثير من التعب والإجهاد والتكلفة الماديًّة، وبوصولهم المدينتين المقدَّستين، وما يلقونه من روحانيَّة المكان وصفاء الفكر وترحيب مَن يحبًّون مَن هاجر إليهم، يختار بعضهم الاستقرار في مكَّة المكرَّمة أو في المدينة المنوَّرة.
وللقمة الطعام الطيِّبة دور في التقارب بين الجماعات على تعدُّد العروق واللغات، وامتثالًا لما يروى عن سيِّد البشر نبيِنا الكريم قوله: «اجتمعوا على طعامهم يُباركُ لكم فيه»، اختلطت أطباق طعامهم مع أطباق المطبخ الحجازي، مقدِّمةً أطباقًا جديدة المذاق، تتصدَّر قائمة الطعام، خبزُ التميس الأفغاني، والمطبَّق اليماني، واليغمش والمنتو البخاري، والفلافل (المقلية) بنوعيها المصري والشامي، وعشرات الأصناف من الكبَّة الحلبيَة والدمشقيَّة، وغيرها كثير من أطباق الحلوى والمعجَّنات، إلى جانب العديد من الحساء.. جميع ذلك صار يتصدَّر قائمة المائدة الحجازيَّة، التي لقيت تجاوبًا مع موائد سكَّان الجنوب العربي، فاشتركت اللقمة الطيِّبة مع الكلمة الحلوة، والرغبة في السفر والتجوال في ملك الله واسع الأرجاء، فكانت قوافل التجَّار تتَّجه صوب طريقي الحرير الساحلي على ساحل بحر العرب، وشواطىء المحيط، والطريق عبر القارَّة الآسيويَة، فيلتقيان معًا في جزر إندونيسيا والملايو للعمل في تجارة البيع والشراء بأمانة وصدق في القول والعمل، فاكتسبوا بذلك ثقة أهالي تلك الجزر، فتوثَّقت بينهم عُرى الأخوَّة في الله، والشراكة في الوطن، أنجب هذا التمازج رجالَ حُكم وسياسة؛ منهم على سبيل الذكر لا الحصر، محمَّد علي جُناح، مؤسِّس دولة الباكستان، والدكتور مهاتير محمَّد، رجل الدولة من الطراز الأوَّل والخبير بعالم المال والأعمال، وتبقى قارَّة آسيا أمَّ الحضارات، وموضع اهتمام الدول الكبرى.. ظهر هذا جليًّا في (قمَّة العشرين) التي عُقدت في الهند، منها عرض لمدِّ شبكة سكَّة حديديَّة للنقل البحري عبر الشرق الأوسط لربط قارَّات آسيا وأُوروبَّا وإفريقيا بخطوط سكك حديديَّة ونقل بحري، يتألَّف من ممرّين مُنفصلين، أحدهما يربط الهند بالخليج العربي، والآخر يربط الخليج العربي بأوروبا.. والمملكة تدعم كلَّ ما من شأنه توثيق أواصر التعاون والتبادل التجاري والتقني بينها وبين دول العالم كافَّةً.