كتاب
قضاء مبرم ووعد نافذ
تاريخ النشر: 31 أكتوبر 2023 21:57 KSA
أُمُّنا حواء -عليها السلام- جدَّة البشر، زوَّجها الله بأبينا آدم عليه السلام.. ومن نسلهما بعد أن هبطا الأرض تكاثر البشر واستوطنوا شعوبًا وقبائل سطح كوكبنا الأرضي، ولكلٍّ أسلوب معيشة ومصدر معاشٍ، واختلاف لغة ولهجات وتباين عادات.. ومن لون البَشَرة قد نتعرَّف غالبًا إلى العشيرة أو القبيلة التي ينتسب إليها.. والأُمَّة التي انحدرت منها والوطن الذي احتضنها وأديم أرضه التي تمشي عليه من تقادم الزمن وتعاقب المشاة عليه بسير متواصل ليلًا نهارًا إلى ما شاء الله للحياة أن تستمرَّ، وللوطن أن يحتضن أبناءه.
فالوطن حقًّا هو أُمُّ كلِّ من ولُدِ وترعرع في ربوعه، واستنشق هواءه وشرب من مائه وأكل من عطاء أرضه ولو كانت جرداء قاحلة يقصدها المؤمنون منذ أمَّها نبي الله إبراهيم عليه السلام قادمًا من بلاد الشام مصحوبًا بزوجته هاجر وابنهما إسماعيل عليهما السلام ليرفعا معًا قواعد البيت العتيق ببكَّة.. وبعد إنجازهما العمل، رفع نبيُّ الله إبراهيم عليه السلام أكفَّ الضراعة مناجيًا رب العباد: ﴿رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ﴾.. واستجاب الله للدعاء... وقصد البيت العتيق أهل القرى والقرى المجاورة للعبادة وطلب العلم والرزق.. وقد قصَّ الله علينا في كتابه الكريم الكثير مما لقيه نبيُّه إبراهيم وزوجه هاجر وابنهما نبي الله إسماعيل، وابن أخيه لوط علىهم السلام من مشقَّة ومعاناة منذ مغادرتهم العراق إلى بلاد الشام.
تلك مشيئة الله تعالى أن تكون هجرة نبي الله إبراهيم عليه السلام منارة من منارات التوحيد في بلاد الشام، فقد ورث إسحاق عليه السلام النبوَّة ومن بعده تعاقب الأنبياء بيعقوب، فسليمان عليهما السلام، وفي مكَّة المكرَّمة شاء الله أن تكون هاجر أمَّ العرب.. فكان إسماعيل عليه السلام الذي وفد إلى عرب الحجاز واليمن، يدعوهم إلى التوحيد وإفراد الله بالعبادة، فاستجابوا له.. ولم تنقطع آثار هذه الدعوة حتَّى بعث الله نبيَنا الكريم عليه الصلاةُ والسلامُ رحمة للعالمين يهديهم للتي هي أقوم، وكانت أمُّ القرى مكَّة المكرَّمه الجهة التي يقصدها الحجيج لأداء مناسك حجِّهم والعودة منها إلى ديارهم.
مع عودة الحجيج إلى ديارهم يعود أهالي مكَّة المكرَّمة إلى شعابها، فهم الأدرى بها دون غيرهم، ولا مكان بينهم للأغراب لإدامة الإقامة في مساكنهم، أو الاستيطان في ديارهم، كما هو حاصل هذه الأيَّام في الأرض المقدَّسة فلسطين الممتدِّ ترابها من نهر الأردنِّ شرقا إلى مياه البحر الأبيض المتوسِّط غربًا رابطة عرب المشرق بعرب المغرب بعرى الأخوَّة والمواطنة.. رباط دأب الغرب الاستعماري على محاربته بدءًا بالإمبراطوريَّة العظمى التي كانت لا تغيب عنها الشمس عنها. ولمَّا أفلت شمسها، أورثته ربيبتها الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة لتتحكَّم معها ولو عن بعد في اقتصاديَّات شعوب العالم، ونهب ثرواتهم.. فكان التخطيطُ كسرَ المرفق الذي يربط عرب المشرق بعرب المغرب، وإقامة دولة يهوديَّة عنصريَّة من صهاينةٍ غالبيتَّهم من الغرب الاستعماري الذي أخذ يفقد مستعمراته الواحدة تلو الأُخرى.. فكانت فلسطين العربيَّة الاختيار بادِّعاء الصهاينةِ أنَّها (أرض الميعاد). لكن فاتهم إمَّا جاهلين أو متجاهلين أنَّ الشتات قد كتب على اليهود كما جاء في الكتب المقدَّسة التي هي بين أيديهم، وأنَّ تجمُّعهم فوق أرض واحدة فيه نهايتهم.
فالوطن حقًّا هو أُمُّ كلِّ من ولُدِ وترعرع في ربوعه، واستنشق هواءه وشرب من مائه وأكل من عطاء أرضه ولو كانت جرداء قاحلة يقصدها المؤمنون منذ أمَّها نبي الله إبراهيم عليه السلام قادمًا من بلاد الشام مصحوبًا بزوجته هاجر وابنهما إسماعيل عليهما السلام ليرفعا معًا قواعد البيت العتيق ببكَّة.. وبعد إنجازهما العمل، رفع نبيُّ الله إبراهيم عليه السلام أكفَّ الضراعة مناجيًا رب العباد: ﴿رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ﴾.. واستجاب الله للدعاء... وقصد البيت العتيق أهل القرى والقرى المجاورة للعبادة وطلب العلم والرزق.. وقد قصَّ الله علينا في كتابه الكريم الكثير مما لقيه نبيُّه إبراهيم وزوجه هاجر وابنهما نبي الله إسماعيل، وابن أخيه لوط علىهم السلام من مشقَّة ومعاناة منذ مغادرتهم العراق إلى بلاد الشام.
تلك مشيئة الله تعالى أن تكون هجرة نبي الله إبراهيم عليه السلام منارة من منارات التوحيد في بلاد الشام، فقد ورث إسحاق عليه السلام النبوَّة ومن بعده تعاقب الأنبياء بيعقوب، فسليمان عليهما السلام، وفي مكَّة المكرَّمة شاء الله أن تكون هاجر أمَّ العرب.. فكان إسماعيل عليه السلام الذي وفد إلى عرب الحجاز واليمن، يدعوهم إلى التوحيد وإفراد الله بالعبادة، فاستجابوا له.. ولم تنقطع آثار هذه الدعوة حتَّى بعث الله نبيَنا الكريم عليه الصلاةُ والسلامُ رحمة للعالمين يهديهم للتي هي أقوم، وكانت أمُّ القرى مكَّة المكرَّمه الجهة التي يقصدها الحجيج لأداء مناسك حجِّهم والعودة منها إلى ديارهم.
مع عودة الحجيج إلى ديارهم يعود أهالي مكَّة المكرَّمة إلى شعابها، فهم الأدرى بها دون غيرهم، ولا مكان بينهم للأغراب لإدامة الإقامة في مساكنهم، أو الاستيطان في ديارهم، كما هو حاصل هذه الأيَّام في الأرض المقدَّسة فلسطين الممتدِّ ترابها من نهر الأردنِّ شرقا إلى مياه البحر الأبيض المتوسِّط غربًا رابطة عرب المشرق بعرب المغرب بعرى الأخوَّة والمواطنة.. رباط دأب الغرب الاستعماري على محاربته بدءًا بالإمبراطوريَّة العظمى التي كانت لا تغيب عنها الشمس عنها. ولمَّا أفلت شمسها، أورثته ربيبتها الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة لتتحكَّم معها ولو عن بعد في اقتصاديَّات شعوب العالم، ونهب ثرواتهم.. فكان التخطيطُ كسرَ المرفق الذي يربط عرب المشرق بعرب المغرب، وإقامة دولة يهوديَّة عنصريَّة من صهاينةٍ غالبيتَّهم من الغرب الاستعماري الذي أخذ يفقد مستعمراته الواحدة تلو الأُخرى.. فكانت فلسطين العربيَّة الاختيار بادِّعاء الصهاينةِ أنَّها (أرض الميعاد). لكن فاتهم إمَّا جاهلين أو متجاهلين أنَّ الشتات قد كتب على اليهود كما جاء في الكتب المقدَّسة التي هي بين أيديهم، وأنَّ تجمُّعهم فوق أرض واحدة فيه نهايتهم.