كتاب
نحن لا نحقد.. ونسامح..!!
تاريخ النشر: 11 نوفمبر 2023 22:31 KSA
.. تتعرَّض دول الخليج -وبالذات المملكة- لحملة شرسة.. تحريضٌ، شتمٌ، تجييشٌ، استعداءٌ على الحكام، استثارةُ عواطف..
وهو الخطاب ذاته الذي واجهناه في ثورات الرَّبيع العربي، وعند كلِّ أزمة يفتعلُون سببًا يهاجموننا به؛ بهدف تفريغ أزماتهم من أسبابها الحقيقيَّة، وليس موسم الرياض آخرها..
في أزماتهم يصدِّرُون لنا الأضغان القذرة، وفي أزماتنا يرقصُون ويزمِّرُون ويشمتُون ويتشفُّون، كما حدث عند اقتحام جهيمان للحرم، وضرب صدام للرياض بالصواريخ، وضرب الحوثي لمكَّة المكرَّمة، وتفجيرات مصافي النفط..!!
*****
.. ومع كلِّ ما واجهناه من حملات ومواقف، لم نحقدْ، ولم نتشفَّ، ولم نُعاملْ بالمثل، كنَّا نتجاوزالخلافات، ونقفز فوق المواقف ونسامح.. ليس ضعفًا منَّا، ولكنَّنا ندركُ أنَّ حجم مسؤوليَّاتنا وأدوارنا تجاه قضايانا هي أكبر وأبعد من هذه التَّفاهات والسفاهات..
*****
.. الرئيس عبدالناصر لم يُبقِ ولم يَذرْ للملك فيصل، وبعد هزيمة 67 جاء إلى قمَّة «اللاءات الثلاث» في الخرطوم عام 68 منكسرًا فإمَّا أنْ يمدُّوه بالمال، وإمَّا أنْ يعلنَ استسلامه ويتصالح مع إسرائيل، ليجد يد الملك فيصل تصافحه وتواسيه، ويقول له كلمته الشهيرة: «يا جمال.. مصرُ تأمرُ ولا تطلبُ»..!!
*****
.. معمر القذافي كان يناصبنا العداء، ويموِّل المنظَّمات الإرهابيَّة لاختطاف الوزراء، واغتيال السفراء، ومع ذلك حين حصار ليبيا الخانق بسبب حادثة (لوكيربي) كانت المملكة هي مَن فكَّ قيود هذه القضيَّة وإنهاء الحصار..
*****
.. صدام حسين ثماني سنوات ونحن نمدُّه بجسرٍ بريٍّ من المساعدات في حربه ضد إيران، وحين اتَّكأ على كرسيَّه قصفَ الرياض بالصواريخ التي ربَّما هي التي أعطيناه..!! ولكن عندما أرادت أمريكا غزو العراق، كانت المملكة من أشدِّ المعارضين والرافضين لهذا الغزو..
*****
.. علي عبدالله صالح اصطفَّ مع صدام حسين، وحقد وزاود وناور، وحين حاولُوا اغتياله بتفجير جامع دار الرئاسة، تمَّ نقله ومعالجته في المملكة، بل وحتَّى عندما نكص على عقبَيه وانضمَّ للحوثيين تعرَّض لأزمة صحيَّة حادَّة، سمحت المملكة لفريقٍ طبيٍّ روسيٍّ لعلاجه..!
*****
.. وأمَّا مع عرفات وجوقة الطابور السابع من الفلسطينيين، فحدِّث ولا حرج، أنشدُوا فرحًا «بالكيماوي يا صدام.. من الخفجي إلى الدَّمام»، ورقصُوا في موت الملك عبدالله، رغم أنَّه رفع الحصار عن عرفات، وأوقف الحرب على غزَّة، وساهم بمليار دولار لإعمارها، وأهدُوا الورود للحوثيين شُكرًا على ضرب مكَّة المكرَّمة.. وما يُقال في الزَّوايا والمنابر نتنٌ تُزكم له الأنوف.
كلُّ ذلك ونحن أكثرُ الدَّاعمين للقضيَّة الفلسطينيَّة.. ونحن أوَّل مَن سالت دماءُ شهدائهم على ثرى فلسطين..
*****
.. أخيراً.. هكذا همْ وهكذا نحنُ.. حملاتهم وأحقادهم لن تتوقف، وثوابتنا نحنُ لن تتغير.. وأقولُ للشعبِ السعوديِّ الوفيِّ: كنتم الرهان الأقوى والأكبر في ثورات الربيع العربي، وأنتم اليوم -وكلَّ يوم- ستظلون هذا الرهان، فانتبهوا.. انتبهوا من منزلقات خطاباتهم الشعبوية والتحريضية..
وهو الخطاب ذاته الذي واجهناه في ثورات الرَّبيع العربي، وعند كلِّ أزمة يفتعلُون سببًا يهاجموننا به؛ بهدف تفريغ أزماتهم من أسبابها الحقيقيَّة، وليس موسم الرياض آخرها..
في أزماتهم يصدِّرُون لنا الأضغان القذرة، وفي أزماتنا يرقصُون ويزمِّرُون ويشمتُون ويتشفُّون، كما حدث عند اقتحام جهيمان للحرم، وضرب صدام للرياض بالصواريخ، وضرب الحوثي لمكَّة المكرَّمة، وتفجيرات مصافي النفط..!!
*****
.. ومع كلِّ ما واجهناه من حملات ومواقف، لم نحقدْ، ولم نتشفَّ، ولم نُعاملْ بالمثل، كنَّا نتجاوزالخلافات، ونقفز فوق المواقف ونسامح.. ليس ضعفًا منَّا، ولكنَّنا ندركُ أنَّ حجم مسؤوليَّاتنا وأدوارنا تجاه قضايانا هي أكبر وأبعد من هذه التَّفاهات والسفاهات..
*****
.. الرئيس عبدالناصر لم يُبقِ ولم يَذرْ للملك فيصل، وبعد هزيمة 67 جاء إلى قمَّة «اللاءات الثلاث» في الخرطوم عام 68 منكسرًا فإمَّا أنْ يمدُّوه بالمال، وإمَّا أنْ يعلنَ استسلامه ويتصالح مع إسرائيل، ليجد يد الملك فيصل تصافحه وتواسيه، ويقول له كلمته الشهيرة: «يا جمال.. مصرُ تأمرُ ولا تطلبُ»..!!
*****
.. معمر القذافي كان يناصبنا العداء، ويموِّل المنظَّمات الإرهابيَّة لاختطاف الوزراء، واغتيال السفراء، ومع ذلك حين حصار ليبيا الخانق بسبب حادثة (لوكيربي) كانت المملكة هي مَن فكَّ قيود هذه القضيَّة وإنهاء الحصار..
*****
.. صدام حسين ثماني سنوات ونحن نمدُّه بجسرٍ بريٍّ من المساعدات في حربه ضد إيران، وحين اتَّكأ على كرسيَّه قصفَ الرياض بالصواريخ التي ربَّما هي التي أعطيناه..!! ولكن عندما أرادت أمريكا غزو العراق، كانت المملكة من أشدِّ المعارضين والرافضين لهذا الغزو..
*****
.. علي عبدالله صالح اصطفَّ مع صدام حسين، وحقد وزاود وناور، وحين حاولُوا اغتياله بتفجير جامع دار الرئاسة، تمَّ نقله ومعالجته في المملكة، بل وحتَّى عندما نكص على عقبَيه وانضمَّ للحوثيين تعرَّض لأزمة صحيَّة حادَّة، سمحت المملكة لفريقٍ طبيٍّ روسيٍّ لعلاجه..!
*****
.. وأمَّا مع عرفات وجوقة الطابور السابع من الفلسطينيين، فحدِّث ولا حرج، أنشدُوا فرحًا «بالكيماوي يا صدام.. من الخفجي إلى الدَّمام»، ورقصُوا في موت الملك عبدالله، رغم أنَّه رفع الحصار عن عرفات، وأوقف الحرب على غزَّة، وساهم بمليار دولار لإعمارها، وأهدُوا الورود للحوثيين شُكرًا على ضرب مكَّة المكرَّمة.. وما يُقال في الزَّوايا والمنابر نتنٌ تُزكم له الأنوف.
كلُّ ذلك ونحن أكثرُ الدَّاعمين للقضيَّة الفلسطينيَّة.. ونحن أوَّل مَن سالت دماءُ شهدائهم على ثرى فلسطين..
*****
.. أخيراً.. هكذا همْ وهكذا نحنُ.. حملاتهم وأحقادهم لن تتوقف، وثوابتنا نحنُ لن تتغير.. وأقولُ للشعبِ السعوديِّ الوفيِّ: كنتم الرهان الأقوى والأكبر في ثورات الربيع العربي، وأنتم اليوم -وكلَّ يوم- ستظلون هذا الرهان، فانتبهوا.. انتبهوا من منزلقات خطاباتهم الشعبوية والتحريضية..