كتاب
مخاطر.. تحيط بالكيانات العربية
تاريخ النشر: 13 نوفمبر 2023 22:38 KSA
خطر الصراع الدَّائر الآن في فلسطين، ليس هو الوحيد الذي يهدِّد أمن وسلامة الأنظمة العربيَّة القائمة. بل يُضاف إلى ذلك الخطر الذي تُشكِّله الجماعات المسلَّحة العابرة للحدود، ولديها قوات مجهَّزة عسكريًّا ذات عقيدة دينيَّة، في الأغلب، ترتبط بالخارج، وحلفاء إقليميين ودوليين، وتمويل من أجهزة الاستخبارات الأجنبيَّة، إقليميًّا ودوليًّا. هذه الجماعات تكون جاهزة للقتال في كلِّ السَّاحات حسبما يتم توجيهها من قِبل مموِّليها. وأمثلة ذلك تتجلَّى في الجنجويد (أصبحت قوات الدَّعم السريع) في السودان، حيث لحق بها عناصر إفريقيَّة من أكثر من دولة، وأنصار الله (الحوثيون) في اليمن، الذين اعتقدَ علي عبدالله صالح الرئيس اليمني السابق، أنَّه يمكنه استغلالهم. وإذا بالتمويل والاستغلال، أتى من جهات إقليميَّة ودوليَّة. واستولت على السلطة وقتلوه. وأبرز الجماعات المناوئة لأوطانها ودولتها، حزب الله اللبناني، الذي تباهي أنَّه يملك سلاحًا لقلب المعادلات مع إسرائيل، وهو ما لم ولن يتحقَّق، لكن ما تحقَّق هو قلب المعادلات السياسيَّة في الدَّاخل اللبناني، باستخدام هذا السلاح لردع اللبنانيين، والسيطرة على الدولة. وهناك قائمة طويلة من القوى التي تهدِّد استقرار الدُّول العربيَّة ومنها داعش. وقبلها القاعدة، وجماعات مسلَّحة في ليبيا تسعى لتقسيمها لصالح لاعبين إقليميين ودوليين، والمليشيات المتعدِّدة، مثل عصائب أهل الحق، وحزب الله في العراق، ويمتدُّ نشاط هذه المليشيات التخريبيَّة إلى سوريا أيضًا.
الجماعات المسلَّحة هذه تؤثِّر سلبًا على مفهوم الدَّولة والمؤسَّسات القائمة فيها. وإذا أخذنا في الاعتبار حركة الإخوان المسلمين، تجدها تسعى بنشر الفوضى حيثما يمكنها، وترغب في إلغاء الحدود وعولمة حركتها، وتسعى قوى إقليميَّة ودوليَّة لاستغلالها لزعزعة أمن واستقرار الدول العربيَّة. فالجماعات المسلَّحة، التي أصبحت تتغطَّى بالدِّين، هي نقيض مفهوم الدَّولة، إذ إنَّ أساس الدَّولة هو المؤسَّسات، ولا تقوم بدونها، وتنبع شرعيَّتها من مؤسَّساتها، فإمَّا أن تسودَ شرعيَّة الدَّولة، أو شرعيَّة المليشيات. الأمر الذي يثير القلق فيما يتعلَّق بالعراق، حيث تتنافس المليشيات فيها على أن تكون شرعيَّتها تفوق شرعيَّة الدَّولة.
تداعيات حرب إسرائيل الآن على غزة، ستكون كبيرة وخطيرة على منطقتنا، وبشكل خاص الدُّول العربيَّة. والضحايا الذين لازالت أعدادهم تتزايد بشكل هستيري، حيث يقوم الإسرائيليون بتدمير ساحق من دون مراعاة لأيِّ اعتبارات إنسانيَّة، مستهدفين -أيضًا- تهجير الفلسطينيين إلى خارج أرضهم. الأمر الذي يجب منعه من الحدوث بأيِّ شكل، والضغط لتحقيق حلول الأزمة المأساويَّة الفلسطينيَّة، بما في ذلك إنشاء دولة لهم ضمن حلِّ الدولتين، الذي يؤيِّده معظم دُول العالم. علمًا أنَّ الحروب تؤدِّي فعلًا إلى الهجرة، إذا لم يتم التَّعامل معها بشكل متواصل. فالحرب في السودان وسوريا وليبيا والعراق واليمن، أدَّت إلى هجرات ملايينيَّة؛ هربًا من نار الحروب وقسوة الأوضاع.
وتتكاثر النُّذر بأنَّ بعض الكيانات العربيَّة يُعاد رسم حدودها، بناءً على مناطق نفوذ وصراعات جديدة، وهو أمر قائم في كواليس الدُّول ذات النفوذ على المنطقة. والمليشيات غير الحكوميَّة في عدَّة دول عربيَّة هي طابور خامس للقضاء على الكيان العربي لمصلحة أطراف إقليميَّة ودوليَّة. وعندما شنت حماس (طوفان الأقصى) من غزة، اهتزت القوى الدولية، بزعامة واشنطن، وخشيت لا على إسرائيل فحسب، بل على مخططاتها بالمنطقة، من أنْ يكون طرفٌ إقليميٌّ يرغب في إعادة رسم المنطقة حسب مواصفاته الخاصة، فقامت بإرسال أساطيلها إلى البحر الأبيض المتوسط، والبحر الأحمر في رسالة إلى من يعنيهم الأمر، أنَّ المنطقة لنْ يعاد رسمها سوى على أيدي العملاق الكبير (أمريكا). وتقول صحيفة (نيويورك تايمز) إنَّه لأوَّل مرَّة منذُ الحرب العالميَّة الثَّانية، نرى هذا الوجود العسكريَّ المكثَّف في البحرين: الأبيض المتوسط، والأحمر.
على العرب إدراك ما يُخطَّط لهم، ورسم حلول ومخطَّطات وإستراتيجيَّات جماعيَّة من دول تثق ببعضها بعضًا، لتخريب الخُطط العدوانيَّة التي يتم استهدافهم بها.
الجماعات المسلَّحة هذه تؤثِّر سلبًا على مفهوم الدَّولة والمؤسَّسات القائمة فيها. وإذا أخذنا في الاعتبار حركة الإخوان المسلمين، تجدها تسعى بنشر الفوضى حيثما يمكنها، وترغب في إلغاء الحدود وعولمة حركتها، وتسعى قوى إقليميَّة ودوليَّة لاستغلالها لزعزعة أمن واستقرار الدول العربيَّة. فالجماعات المسلَّحة، التي أصبحت تتغطَّى بالدِّين، هي نقيض مفهوم الدَّولة، إذ إنَّ أساس الدَّولة هو المؤسَّسات، ولا تقوم بدونها، وتنبع شرعيَّتها من مؤسَّساتها، فإمَّا أن تسودَ شرعيَّة الدَّولة، أو شرعيَّة المليشيات. الأمر الذي يثير القلق فيما يتعلَّق بالعراق، حيث تتنافس المليشيات فيها على أن تكون شرعيَّتها تفوق شرعيَّة الدَّولة.
تداعيات حرب إسرائيل الآن على غزة، ستكون كبيرة وخطيرة على منطقتنا، وبشكل خاص الدُّول العربيَّة. والضحايا الذين لازالت أعدادهم تتزايد بشكل هستيري، حيث يقوم الإسرائيليون بتدمير ساحق من دون مراعاة لأيِّ اعتبارات إنسانيَّة، مستهدفين -أيضًا- تهجير الفلسطينيين إلى خارج أرضهم. الأمر الذي يجب منعه من الحدوث بأيِّ شكل، والضغط لتحقيق حلول الأزمة المأساويَّة الفلسطينيَّة، بما في ذلك إنشاء دولة لهم ضمن حلِّ الدولتين، الذي يؤيِّده معظم دُول العالم. علمًا أنَّ الحروب تؤدِّي فعلًا إلى الهجرة، إذا لم يتم التَّعامل معها بشكل متواصل. فالحرب في السودان وسوريا وليبيا والعراق واليمن، أدَّت إلى هجرات ملايينيَّة؛ هربًا من نار الحروب وقسوة الأوضاع.
وتتكاثر النُّذر بأنَّ بعض الكيانات العربيَّة يُعاد رسم حدودها، بناءً على مناطق نفوذ وصراعات جديدة، وهو أمر قائم في كواليس الدُّول ذات النفوذ على المنطقة. والمليشيات غير الحكوميَّة في عدَّة دول عربيَّة هي طابور خامس للقضاء على الكيان العربي لمصلحة أطراف إقليميَّة ودوليَّة. وعندما شنت حماس (طوفان الأقصى) من غزة، اهتزت القوى الدولية، بزعامة واشنطن، وخشيت لا على إسرائيل فحسب، بل على مخططاتها بالمنطقة، من أنْ يكون طرفٌ إقليميٌّ يرغب في إعادة رسم المنطقة حسب مواصفاته الخاصة، فقامت بإرسال أساطيلها إلى البحر الأبيض المتوسط، والبحر الأحمر في رسالة إلى من يعنيهم الأمر، أنَّ المنطقة لنْ يعاد رسمها سوى على أيدي العملاق الكبير (أمريكا). وتقول صحيفة (نيويورك تايمز) إنَّه لأوَّل مرَّة منذُ الحرب العالميَّة الثَّانية، نرى هذا الوجود العسكريَّ المكثَّف في البحرين: الأبيض المتوسط، والأحمر.
على العرب إدراك ما يُخطَّط لهم، ورسم حلول ومخطَّطات وإستراتيجيَّات جماعيَّة من دول تثق ببعضها بعضًا، لتخريب الخُطط العدوانيَّة التي يتم استهدافهم بها.