كتاب
حتى لا نجعل نعمة الأمطار.. نقمة
تاريخ النشر: 13 نوفمبر 2023 22:38 KSA
ما أن يبدأ موسم الخريف وتبدأ الأمطار في التساقط؛ حتى يشعر الإنسان بفرح طبيعي، وتملأ دواخله الاستبشار، فالأمطار بشارة خير وبركة، وهذه المشاعر الفطرية يشعر بها الإنسان في جميع أنحاء العالم، لأن الماء ارتبط منذ الأزل بالخير والنماء، فيما يعد هطول الأمطار وجريان السيول من الأشياء التي تسعد البشر.
لكن للأسف، فإن هناك مَن يُصرّ على إفساد هذه اللحظات السعيدة، وتأبى نفسه إلا أن يُعكِّر صفوها، وذلك بالإصرار على ممارسة هوايات مميتة لا معنى لها، مثل المغامرة بعبور السيول وقت جريانها، سواء بالسباحة أو بالسيارة، رغبةً في لفت الأنظار وتسجيل بطولات وهمية، والرغبة في كسب التحدي مع الآخرين، وكلها تصرفات تتسم بالرعونة والاستهتار، لأن الحياة مسؤولية وأمانة، وقد حرّم علينا الدين الحنيف المخاطرة بحياتنا، وذلك في قوله تعالى: «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة».
هؤلاء المستهترون تتملكهم شهوة الظهور أمام الآخرين، وتسوّل لهم أنفسهم ممارسة هوايتهم الخطرة، فيندفعون في لحظة فقدان للعقل إلى القيام بتلك التصرفات الرعناء، وسرعان ما ينتهي الأمر ببعضهم جثثاً طافية على سطح الماء بعد ساعات أو أيام، ليرسموا الحسرة فوق وجوه آبائهم وإخوانهم.
الملفت للنظر أن تلك الممارسات الخطرة لم تعد – في بعض الحالات – مجرد تصرفات فردية، ففي وسائل التواصل الاجتماعي تنتشر مقاطع فيديو لمجموعات من الشباب المستهتر وهم يراقبون المغامرين بعبور الأودية بسياراتهم؛ أو السباحة وسط الأمواج المتلاطمة، وما هي إلا لحظات ويبدأ الصراخ عندما تحدث الكارثة، فيما يكتفي الحضور بتوثيق مشاهدها، ليتم تداولها فوراً عبر مواقع التواصل.
ومما يثير الأسف ويدعو للرثاء؛ أن تلك الحوادث المميتة تتكرر بصورة سنوية، لا سيما في المناطق الجبلية، رغم ما تبذله السلطات المسؤولة، وفي مقدمتها وزارة الداخلية، من جهودٍ مشكورة لتوعية المواطنين بخطورة تلك التصرفات، وما تبثه من رسائل توعوية مكثفة على وسائل الإعلام المختلفة، ومؤخراً قامت الدولة مشكورة بفرض غرامات مالية على كل مَن يرتكب هذا الفعل المميت، حيث بلغت قيمة الغرامة 10 آلاف ريال.
ولا يخفى علينا جميعاً ما يقوم به عناصر وزارة الداخلية، لا سيما أبطال الدفاع المدني، الذين تتضاعف مسؤولياتهم خلال هذه الفترة من العام، حيث يبذلون جهوداً كبيرة ومتواصلة على مدار الساعة، لحماية السكان والممتلكات العامة والخاصة، ويُسارعون إلى تلبية النداء لإنقاذ المتضررين من الحوادث والسيول، وهو ما يستلزم منَّا جميعاً تقدير هذه الجهود، وذلك بالتجاوب مع التعليمات والإرشادات والتحلِّي بروح المسؤولية، وليس بارتكاب حماقات تؤدي إلى نتائج كارثية تقود إلى التهلكة.
ومع ذلك، فإن هذه التصرفات غير المسؤولة لا زالت تمارس بصورةٍ متواصلة، وتزهق بسببها العديد من الأرواح، مما دفع الكثيرين للمطالبة بمضاعفة العقوبات على هذه الفئة، حتى تكون رادعة بصورة أكثر.
ولا تقتصر التصرفات المستهترة التي يمارسها البعض خلال موسم الأمطار على محاولات عبور الأودية أثناء جريان السيول، بل تشمل التخييم بالقرب من الأودية والشعاب وقت هطول المطر، والجلوس والمبيت في أماكن تشكل خطورة على حياتهم، والسماح للأطفال باللعب حول مناطق تجمعات المياه بدون مراقبة كافية، وهو ما يشكل خطورة على حياتهم، لأن الطفل بطبيعته يحب اللعب في المياه وأماكن جريانها، دون استيعاب لما يمثله ذلك من خطرٍ عليه.
كذلك، فإن القيادة بسرعة في وقت المطر، حتى فوق الأسفلت، يشكل مخاطرة كبرى، لتراجع احتمالات السيطرة على السيارة، خصوصاً عند المنعطفات، كما أن التخييم بجوار الجبال والمرتفعات يحمل مقداراً كبيراً من الخطورة، لأن هناك احتمالات مرتفعة بتساقط الصخور نتيجة لتحركها من مكانها.
لهؤلاء المستهترين أقول: «اتقوا الله في أنفسكم وأهاليكم، ولا تفجعوا والديكم بتصرفات صبيانية وغير مسؤولة، فالحياة أكثر قيمة من أن نهدرها في هذه السلوكيات غير السوية، ومجتمعاتكم وعائلاتكم تنتظر منكم الكثير، وبلادكم تنتظركم لتقودوا مسيرة نهضتها وترفعوا رايتها، فلا تخيبوا ظن كل هؤلاء باللهث وراء مغامرة يجملها الشيطان في أعينكم، وما هي في الآخر سوى سراب خادع.
لكن للأسف، فإن هناك مَن يُصرّ على إفساد هذه اللحظات السعيدة، وتأبى نفسه إلا أن يُعكِّر صفوها، وذلك بالإصرار على ممارسة هوايات مميتة لا معنى لها، مثل المغامرة بعبور السيول وقت جريانها، سواء بالسباحة أو بالسيارة، رغبةً في لفت الأنظار وتسجيل بطولات وهمية، والرغبة في كسب التحدي مع الآخرين، وكلها تصرفات تتسم بالرعونة والاستهتار، لأن الحياة مسؤولية وأمانة، وقد حرّم علينا الدين الحنيف المخاطرة بحياتنا، وذلك في قوله تعالى: «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة».
هؤلاء المستهترون تتملكهم شهوة الظهور أمام الآخرين، وتسوّل لهم أنفسهم ممارسة هوايتهم الخطرة، فيندفعون في لحظة فقدان للعقل إلى القيام بتلك التصرفات الرعناء، وسرعان ما ينتهي الأمر ببعضهم جثثاً طافية على سطح الماء بعد ساعات أو أيام، ليرسموا الحسرة فوق وجوه آبائهم وإخوانهم.
الملفت للنظر أن تلك الممارسات الخطرة لم تعد – في بعض الحالات – مجرد تصرفات فردية، ففي وسائل التواصل الاجتماعي تنتشر مقاطع فيديو لمجموعات من الشباب المستهتر وهم يراقبون المغامرين بعبور الأودية بسياراتهم؛ أو السباحة وسط الأمواج المتلاطمة، وما هي إلا لحظات ويبدأ الصراخ عندما تحدث الكارثة، فيما يكتفي الحضور بتوثيق مشاهدها، ليتم تداولها فوراً عبر مواقع التواصل.
ومما يثير الأسف ويدعو للرثاء؛ أن تلك الحوادث المميتة تتكرر بصورة سنوية، لا سيما في المناطق الجبلية، رغم ما تبذله السلطات المسؤولة، وفي مقدمتها وزارة الداخلية، من جهودٍ مشكورة لتوعية المواطنين بخطورة تلك التصرفات، وما تبثه من رسائل توعوية مكثفة على وسائل الإعلام المختلفة، ومؤخراً قامت الدولة مشكورة بفرض غرامات مالية على كل مَن يرتكب هذا الفعل المميت، حيث بلغت قيمة الغرامة 10 آلاف ريال.
ولا يخفى علينا جميعاً ما يقوم به عناصر وزارة الداخلية، لا سيما أبطال الدفاع المدني، الذين تتضاعف مسؤولياتهم خلال هذه الفترة من العام، حيث يبذلون جهوداً كبيرة ومتواصلة على مدار الساعة، لحماية السكان والممتلكات العامة والخاصة، ويُسارعون إلى تلبية النداء لإنقاذ المتضررين من الحوادث والسيول، وهو ما يستلزم منَّا جميعاً تقدير هذه الجهود، وذلك بالتجاوب مع التعليمات والإرشادات والتحلِّي بروح المسؤولية، وليس بارتكاب حماقات تؤدي إلى نتائج كارثية تقود إلى التهلكة.
ومع ذلك، فإن هذه التصرفات غير المسؤولة لا زالت تمارس بصورةٍ متواصلة، وتزهق بسببها العديد من الأرواح، مما دفع الكثيرين للمطالبة بمضاعفة العقوبات على هذه الفئة، حتى تكون رادعة بصورة أكثر.
ولا تقتصر التصرفات المستهترة التي يمارسها البعض خلال موسم الأمطار على محاولات عبور الأودية أثناء جريان السيول، بل تشمل التخييم بالقرب من الأودية والشعاب وقت هطول المطر، والجلوس والمبيت في أماكن تشكل خطورة على حياتهم، والسماح للأطفال باللعب حول مناطق تجمعات المياه بدون مراقبة كافية، وهو ما يشكل خطورة على حياتهم، لأن الطفل بطبيعته يحب اللعب في المياه وأماكن جريانها، دون استيعاب لما يمثله ذلك من خطرٍ عليه.
كذلك، فإن القيادة بسرعة في وقت المطر، حتى فوق الأسفلت، يشكل مخاطرة كبرى، لتراجع احتمالات السيطرة على السيارة، خصوصاً عند المنعطفات، كما أن التخييم بجوار الجبال والمرتفعات يحمل مقداراً كبيراً من الخطورة، لأن هناك احتمالات مرتفعة بتساقط الصخور نتيجة لتحركها من مكانها.
لهؤلاء المستهترين أقول: «اتقوا الله في أنفسكم وأهاليكم، ولا تفجعوا والديكم بتصرفات صبيانية وغير مسؤولة، فالحياة أكثر قيمة من أن نهدرها في هذه السلوكيات غير السوية، ومجتمعاتكم وعائلاتكم تنتظر منكم الكثير، وبلادكم تنتظركم لتقودوا مسيرة نهضتها وترفعوا رايتها، فلا تخيبوا ظن كل هؤلاء باللهث وراء مغامرة يجملها الشيطان في أعينكم، وما هي في الآخر سوى سراب خادع.