كتاب

السعودية تفعل ثم تقول

في خضم الأحداث الساخنة والمتلاحقة، التي يعيشها العالم من حولنا، ويعيشها العالم العربي بصفة خاصَّة، نجد أنَّ المملكة العربيَّة السعوديَّة في مختلف المجالات الحياتيَّة أفعالُها تسبقُ أقوالَها، كما هو حال الدُّول الكُبْرَى، ذات المكانة الكُبْرَى، والسِّيادة العُظْمى، وليس كمثل مَن يقول، ثُمَّ يقولُ، ثُمَّ يقولُ ولا يفعلُ ما يقولُ، بل نجد هذه الفئة ظاهرةً صوتيَّةً تنفثُ ما يكتنزُ بداخلها من حقد وكراهية؛ حتَّى أصبحَ متجذِّرًا في أعماق فكرها وتدبيرها، ولعلَّ أحداثَ غزَّة المؤلمة، وما تضمَّنته من تَبِعَات سياسيَّة واقتصاديَّة واجتماعيَّة قد نال الشعب الفلسطيني منها كل ألوان القتلِ والتَّهجيرِ والتَّدميرِ من قِبل العدوِّ الإسرائيليِّ.

هذا الحدثُ كشف لنا الكثير من المستور، وهذا أمرٌ طبيعيٌّ، فالمحكَّاتُ دومًا تكشفُ البواطن المخفيَّة، وفي ظلِّ تلك المناوشات الكلاميَّة الببغاويَّة برزت السعوديَّة العُظْمَى بصمتٍ، فجمعت العالمَ الإسلاميَّ، والعالمَ العربيَّ، وبالطبع الخليجيََّ المتضامن سلفًا، كلُّ هذا خلال أيَّام ثلاثة فقط! واستطاعت خلال تلك الأيَّام أنْ تفعل ما يعجزُ عنه الكثيرُ من قادة العالم، حيث استطاعت أنْ تبلورَ موقفًا إسلاميًّا وعربيًّا وخليجيًّا واحدًا، يندِّدُ بكلِّ ما فعلته إسرائيلُ، ويستجلبُ الحلولَ السلميَّةَ لهذه القضيَّة المُستعصية.


ويقيني أنَّ تلك الاجتماعات سوف تؤتِي أكلها سلاماً وأمناًً مستداماً للشعب الفلسطينيِّ خاصةً، وللعالمِ الإسلاميِّ كافةً، كما استطاعت أنْ تقولَ للعالم وخاصةً الدولَ الكبرى، وهيئة الأمم المتحدة، ومجلسَ الأمنِ المتخاذلين جميعاً عن قضايا العرب، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية: أنتم قاصرون في تنفيذ مهامكم الدولية، ونشرِ الأمن والاستقرار الموكل إليكم، ولا شكَّ أنَّ المملكةَ العربيَّة السعوديَّة ذات الثِّقل السياسيِّ والاقتصاديِّ العالميِّ قد استطاعت أنْ تجعلَ هذه القضيَّة في مقدِّمة القضايا المستوجبة الحل، من خلال أسلوبها الهادئ والحكيم، واستطاعت أنْ تطوِّع مقدَّراتها التي أصبحت تنافسُ الدول الكُبْرَى فيها، ويقيني أنَّ القادةَ العربَ ومجتمعاتِهم لو استطاعت أنْ تدفعَ بقواها الاقتصاديَّة والجغرافيَّة إلى جانب السعوديَّة، واجتمعت في قرارها، ستجعل تلك الدول تنظرُ لمنطقتنا العربيَّة نظرةَ إِكبارٍ واعتبارٍ، وستُعيدُ بلورةَ قراراتِها تجاه العالم العربيِّ، وما يستوجبُ أنْ يكون التَّكاتف والتَّلاحم والتَّعاون العربي، وفق خطط إستراتيجيَّة يتمُّ وضعُها من قِبل الجامعة العربيَّة، التي يستوجب -أيضًا- إعادة بلورة أهدافها وخططها الإستراتيجيَّة؛ لتواكبَ ما يعيشه العالمُ من تنامٍ في مختلف المناحي الحياتيَّة، فجامعتُنا العربيَّة اصبحت تعيشُ حالةً يُرثى لها من الضَّعفِ والهَوانِ؛ لذا لابُدَّ أنْ يكون الانطلاقُ إلى مستقبل عربيٍّ مشرق من خلالها، فالبلاد العربيَّة وهبها اللهُ تعالى ثرواتٍ هائلةً تحت الأرض، وفوق الأرض، من أهمِّها الثَّروة البشريَّة، والمواقع الإستراتيجيَّة، وما تكتنزه أرضُها من الثَّروات الماديَّة التي لا يقوم العالم إلَّا بها.. والله من وراء القصد.

أخبار ذات صلة

حواري مع رئيس هيئة العقار
الحسدُ الإلكترونيُّ..!!
مستشفى خيري للأمراض المستعصية
الحُب والتربية النبوية
;
سلالة الخلايا الجذعية «SKGh»
التسامح جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع
التقويم الهجري ومطالب التصحيح
كأس نادي الصقور.. ختامها مسك
;
المدينـة النائمـة
كتاب التمكين الصحي.. منهج للوعي
الإسلام.. الدِّيانة الأُولى في 2060م
ما لا يرضاه الغرب للعرب!
;
العمل الخيري الصحي.. في ظل رؤية 2030
القمة العربية الإسلامية.. قوة وحدة القرارات
يا صبر عدنان !!
احذروا البخور!!