كتاب

التشخيص والذكاء الإصطناعي

من أكثر التحدِّيات التي يتمُّ مناقشتها عالميًّا -حاليًّا- الذكاءُ الاصطناعيُّ، ويتضمَّن ذلك استخدامها في التَّشخيص الطبيِّ؛ بسببِ قدرة خوارزميَّات الذَّكاء الاصطناعيِّ توفير تشخيصات أسرع، وأكثر دقَّة من خلال تحليل كميَّات كبيرة من البيانات الطبيَّة، حيث يمكنُ لهذه الخوارزميَّات تحديد الأنماط والاتِّجاهات في بيانات المرضى؛ ممَّا يؤدِّي إلى الكشفِ المبكِّر عن حالات مثل: السرطان، أو السكري، أو أمراض القلب، والأوعية الدمويَّة، كما يمكنُ للذَّكاء الاصطناعيِّ -أيضًا- تطوير الطبِّ الشخصيِّ، من خلال تحليل كميَّات هائلة من البيانات الجينيَّة والسريريَّة، وبيانات نمط الحياة، ممَّا يؤدِّي إلى علاجات أكثر فعاليَّة، مع آثار جانبيَّة أقل.

وفي مرحلة متقدِّمة تستطيعُ خوارزميَّات الذَّكاء الاصطناعيِّ تحليل الصور الطبيَّة مثل: الأشعَّة السينيَّة، التَّصوير بالرَّنين المغناطيسي، الموجات فوق الصوتيَّة، الأشعَّة المقطعيَّة، ومساعدة الكادر الصحيِّ في تحديد وتشخيص الأمراض بشكل أكثر دقَّة وسرعة.


وليس ذلك فحسب، فمن الممكن استخدامه في تحسين موارد المستشفى، من خلال التنبُّؤ بمعدَّلات قبول المرضى، وتحسين تخصيص الأسرة، وتبسيط جداول الموظَّفين، وتسهيل التَّطبيب عن بُعد، من خلال روبوتات الدَّردشة والمساعدين الافتراضيين التي تعمل بالذَّكاء الاصطناعيِّ، وتوفير الاستشارات الأوليَّة، وجمع معلومات المرضى، وتقديم المشورة الطبيَّة الأساسيَّة، والمساعدة في الدِّراسات البحثيَّة والتجارب السريريَّة، وسجلات المرضى، وتحديد الأنماط الجديدة والارتباطات والعلاجات المحتملة، وتسريع عمليَّة البحث والمساعدة في تطوير أدوية وعلاجات جديدة.

أمَّا الجانبُ السلبيُّ له الاعتبارات الأخلاقيَّة، مثل: ضمان خصوصيَّة البيانات، ومعالجة التحيُّزات في الخوارزميَّات، والحفاظ على التَّوازن بين الخبرة البشريَّة ومساعدة الذَّكاء الاصطناعيِّ، وعدم الاتِّكاليَّة البشريَّة عليه، دون التأكُّد من دقَّة نتائجه.


وتعملُ بشكلٍ متواصلٍ الهيئات التنظيميَّة، ومتخصِّصو الرعاية الصحيَّة على وضعِ مبادئ توجيهيَّة، ومعايير لضمان التَّكامل الآمن والفعَّال لتقنيات الذَّكاء الاصطناعيِّ في الممارسة الطبيَّة، مع استمرار تقدُّم تكنولوجيا الذَّكاء الاصطناعيِّ، فإنَّها تبشِّرُ بوعدٍ كبيرٍ في تحسين دقَّة وسرعة وكفاءة التَّشخيص الطبيِّ؛ ممَّا يعود بالنَّفع في نهاية المطاف على مقدِّمي الرِّعاية الصحيَّة والمرضى على حدٍّ سواء.

أخبار ذات صلة

حواري مع رئيس هيئة العقار
الحسدُ الإلكترونيُّ..!!
مستشفى خيري للأمراض المستعصية
الحُب والتربية النبوية
;
سلالة الخلايا الجذعية «SKGh»
التسامح جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع
التقويم الهجري ومطالب التصحيح
كأس نادي الصقور.. ختامها مسك
;
المدينـة النائمـة
كتاب التمكين الصحي.. منهج للوعي
الإسلام.. الدِّيانة الأُولى في 2060م
ما لا يرضاه الغرب للعرب!
;
العمل الخيري الصحي.. في ظل رؤية 2030
القمة العربية الإسلامية.. قوة وحدة القرارات
يا صبر عدنان !!
احذروا البخور!!