كتاب
التوراة ترد على «سموتريتش»: الفلسطينيون أول من سكنوا فلسطين
تاريخ النشر: 15 نوفمبر 2023 23:07 KSA
قال وزير الماليَّة الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش: إنَّ الشعب الفلسطيني اختراع، وإنَّ العرب اخترعوا شعبًا وهميًّا في أرض إسرائيل، وطالبوا بحقوق وهميَّة لهم لمجرَّد محاربة الحركة الصهيونيَّة.
إنَّ دولة إسرائيل قائمة على أساس ديني؛ لذا لا أشكُّ أنَّ «سموتريتش» لم يطَّلع على النصوص التوراتيَّة التي تدحضُ مقولته، إذ تجاهل الوزيرُ الإصحاح (21) الآية (34) من سفر التكوين، التي تؤكِّد أنَّ الفلسطينيين أوَّل مَن سكنوا فلسطين، وهذا نصُّه: «وتغرَّب إبراهيمُ في أرضِ الفلسطينيين أيامًا كثيرةً»، كما تحدَّث الإصحاح (37) آية (1) من سِفر التَّكوين عن غُربة إبراهيم وإسحاق ويعقوب -عليهم السلام- في أرض كنعان؛ ممَّا يؤكِّدُ عدم وجود حقٍّ لليهود في فلسطين: «وسكنَ يعقوبُ في غربةِ أبيه إسحاق في أرضِ كنعان»، وفي الإصحاح (35) آية (27): «وجاءَ يعقوبُ إلى إسحاق أبيه إلى ممرِّ قريةِ أربع، التي هِي حبرون (مدينة الخليلِ -عليه السلام-)، حيث تغرَّب إبراهيمُ وإسحاقُ».
كما توجد نصوصٌ توراتيَّةٌ ورد فيها اسم القدس تأكيدًا على عروبتها، «وسكنَ رؤساءُ الشعبِ في أورشليم، وألقَى سائرُ الشعبِ قرعًا ليأتُوا بواحدٍ من عشرةٍ للسكْنَى في أورشليم، مدينة القدس، والتِّسعة الأقسام في المدن». (سِفر إشعيا، الإصحاح «48: 2» وسِفر نحميا: الإصحاح: «11: 1»).
هذه الأسماء: صهيون، يروشالايم (أورشليم القدس)، ليست أسماءَ عبريَّةً، أو يهوديَّةً، ولا يمكنُ ادِّعاء ذلك، وإنَّما هي كنعانيَّةٌ، عُرفت بها المدينةُ قبل أن يدخلها الإسرائيليُّون.. وتعترف أسفار العهد القديم بعدم عبرانية ويهوديَّةُ المدينةِ في خطاب حزقيال لأورشليم: «هكذَا قالَ السيِّدُ الرَّبُّ لأورشليم: «مخرجُكِ ومولدُكِ من أرضِ كنعان، أبوكِ أموريٌّ وأمُّكِ حثيَّةٌ».. (حزقيال: 16/ 3).. ورغم تعرُّض التَّوراة إلى كثير من التَّحريفِ، إلَّا أنَّ وُضَّاع التَّوراةِ فاتَهُم تحريفَ هذه النصوصِ التي تقرُّ بأنَّ الفلسطينيين هُم السكَّانُ الأصليُّونَ لفلسطين.
والكنعانيُّونَ عربٌ ساميُّونَ سكنوا فلسطين قبل هجرة إبراهيم الخليل إلى فلسطين من العراق، وهم أوَّل مَن استقرُّوا في فلسطين، وإليهم يعودُ تأسيس حضارة فلسطين القديمة، فـ(هم) الذين اخترعوا السفينة واهتدوا إلى عمل الزُّجاج، ووضعُوا (نظام الحساب)، وأعظمُ عمل قاموا به للحضارة، اختراعهم الأبجديَّة الهجائيَّة.. وباختصارٍ نقول: إنَّ الكنعانيين العربَ الذين هاجرُوا من الجزيرةِ العربيَّةِ منذُ أكثر من 5000 عام ق.م، ضربُوا بسهمٍ وافرٍ في المدنيَّة، واشتهروا ببناء المُدن المحصَّنة، واستعمال العجلاتِ الحربيَّةِ والصناعات الحديديَّة، وعرفوا التِّجارة والزِّراعة، وأقامُوا مع جيرانهم علاقاتٍ اقتصاديَّةً وتجاريَّةً.
يقول الكاتب الأمريكي، يهودي الأصل، (موشيه مينوحين) في كتابه انحلال اليهوديَّة: «منذُ أكثر من أربعةِ آلاف سنةٍ عاشَ الكنعانيُّونَ في فلسطين، وقد بنوا المدنَ والقصورَ، واستعملُوا الجيادَ، والعرباتِ، وأقامُوا المعابدَ، وكانت بيوتهم مبنيَّةً بصورةٍ فريدةٍ في ذلك الزَّمن البعيد، وقد تكلَّم الكنعانيُّونُ لغةً خاصَّةً بهم، مشتقَّة من العربيَّة الأولى، ووُجِد ضمن حفريَّات مملكة أوغاريت (قُرب رأس شمرا على السَّاحل السوريِّ) نماذج من الأبجديَّة المسماريَّة التي كان الكنعانيُّونَ يستخدمُونها، ويربُو عدد المدن التي عُثِرَ عليها ورُدَّ أصلها للكنعانيين في بلاد الشام عن 135 مدينةً، أهمُّها أوغاريت (رأس شمرا)، جبيل، بيروت، صيدا، صور، عكا، عسقلان، أسدود، غزَّة، قادش، بيت شان (بيسان)، بيت أيل، أريحا، أور شالم /سالم (القدس)، حبرون (الخليل)، عجلون، يافا، شكيم (نابلس)، حلحول، المجدل، بئر السبع، وغيرها. كما وُجِدَ 1200 قريةٍ تعود نشأتُها للكنعانيين.
إنَّ مدينة القدس كانت محطَّ أنظار الدَّارسين التوراتيين والطامعين في الكنوز الأثريَّة، إلَّا أنَّ كثرة المباني التاريخيَّة في المدينة، وخيبة الأمل التي أصابت الكثيرين منذُ أنْ عمِلَ فيها الكابتن الإنجليزي (تشارلز وارن) عام 1867م؛ بسبب صعوبة ربط آثارها بالحوادث التوراتيَّة، أدَّتا إلى فترة انقطاع عن التَّنقيب فيها. يقول الأستاذ فيصل صالح خير رئيس مركز إحياء التراث الفلسطيني في مقال له عن القدس والآثار، نُشِرَ في جريدة الأسبوع القاهريَّة في 4 سبتمبر 2000م: («النطوفيُّونَ والغسوليُّونَ والعموريُّونَ والكنعانيُّونَ واليبوسيُّونَ والمصريُّونَ والهكسوسُ والبابليُّونَ والآشوريُّونَ والفرسُ واليونانُ والرومانُ»، تركوا في القدس وما حولها آثارًا تدلُّ عليهم، إلَّا اليهود لم يستطيعُوا العثورَ على أيِّ أثرٍ يؤكِّد أطروحاتهم في وجود أناسٍ يسمُّون أنفسهم «إسرائيليين أو عبريين»).
والحقيقةُ هي أنَّ اليهودَ هم الغرباءُ عن فلسطين، ولم تكنْ لهم حضارةٌ، بشهادة المستشرق الفرنسي «جوستاف لوبون»، إذ أكدَ أنَّ اليهودَ لم يكنْ لهم علومٌ أو فنونٌ، ولا حقَّ لهم في الأرض التي يحاولون احتلالها، وهم غرباءُ عنها، وكلُّ تقاليدِهم وعاداتِهم ودياناتِهم مستعارةٌ ومقتبسةٌ ومسروقةٌ من الدول المجاورة لهم، ويؤكِّد على هذا المستشرقُ البريطانيُّ «بودلي» إذ يقول: «إنَّ اليهودَ لا وطنَ لهم، مُشرَّدُون، وأنَّهم قدمُوا إلى يثربَ بعدَ اضطهادِ تيتس لهم، ونهبه لبيتِ المقدسِ سنة 70م، فإبراهيمُ جدُّ إسرائيل، وإسحاقُ والده، عاشا غرباءَ في كنف الكنعانيين، فالتَّوراةُ لا تذكرُ حركةً من حركات إبراهيم وذريَّته إلاَّ مقرونة بالغُربة».
والجديرُ بالذِّكر أنَّ حركة ناطوري كارتا اليهوديَّة لم تعترفْ بدولة إسرائيل؛ لأنَّ اللهَ كتبَ على اليهودِ أنْ يعيشُوا بلا دولةٍ؛ عقابًا على خطاياهم، وعليهم أنْ يعيشُوا بسلام في البلادِ التي تستضيفُهم.
إنَّ دولة إسرائيل قائمة على أساس ديني؛ لذا لا أشكُّ أنَّ «سموتريتش» لم يطَّلع على النصوص التوراتيَّة التي تدحضُ مقولته، إذ تجاهل الوزيرُ الإصحاح (21) الآية (34) من سفر التكوين، التي تؤكِّد أنَّ الفلسطينيين أوَّل مَن سكنوا فلسطين، وهذا نصُّه: «وتغرَّب إبراهيمُ في أرضِ الفلسطينيين أيامًا كثيرةً»، كما تحدَّث الإصحاح (37) آية (1) من سِفر التَّكوين عن غُربة إبراهيم وإسحاق ويعقوب -عليهم السلام- في أرض كنعان؛ ممَّا يؤكِّدُ عدم وجود حقٍّ لليهود في فلسطين: «وسكنَ يعقوبُ في غربةِ أبيه إسحاق في أرضِ كنعان»، وفي الإصحاح (35) آية (27): «وجاءَ يعقوبُ إلى إسحاق أبيه إلى ممرِّ قريةِ أربع، التي هِي حبرون (مدينة الخليلِ -عليه السلام-)، حيث تغرَّب إبراهيمُ وإسحاقُ».
كما توجد نصوصٌ توراتيَّةٌ ورد فيها اسم القدس تأكيدًا على عروبتها، «وسكنَ رؤساءُ الشعبِ في أورشليم، وألقَى سائرُ الشعبِ قرعًا ليأتُوا بواحدٍ من عشرةٍ للسكْنَى في أورشليم، مدينة القدس، والتِّسعة الأقسام في المدن». (سِفر إشعيا، الإصحاح «48: 2» وسِفر نحميا: الإصحاح: «11: 1»).
هذه الأسماء: صهيون، يروشالايم (أورشليم القدس)، ليست أسماءَ عبريَّةً، أو يهوديَّةً، ولا يمكنُ ادِّعاء ذلك، وإنَّما هي كنعانيَّةٌ، عُرفت بها المدينةُ قبل أن يدخلها الإسرائيليُّون.. وتعترف أسفار العهد القديم بعدم عبرانية ويهوديَّةُ المدينةِ في خطاب حزقيال لأورشليم: «هكذَا قالَ السيِّدُ الرَّبُّ لأورشليم: «مخرجُكِ ومولدُكِ من أرضِ كنعان، أبوكِ أموريٌّ وأمُّكِ حثيَّةٌ».. (حزقيال: 16/ 3).. ورغم تعرُّض التَّوراة إلى كثير من التَّحريفِ، إلَّا أنَّ وُضَّاع التَّوراةِ فاتَهُم تحريفَ هذه النصوصِ التي تقرُّ بأنَّ الفلسطينيين هُم السكَّانُ الأصليُّونَ لفلسطين.
والكنعانيُّونَ عربٌ ساميُّونَ سكنوا فلسطين قبل هجرة إبراهيم الخليل إلى فلسطين من العراق، وهم أوَّل مَن استقرُّوا في فلسطين، وإليهم يعودُ تأسيس حضارة فلسطين القديمة، فـ(هم) الذين اخترعوا السفينة واهتدوا إلى عمل الزُّجاج، ووضعُوا (نظام الحساب)، وأعظمُ عمل قاموا به للحضارة، اختراعهم الأبجديَّة الهجائيَّة.. وباختصارٍ نقول: إنَّ الكنعانيين العربَ الذين هاجرُوا من الجزيرةِ العربيَّةِ منذُ أكثر من 5000 عام ق.م، ضربُوا بسهمٍ وافرٍ في المدنيَّة، واشتهروا ببناء المُدن المحصَّنة، واستعمال العجلاتِ الحربيَّةِ والصناعات الحديديَّة، وعرفوا التِّجارة والزِّراعة، وأقامُوا مع جيرانهم علاقاتٍ اقتصاديَّةً وتجاريَّةً.
يقول الكاتب الأمريكي، يهودي الأصل، (موشيه مينوحين) في كتابه انحلال اليهوديَّة: «منذُ أكثر من أربعةِ آلاف سنةٍ عاشَ الكنعانيُّونَ في فلسطين، وقد بنوا المدنَ والقصورَ، واستعملُوا الجيادَ، والعرباتِ، وأقامُوا المعابدَ، وكانت بيوتهم مبنيَّةً بصورةٍ فريدةٍ في ذلك الزَّمن البعيد، وقد تكلَّم الكنعانيُّونُ لغةً خاصَّةً بهم، مشتقَّة من العربيَّة الأولى، ووُجِد ضمن حفريَّات مملكة أوغاريت (قُرب رأس شمرا على السَّاحل السوريِّ) نماذج من الأبجديَّة المسماريَّة التي كان الكنعانيُّونَ يستخدمُونها، ويربُو عدد المدن التي عُثِرَ عليها ورُدَّ أصلها للكنعانيين في بلاد الشام عن 135 مدينةً، أهمُّها أوغاريت (رأس شمرا)، جبيل، بيروت، صيدا، صور، عكا، عسقلان، أسدود، غزَّة، قادش، بيت شان (بيسان)، بيت أيل، أريحا، أور شالم /سالم (القدس)، حبرون (الخليل)، عجلون، يافا، شكيم (نابلس)، حلحول، المجدل، بئر السبع، وغيرها. كما وُجِدَ 1200 قريةٍ تعود نشأتُها للكنعانيين.
إنَّ مدينة القدس كانت محطَّ أنظار الدَّارسين التوراتيين والطامعين في الكنوز الأثريَّة، إلَّا أنَّ كثرة المباني التاريخيَّة في المدينة، وخيبة الأمل التي أصابت الكثيرين منذُ أنْ عمِلَ فيها الكابتن الإنجليزي (تشارلز وارن) عام 1867م؛ بسبب صعوبة ربط آثارها بالحوادث التوراتيَّة، أدَّتا إلى فترة انقطاع عن التَّنقيب فيها. يقول الأستاذ فيصل صالح خير رئيس مركز إحياء التراث الفلسطيني في مقال له عن القدس والآثار، نُشِرَ في جريدة الأسبوع القاهريَّة في 4 سبتمبر 2000م: («النطوفيُّونَ والغسوليُّونَ والعموريُّونَ والكنعانيُّونَ واليبوسيُّونَ والمصريُّونَ والهكسوسُ والبابليُّونَ والآشوريُّونَ والفرسُ واليونانُ والرومانُ»، تركوا في القدس وما حولها آثارًا تدلُّ عليهم، إلَّا اليهود لم يستطيعُوا العثورَ على أيِّ أثرٍ يؤكِّد أطروحاتهم في وجود أناسٍ يسمُّون أنفسهم «إسرائيليين أو عبريين»).
والحقيقةُ هي أنَّ اليهودَ هم الغرباءُ عن فلسطين، ولم تكنْ لهم حضارةٌ، بشهادة المستشرق الفرنسي «جوستاف لوبون»، إذ أكدَ أنَّ اليهودَ لم يكنْ لهم علومٌ أو فنونٌ، ولا حقَّ لهم في الأرض التي يحاولون احتلالها، وهم غرباءُ عنها، وكلُّ تقاليدِهم وعاداتِهم ودياناتِهم مستعارةٌ ومقتبسةٌ ومسروقةٌ من الدول المجاورة لهم، ويؤكِّد على هذا المستشرقُ البريطانيُّ «بودلي» إذ يقول: «إنَّ اليهودَ لا وطنَ لهم، مُشرَّدُون، وأنَّهم قدمُوا إلى يثربَ بعدَ اضطهادِ تيتس لهم، ونهبه لبيتِ المقدسِ سنة 70م، فإبراهيمُ جدُّ إسرائيل، وإسحاقُ والده، عاشا غرباءَ في كنف الكنعانيين، فالتَّوراةُ لا تذكرُ حركةً من حركات إبراهيم وذريَّته إلاَّ مقرونة بالغُربة».
والجديرُ بالذِّكر أنَّ حركة ناطوري كارتا اليهوديَّة لم تعترفْ بدولة إسرائيل؛ لأنَّ اللهَ كتبَ على اليهودِ أنْ يعيشُوا بلا دولةٍ؛ عقابًا على خطاياهم، وعليهم أنْ يعيشُوا بسلام في البلادِ التي تستضيفُهم.