كتاب
عنتريات الجحور...!!
تاريخ النشر: 18 نوفمبر 2023 23:45 KSA
.. على مدارِ أكثر من سبعينَ عامًا ونحنُ نسحبُ في هذه القضيَّة بأثقالها، بمتاعبها، بحروبها، بدمارها، بمآسيها، بخسائرها، بذلِّها، بهوانها، بمزايداتها، بكلِّ ما قدْ قِيل، أو قدْ يُقال في ملفِّ هذه القضيَّة العصيَّة.
.. أكثرُ من سبعينَ عامًا ونحنُ من حربٍ إلى حربٍ، ومن خيباتٍ إلى خيباتٍ، ومن خلافاتٍ واختلافاتٍ واصطفافاتٍ، ومزايداتٍ واتِّهاماتٍ إلى ما يقابلُهَا.
.. ولازلنا بعدَ سبعينَ عامًا نعيشُ ذاتَ الحالِ، ذات الخيبات.. قتلٌ، دمارٌ، حصارٌ.. ومَن يدفعُ الأثمان دائمًا هم الشعبُ الفلسطينيُّ..!!
*****
.. أتدرُونَ لماذا كلُّ هذه السبعين عامًا؟ لأنَّ هناك مَن يريدُ أنْ يجعلها سرمديَّة عصيَّة، قضيَّة بلا حلولٍ، وصراعًا بلا نهاية، يريدُون أنْ يجعلوها مائدةَ عيسى المُستدامَة، كلٌّ يأكلُ منها على طريقته...!!
*****
.. في داخلِ البيتِ الفلسطينيِّ هم يتكسبون منها، ولذلك طوال سبعين عاماً وهم يراوغونَ ويناورونَ ليس باتجاه الحلِّ، وإنما إلى «اللا حل».
ومن خارجِ البيتِ الفلسطينيِّ هناك من الزعامات، والقيادات، والدول، والمحاور من يتخذ منها «حصانَ طروادة»؛ لتحقيق مآربَ أخرى...!!
*****
.. وقد برزَ لنا نوعان من الخطابات، خطاب قوميٌّ ثوريٌّ ينتهجُ تضخيم الأنا، وتسويق الوَهَم البطولي، وفي الوقت ذاته الإسقاط على الآخرين، ومِن المثيرِ للسُّخرية أنَّنا نرى الآنَ مظاهراتٍ بأسماء زعامات ولَّت، هتافاتٍ باسمها، وعويلًا على القضيَّة من بعدهم، مع أنَّ هذه الزَّعامات -في حياتها- لم تقدِّم شيئًا للقضيَّة، فلا هِي حرَّرت فلسطين، ولا استعادت القُدسَ، وكلُّ ما فعلته هو ظاهرةٌ صوتيةٌ لا أكثر.. (عنتريَّات جحور).
.. والخطابُ الثَّانِي هو الخطابُ الإِخوانيُّ، وهو خطابٌ شعبويٌّ يستثيرُ العواطفَ، يهيِّجُ الشعوبَ، ويستعدِيهَا على الحكَّام.
والخطابَان يكادَان يتلاقيَانِ في ذاتِ المشكاةِ...!!
*****
.. وانتقلتْ العنترياتُ الكلاميَّةُ إلى الشَّارع العربيِّ، فتجد خطبًا صاخبةً، وهتافاتٍ ومطالباتٍ بفتحِ الحدودِ، ولو حدثتْ ساعةُ جدٍ ربَّما لا تجد أحدًا.
وأستذكرُ موقفَ الرئيسَ الجزائريَّ بوضياف عام 1992، عندما سمع ضجيجًا في الشارع يطالبُونَ بتحرير فلسطين، وعندما أمرَ وزيرَ دفاعهِ بإحضارِ حافلاتٍ ونقلهم إلى فلسطين لم يلقَ أحدًا...!!
*****
.. وأخيرًا.. أستحضرُ قول سحيم بن أثيل:
(أنَا ابنُ جَلَا وطَلَّاعُ الثَّنَايَا
متَى أضعُ العمامةَ تَعرِفُونِي)
وأشاهدُ أقوامًا ينصبُون العمائمَ، ويرعِدُونَ ويُزبِدُونَ، وعندمَا حانتْ ساعةُ الحقيقةِ فضحتْ غزَّةُ عنتريَّةَ الجُحورِ...!!
.. أكثرُ من سبعينَ عامًا ونحنُ من حربٍ إلى حربٍ، ومن خيباتٍ إلى خيباتٍ، ومن خلافاتٍ واختلافاتٍ واصطفافاتٍ، ومزايداتٍ واتِّهاماتٍ إلى ما يقابلُهَا.
.. ولازلنا بعدَ سبعينَ عامًا نعيشُ ذاتَ الحالِ، ذات الخيبات.. قتلٌ، دمارٌ، حصارٌ.. ومَن يدفعُ الأثمان دائمًا هم الشعبُ الفلسطينيُّ..!!
*****
.. أتدرُونَ لماذا كلُّ هذه السبعين عامًا؟ لأنَّ هناك مَن يريدُ أنْ يجعلها سرمديَّة عصيَّة، قضيَّة بلا حلولٍ، وصراعًا بلا نهاية، يريدُون أنْ يجعلوها مائدةَ عيسى المُستدامَة، كلٌّ يأكلُ منها على طريقته...!!
*****
.. في داخلِ البيتِ الفلسطينيِّ هم يتكسبون منها، ولذلك طوال سبعين عاماً وهم يراوغونَ ويناورونَ ليس باتجاه الحلِّ، وإنما إلى «اللا حل».
ومن خارجِ البيتِ الفلسطينيِّ هناك من الزعامات، والقيادات، والدول، والمحاور من يتخذ منها «حصانَ طروادة»؛ لتحقيق مآربَ أخرى...!!
*****
.. وقد برزَ لنا نوعان من الخطابات، خطاب قوميٌّ ثوريٌّ ينتهجُ تضخيم الأنا، وتسويق الوَهَم البطولي، وفي الوقت ذاته الإسقاط على الآخرين، ومِن المثيرِ للسُّخرية أنَّنا نرى الآنَ مظاهراتٍ بأسماء زعامات ولَّت، هتافاتٍ باسمها، وعويلًا على القضيَّة من بعدهم، مع أنَّ هذه الزَّعامات -في حياتها- لم تقدِّم شيئًا للقضيَّة، فلا هِي حرَّرت فلسطين، ولا استعادت القُدسَ، وكلُّ ما فعلته هو ظاهرةٌ صوتيةٌ لا أكثر.. (عنتريَّات جحور).
.. والخطابُ الثَّانِي هو الخطابُ الإِخوانيُّ، وهو خطابٌ شعبويٌّ يستثيرُ العواطفَ، يهيِّجُ الشعوبَ، ويستعدِيهَا على الحكَّام.
والخطابَان يكادَان يتلاقيَانِ في ذاتِ المشكاةِ...!!
*****
.. وانتقلتْ العنترياتُ الكلاميَّةُ إلى الشَّارع العربيِّ، فتجد خطبًا صاخبةً، وهتافاتٍ ومطالباتٍ بفتحِ الحدودِ، ولو حدثتْ ساعةُ جدٍ ربَّما لا تجد أحدًا.
وأستذكرُ موقفَ الرئيسَ الجزائريَّ بوضياف عام 1992، عندما سمع ضجيجًا في الشارع يطالبُونَ بتحرير فلسطين، وعندما أمرَ وزيرَ دفاعهِ بإحضارِ حافلاتٍ ونقلهم إلى فلسطين لم يلقَ أحدًا...!!
*****
.. وأخيرًا.. أستحضرُ قول سحيم بن أثيل:
(أنَا ابنُ جَلَا وطَلَّاعُ الثَّنَايَا
متَى أضعُ العمامةَ تَعرِفُونِي)
وأشاهدُ أقوامًا ينصبُون العمائمَ، ويرعِدُونَ ويُزبِدُونَ، وعندمَا حانتْ ساعةُ الحقيقةِ فضحتْ غزَّةُ عنتريَّةَ الجُحورِ...!!