كتاب
لنصنع حياة كبار السن
تاريخ النشر: 25 نوفمبر 2023 23:31 KSA
* يُحكَى أنَّ ذئبًا فتيًّا أنهكَ أهلَ قريةٍ بكثرةِ إغارته على أغنامِهم، واصلَ فعلَ ذلك حتَّى جاء اليوم الذي ترصَّدَ له أحدُهم، فطارده بعد أنْ فرَّ بفريسته، حتَّى وصل سفحَ جبلٍ قريب، فدخل إحدى المغارات، فانتظر الرَّجلُ خروجه، ولمَّا حانت الفرصةُ أطلق عليه النَّار فسقط قتيلًا.
*****
* لحظاتٌ، وتخرج من الغارِ ذئبةٌ هرمةٌ عمياءُ بالكاد تستطيعُ الزَّحف، اقتربتْ من جثَّة ذلك الذئب الشابِّ الذي يبدُو أنَّه ابنها، شمَّتها، تفقَّدتها، لتُدركَ بأنَّه قد لفظَ أنفاسه الأخيرة؛ فما كان منها إلَّا أنْ صرخت صرخةً مدوِّيةً اهتزَّ لها المكانُ، ومعه أركانُ ذلك الرَّجل، ثُمَّ احتضنت الجثَّةَ، وشهقت، وماتتْ!؛ لأنَّها أيقنتْ أنَّ مَن كان يمدُّها ويربطها بالحياة قد فارقَهَا!!.
*****
* تلك الحكاية تنادينا بأنْ نتفقد (كبارَ السنِّ) من أقاربنا وجيراننا، وذلك بأنْ نتعهدهم بالزيارةِ الدوريةِ، ولو مرة في الشهر، وبالمهاتفة ولو مرة واحدةً في الأسبوعِ، وأنْ نحرصَ على ملاطفتهم بالجلوس معهم، وجرهم للحديثِ عن واقعهم وذكرياتهم.
*****
* فصدِّقوني مثل تلك الزِّيارات والممارسات ستجعل تلك الفئة الغالية من مجتمعنا تستردُّ (إنسانيَّتها، وحياتها)، التي ربَّما تكون قد فَقَدَتْها، بتجاهل مَن حولها، وبإحساسها بالانقطاع عن مواصلة العيش، في زمنٍ ترى بأنَّه ليس لها، أو حُرِمَت فيه من الصحبةِ والأقرانِ.
*****
* أخيرًا، شريحةٌ واسعةٌ من كبار السنِّ في مجتمعنا تُعاني من العزلةِ، فهي غيرُ قادرةٍ على التكيُّف مع الإيقاع المتسارع لـ(الحاضر، ومستجدَّاته ونوعيَّة أحداثه)، وربما وصلَ الأمرُ -عند بعضها- لـ(محطَّة الاكتئابِ). فأرجوكم لنبادر بالتَّواصل الفاعل مع أولئك الطيِّبين؛ ففي حياتِهم لنا حياةٌ، وما نزرعُهُ معهم في شبابنا اليوم، نحصدُهُ في هَرَمِنا غدًا، ويبقى.. ما أروع أنْ نسعى دائمًا لصناعة (الإنسان) فيمن حولنا، بالعطاء واللَّمساتِ والمشاعرِ الدافئةِ الحانيةِ.. وسلامتكم.
*****
* لحظاتٌ، وتخرج من الغارِ ذئبةٌ هرمةٌ عمياءُ بالكاد تستطيعُ الزَّحف، اقتربتْ من جثَّة ذلك الذئب الشابِّ الذي يبدُو أنَّه ابنها، شمَّتها، تفقَّدتها، لتُدركَ بأنَّه قد لفظَ أنفاسه الأخيرة؛ فما كان منها إلَّا أنْ صرخت صرخةً مدوِّيةً اهتزَّ لها المكانُ، ومعه أركانُ ذلك الرَّجل، ثُمَّ احتضنت الجثَّةَ، وشهقت، وماتتْ!؛ لأنَّها أيقنتْ أنَّ مَن كان يمدُّها ويربطها بالحياة قد فارقَهَا!!.
*****
* تلك الحكاية تنادينا بأنْ نتفقد (كبارَ السنِّ) من أقاربنا وجيراننا، وذلك بأنْ نتعهدهم بالزيارةِ الدوريةِ، ولو مرة في الشهر، وبالمهاتفة ولو مرة واحدةً في الأسبوعِ، وأنْ نحرصَ على ملاطفتهم بالجلوس معهم، وجرهم للحديثِ عن واقعهم وذكرياتهم.
*****
* فصدِّقوني مثل تلك الزِّيارات والممارسات ستجعل تلك الفئة الغالية من مجتمعنا تستردُّ (إنسانيَّتها، وحياتها)، التي ربَّما تكون قد فَقَدَتْها، بتجاهل مَن حولها، وبإحساسها بالانقطاع عن مواصلة العيش، في زمنٍ ترى بأنَّه ليس لها، أو حُرِمَت فيه من الصحبةِ والأقرانِ.
*****
* أخيرًا، شريحةٌ واسعةٌ من كبار السنِّ في مجتمعنا تُعاني من العزلةِ، فهي غيرُ قادرةٍ على التكيُّف مع الإيقاع المتسارع لـ(الحاضر، ومستجدَّاته ونوعيَّة أحداثه)، وربما وصلَ الأمرُ -عند بعضها- لـ(محطَّة الاكتئابِ). فأرجوكم لنبادر بالتَّواصل الفاعل مع أولئك الطيِّبين؛ ففي حياتِهم لنا حياةٌ، وما نزرعُهُ معهم في شبابنا اليوم، نحصدُهُ في هَرَمِنا غدًا، ويبقى.. ما أروع أنْ نسعى دائمًا لصناعة (الإنسان) فيمن حولنا، بالعطاء واللَّمساتِ والمشاعرِ الدافئةِ الحانيةِ.. وسلامتكم.