كتاب

رياضة نجران.. تخطف الأنظار وتحقق البطولات

خلال الفترة الماضية، تداولت وسائل الإعلام المختلفة، لا سيما الرياضية منها، اسم نجران كثيراً، حيث حصل نادي نجران للصم وذوي الإعاقة على المركز الأول في مبادرة الحوكمة للنصف الثاني من العام 2023، التي أعلنت عنها وزارة الرياضة مؤخراً، نتيجة لحرص العاملين بالنادي على استيفاء المعايير التي حدّدتها الوزارة، للحصول على الدعم المباشر. كما فاز لاعب المنتخب السعودي للكاراتيه عبدالله آل سالم بالميدالية الذهبية أثناء مشاركة المنتخب السعودي للكاراتيه في بطولة آسيا، التي أقيمت في جمهورية كازاخستان.

هذه الإنجازات اللافتة لم تتحقق - بطبيعة الحال - بضربة حظ، ولم تأتِ من فراغ، بل كانت نتيجة طبيعية للتخطيط السليم والمتابعة الدقيقة، والرعاية التي يحظى بها الرياضيون في عموم أنحاء المملكة، والدعم الذي يجده الأبطال في كل المجالات، لرفع اسم السعودية عالياً في كافة المحافل الرياضية.


ولتأكيد حديثي السابق، تكفي الإشارة إلى أن نادي نجران لذوي الإعاقة حصد خلال السنين الماضية العديد من الجوائز المرموقة، التي تؤكد الاهتمام الكبير الذي تُوليه القيادة الرشيدة لهذه الفئة الغالية على قلوب الجميع، حيث تتنوَّع الألعاب الموجودة في النادي، لتشمل كافة ألعاب القوى، من رفع أثقال، ورمي القرص، ودفع الجلة، ورمي الرمح، والسباحة... وغير ذلك من الألعاب، حيث يضم النادي العديد من الأبطال من الجنسين الذين مثّلوا المملكة في منافسات إقليمية ودولية، وحقّقوا العديد من الإنجازات والمكاسب.

ويعود السبب الرئيسي للاهتمام الملحوظ الذي تمنحه القيادة الرشيدة لكافة الألعاب الرياضية، والعناية التي توليها لمن يُمثِّلون بلادنا في كافة المحافل الدولية، إلى أن الرياضة لم تَعُد مجرد منافسات ومسابقات، بل باتت تُمثِّل دبلوماسية متكاملة الأركان، وإحدى أبرز أدوات القوة الناعمة التي أصبحت صاحبة الكلمة العليا في عصرنا الحالي.


فالتغطية الإعلامية التي تُصاحب هذه المنافسات من وكالات الأنباء والصحف الإقليمية والعالمية؛ تجعل بلادنا في صدارة الاهتمامات العالمية، وهذا في حد ذاته يُعَدُّ مكسباً كبيراً، لأن القيام بحملة إعلامية بهذا الحجم يحتاج إلى عشرات الملايين من الدولارات، وحتى إذا تم إنفاق هذا المبلغ، فإن النتائج لن تكون عفوية وطبيعية. لذلك فإن الرياضة تمتلك قوة تأثير هائلة على الرأي العام، ستدفع محبي تلك المنافسات لمعرفة المزيد عن بلادنا، وهو ما يمكن استغلاله بصورة ذكية في الترويج للمناطق السياحية الضخمة التي نمتلكها، والمدن الذكية الحديثة التي يجري إنشاؤها، مثل نيوم وغيرها.

كما يمكن استخدام هذه النافذة الجديدة كذلك للتعريف بالمملكة، وتسليط الضوء على واقعها وحقيقتها، وتفنيد الحملات الظالمة التي تتعرض لها من بعض الدوائر المعادية، وتقديم صورة حقيقية عن إسهامها الحضاري والثقافي الذي قدمته للإنسانية خلال القرون الماضية، وقدرة شعبها على الانفتاح والتعامل الإيجابي مع العالم أجمع.

هذا النوع الجديد من التعامل، أفردت له رؤية المملكة 2030 حيزاً كبيراً في كافة محاورها، حيث دعت للانفتاح على الآخر، والتعاطي الإيجابي مع بقية العالم وتعريفه بإمكاناتنا وثقافتنا وتقاليدنا الأصيلة. لذلك يمكن القول بصدق: إن تلك الرؤية كسرت حاجز المألوف، وجاءت بأفكار عصرية مستحدثة، وفتحت آفاقاً واسعة، وركّزت على زيادة التواصل مع الآخرين، وعملت على تفعيل أدوات القوة الناعمة التي هي أقصر الطرق للوصول إلى قلوب الآخرين، وأقلها تكلفة.

إن كانت هناك كلمات شكر ينبغي أن تُقال فهي في حق الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد، أمير منطقة نجران، الذي ظل على الدوام يُقدِّم الدعم للرياضة والرياضيين، ويشد من أزرهم، ويحرص على تشجيعهم وتذليل الصعوبات التي تعترض طريقهم، ويبادر إلى استقبالهم بمكتبه -رغم تعدد مشغولياته ومسؤولياته- وذلك إيماناً بالدور الذي يقومون به.

هذا الجهد المبارك جعله قريباً إلى قلوب شباب المنطقة بمثلما هو قريب لبقية مواطنيها، لما يقوم به من جهودٍ مشكورة يستحق عليها الشكر والثناء.

أخبار ذات صلة

حتى أنت يا بروتوس؟!
حراك شبابي ثقافي لافت.. وآخر خافت!
الأجيال السعودية.. من العصامية إلى التقنية الرقمية
فن الإقناع.. والتواصل الإنساني
;
عن الاحتراق الوظيفي!
سقطات الكلام.. وزلات اللسان
القطار.. في مدينة الجمال
يومان في باريس نجد
;
فن صناعة المحتوى الإعلامي
الإدارة بالثبات
أرقام الميزانية.. تثبت قوة الاقتصاد السعودي
ورود
;
حان دور (مؤتمر يالطا) جديد
الحضارة والتنمية
خط الجنوب وإجراء (مأمول)!
الشورى: مطالبة وباقي الاستجابة!!