كتاب

تضحيات الإخوة الثمانية!!

الحرب العالميَّة الأولى، أو (الحرب العُظمى)، التي تمَّ الاحتفال بمرور مئة عام على نهايتها قبل حوالى ست سنوات، حرقت البشر، ودمَّرت الحجر، وأكلت الأخضر واليابس. شهدت هذه الحرب معارك طاحنة بين ملايين من النَّاس حول العالم، منهم آلاف من الأخوة والأقارب والأشقَّاء الذين كانوا يقاتلون دفاعًا عن بلدانهم، لكنَّ إحدى العوائل وهي عائلة «ثوماس وإليزا» البريطانيَّة التي لها تضحيات كبيرة واستثنائيَّة، حيث قدَّمت ثمانية من أبنائها للمشاركة في القتال دفاعًا عن شرفهم ووطنهم.

في صيف عام 1914م، أعلنت بريطانيا الحرب على ألمانيا، وكانت بريطانيا في تلك الفترة في حاجة لتجهيز جيش ضخم للدفاع عن الإمبراطوريَّة، وأعلن وزير الحربيَّة في تلك الفترة «اللورد كيتشنر»، التعبئة العامَّة، ووجَّه نداءً مباشرًا إلى رجال ونساء بريطانيا للانضمام إلى الجيش البريطانيِّ.


كانت عائلة «ثوماس وإليزا» مهتمَّة كبقيَّة الأُسر البريطانيَّة في تلك الفترة، لذلك قرَّر ثمانية من أبنائها تتراوح أعمارهم ما بين (20) و(43) عامًا، الانخراط طواعيةً في الجيش والقتال دفاعًا عن وطنهم وأمتهم.

وبعد توقُّف القتال، وانتهاء «الحرب العُظمى» عام 1918م، عاد الأخوة إلى عائلاتهم، وحصلُوا على تكريم نظير مشاركتهم في القتال دفاعًا عن بلدهم وما قدموه لها.


الغريب أنَّ العائلة فقدت ابنًا واحدًا فقط من أبنائها الثَّمانية اسمه «ثوماس وليام» في إحدى المعارك على الجبهة الفرنسيَّة، وكان في الثَّامنة والثَّلاثين من العمر، والمثير في الأمر أنَّ جميع أبنائها الذين شاركوا في القتال، تطوَّعوا بإرادتهم بدون ضغوط، وشاركوا الجيش البريطاني في معارك الحرب العالمية الأولى.

هذا الموقف النَّادر والشُّجاع من هذه العائلة، دفع المجلس الاستشاريِّ الخاص بالملك «جورج الخامس» في عام 1945م، لتقديم الشُّكر والثَّناء لهذه العائلة جرَّاء ما قدَّمته من تضحيات، وذلك بتقديم أبنائها للدِّفاع عن مملكة بريطانيا، والمشاركة في الحرب العالميَّة الأولى.. وجاء في محتوى الكتاب الشُّكر الذي وقَّعه أمين المجلس: «إنَّ الملك جورج الخامس استمع باهتمام كبير عن تضحيات الأخوة الثَّمانية»، وأضاف: «بناءً على توصية ملكيَّة أودُّ أنْ أنقل لكم تهنئة الملك، والتَّأكيد على أنَّ جلالته يقدِّر كثيرًا الرُّوح الوطنيَّة التي تتجسَّد في هذا النموذج، من عائلة واحدة، للتَّضحية والولاء لصاحب الجلالة والإمبراطوريَّة، وتكريمهم كنجوم في المجتمع من صاحب الجلالة؛ لأنَّهم تطوَّعوا جميعًا بإرادتهم في القتال، إنَّه شيءٌ مذهلٌ».

احتفظت العائلةُ بالرِّسالة الملكيَّة، ووضعتها في إطار مع صور الأشقَّاء الثَّمانية، وتوارثتها أجيالُ العائلة التي تقيم في مدينة بيرمنجهام البريطانيَّة.

أخبار ذات صلة

اللغة الشاعرة
مؤتمر الأردن.. دعماً لوحدة سوريا ومستقبلها
الجهات التنظيمية.. تدفع عجلة التنمية
الاستثمار في مدارس الحي
;
معرض جدة للكتاب.. حلَّة جديدة
«حركية الحرمين».. إخلاص وبرامج نوعية
دموع النهرين...!!
الجمال الهائل في #سياحة_حائل
;
عقيقة الكامخ في يوم العربيَّة
قُول المغربيَّة بعشرةٍ..!!
في رحاب اليوم العالمي للغة العربية
متحف للمهندس
;
وقت الضيافة من حق الضيوف!!
السرد بالتزييف.. باطل
عنف الأمثال وقناع الجَمال: قلق النقد ويقظة الناقد
مزايا مترو الرياض