كتاب
هل ستتغير المنظمات الدولية.. وكيف؟!
تاريخ النشر: 19 ديسمبر 2023 23:11 KSA
أقامت الجمعيَّة السعوديَّة لكُتَّاب الرَّأي الأربعاء ١٣ ديسمبر ٢٠٢٣م لقاءً مميَّزًا بجدَّة، وكان المتحدِّث د.زياد عبدالله الدريس -الذي شغل منصب المندوب الدَّائم للمملكة لدى منظَّمة اليونسكو من ٢٠٠٦ إلى ٢٠١٦م- له إسهاماتٌ في إدخال الكثير من تراث المملكة ضمن التُّراث العالميِّ مثل: مدائن صالح، وحي طريف، وجدَّة التاريخيَّة، بل وإدخال اللغة العربيَّة ضمن نشاطات المنظَّمة بدعم من مؤسَّسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز لتعزيز حضور اللغة العربيَّة في اليونسكو. وتأتي أهميَّة اللقاء وسط زخم الأحداث الجارية، في بحر متلاطم من المشكلات الجيوسياسيَّة والعسكريَّة، ودون حلول جذريَّة، وكان عنوان اللقاء لافتًا وهو: (المنظَّمات الدوليَّة هل ستتغيَّر؟).
وكما هو متوقَّع، كان اللقاء ثريًّا وممتعًا مع شخصيَّة تحمل همَّ الأمَّة، وتدير العمل بحنكة السياسيِّ، ورجل الدَّولةِ الذي يدافعُ عن كيان الوطن باتِّزان، وحسب التوجُّهات. وتناول موضوعات شيِّقة منها: كتاب (أحجار على ورقة الشَّطرنج)، للمؤلِّف (وليام جاي كار)، الضَّابط الكنديِّ الذي انضمَّ إلى البحريَّة الأمريكيَّة عندما بدأت الحربُ العالميَّة الأولى، وبالرغم من وصوله لرُتب عسكريَّة عالية، ظلَّ يُواصل دراسته لأبعاد المؤامرة اليهوديَّة الكُبْرَى؛ فالكتابُ وثيقةُ الإدانةِ الأقوى التي تكشف المؤامرة الصهيونيَّة على العالم، وإخضاعه لليهود كلعبةِ الشَّطرنج، يُوجِّهونهم حسب إرادتهم ومصالحهم السياسيَّة. وكان الكتابُ صوتَ نذيرٍ لعقلاءِ العالم؛ كي يتَّحدُوا ضدَّ قوى الشرِّ العالميَّة. ومات المؤلِّفُ في ظروفٍ غامضةٍ!.
والكتابُ الثَّاني (لعبةُ الأُمم)، للمؤلِّف (مايلز كوبلاند ١٩٦٩م) العميلِ الأمريكيِّ في المخابرات المركزيَّة الأمريكيَّة؛ ويكشف الكتابُ عن أسرار دبلوماسيَّة، وما وراء الكواليس لكثير من الأنظمة التي أصبحت تُحرِّكها «CIA»، وبدعم من الصهيونيَّة العالميَّة، وكُتبت الكثير من المقالات حوله، وتُرجم لعدَّة لغات منها العربيَّة. وأعتقدُ أنَّ الكتابين صدرا بعد كتاب (بروتوكولات زعماء صهيون) للمؤلِّف (ماثيو جوفينسكي)، وهو مخبرٌ في الشُّرطةِ القيصريَّةِ الروسيَّةِ، والذي تحدَّث عن خطَّة اليهودِ في غزو العالم، والسَّيطرة عليه في بداية القرن الماضي، حيثُ واجهت ألمانيا صعوباتٍ اقتصاديَّةً كُبْرَى؛ ممَّا جعل (هتلر) يربطُ بينها وبين مخطط اليهود للسَّيطرة على العالم، ولعلَّ «الهولوكوست» قامت على التخلُّص منهم قبل أن يجهزُوا على العالم.
ولأنَّه أصبح في المنظَّمات الدوليَّة كوادرُ وشخصيَّاتٌ عربيَّةٌ، فقدْ أُدخل التُّراثُ الفلسطينيُّ ضمن التُّراث العالميِّ، وتمَّ تأسيس مكتبٍ لليونسكو في رام الله، منذُ عهد ياسر عرفات لرعاية (التَّربية والتَّعليم والثَّقافة والعلوم والاتِّصال)، ولكنْ لم تلبثْ أنْ انسحبت الولايات المتَّحدة وإسرائيل من المنظَّمة، بحجَّة انحيازها ضدَّ إسرائيل، فلمْ تُشرْ أيٌّ من تقاريرها أنَّ التُّراث يهوديٌّ، بينما أعلنت (٣ مواقع) للتُّراث العالميِّ ضمن الأراضي الفلسطينيَّة؛ ولذلك لم يعدْ لهما حقٌّ في التَّصويت في قرارات اليونسكو، لأنَّهما لم يدفعا المبالغ المستحقَّة عليهما احتجاجًا على منح العضويَّة الكاملة للفلسطينيِّين.
من الجميل الإشارة أيضاً إلى إدخال التراث الإسلامي غير المادي إلى منظمة اليونسكو، ومنها العالم المسلم ابن الهيثم وكتابه: (المناظر)، الذي تعتمد عليه دراسات الفيزياء في العالم أجمع، في علم الضوء، وابتكارات الكاميرا.
الطريف أيضًا إدراج وضع العالم كملعب، والتَّعليق: «المنظَّمات الدوليَّة ليست لعبةً، ولكنَّها ملعبٌ».. وأنَّ هناك المرمى الأمريكيَّ من جانب، والمرمى الروسيَّ من جانب آخر، ودول ما بين مدافع ومهاجم، وتبقى السعوديَّة في وسط الملعبْ، لا تهاجم ولا تدافع، للتَّعبير عن السياسة المعتدلة القائمة على احترام الشُّعوب، وعدم التدخُّل في شؤون أيِّ دولة، وأنْ مصالحها تبقى الأولى والبعيدة عن لُعبة الأمم.
نعود للبِّ القضيَّة في اللقاء: هل ستتغيَّر المنظَّمات الدوليَّة؟، وكان الجواب من سعادته أنَّها لن تتغيَّر لعوامل متنوِّعة. فالأمم المتَّحدة أُنشِئت بعد الانتصار في الحرب العالميَّة الثَّانية، وفي أرض المنتصر، وأمريكا هي صاحبة النُّفوذ، وأعلى مساهمة في ميزانيَّة الدُّول العشر، حيث تدفع 27.89% من ميزانيَّة الأمم المتَّحدة، تلك المميِّزات أعطتها مع أربع دول أُخْرَى حقَّ النَّقض «الفيتو» لأيِّ قرارات عالميَّة. ومنذ ١٩٤٥ وحتَّى الآن، ونحن نعيشُ تحت وطأة القانون العالميِّ الذي يفرضه (المنتصرُونَ)، وهناك أكثرُ من (٤٠ قرارًا أمريكيًّا «فيتو») ضدَّ فلسطين فقط! لذلك -ومن وجهة نظري- فإنَّ وصف غوتيرش مجلس الأمن بأنَّه (مشلولٌ) وصفٌ حقيقيٌّ.
ولكنَّ السُّؤال الذي طرحته، ولم أجد له جوابًا شافيًا: ألا نستطيعُ تغيير شيءٍ من اللَّوائح والأنظمة في المنظَّمات الدوليَّة؟.
وسؤالي الآن: لماذا لا يكونُ حقُّ النَّقض «الفيتو» في يد الدُّول التي تعمل من خلال الدبلوماسيَّة المعتدلة في سياساتها مثل: السعودية، فلا انحياز لمركز غربيِّ أو شرقي، ولها ثقلها السياسي والاقتصادي، فهي الثانية عالميًّا بين دول مجموعة العشرين ضمن التقارير التنافسية الرقمية لعام ٢٠٢١، ومتسلحة بأسرع اقتصاديات مجموعة العشرين نموًّا في القضايا الجيوسياسيّة والأمنية والتنموية، وتمثل أكبر اقتصاد عربي، بإجمالي أكثر من تريليون دولار، وتحتل من حيث الأصول الاحتياطيَّة الأجنبيَّة للبنك المركزيِّ السعوديِّ بقيمة ٤٤٠ مليون دولار.
فالسعوديَّةُ أملُ العالمِ في التَّغيير؛ لضمانِ العدالةِ وحقوقِ الإنسانِ.
وكما هو متوقَّع، كان اللقاء ثريًّا وممتعًا مع شخصيَّة تحمل همَّ الأمَّة، وتدير العمل بحنكة السياسيِّ، ورجل الدَّولةِ الذي يدافعُ عن كيان الوطن باتِّزان، وحسب التوجُّهات. وتناول موضوعات شيِّقة منها: كتاب (أحجار على ورقة الشَّطرنج)، للمؤلِّف (وليام جاي كار)، الضَّابط الكنديِّ الذي انضمَّ إلى البحريَّة الأمريكيَّة عندما بدأت الحربُ العالميَّة الأولى، وبالرغم من وصوله لرُتب عسكريَّة عالية، ظلَّ يُواصل دراسته لأبعاد المؤامرة اليهوديَّة الكُبْرَى؛ فالكتابُ وثيقةُ الإدانةِ الأقوى التي تكشف المؤامرة الصهيونيَّة على العالم، وإخضاعه لليهود كلعبةِ الشَّطرنج، يُوجِّهونهم حسب إرادتهم ومصالحهم السياسيَّة. وكان الكتابُ صوتَ نذيرٍ لعقلاءِ العالم؛ كي يتَّحدُوا ضدَّ قوى الشرِّ العالميَّة. ومات المؤلِّفُ في ظروفٍ غامضةٍ!.
والكتابُ الثَّاني (لعبةُ الأُمم)، للمؤلِّف (مايلز كوبلاند ١٩٦٩م) العميلِ الأمريكيِّ في المخابرات المركزيَّة الأمريكيَّة؛ ويكشف الكتابُ عن أسرار دبلوماسيَّة، وما وراء الكواليس لكثير من الأنظمة التي أصبحت تُحرِّكها «CIA»، وبدعم من الصهيونيَّة العالميَّة، وكُتبت الكثير من المقالات حوله، وتُرجم لعدَّة لغات منها العربيَّة. وأعتقدُ أنَّ الكتابين صدرا بعد كتاب (بروتوكولات زعماء صهيون) للمؤلِّف (ماثيو جوفينسكي)، وهو مخبرٌ في الشُّرطةِ القيصريَّةِ الروسيَّةِ، والذي تحدَّث عن خطَّة اليهودِ في غزو العالم، والسَّيطرة عليه في بداية القرن الماضي، حيثُ واجهت ألمانيا صعوباتٍ اقتصاديَّةً كُبْرَى؛ ممَّا جعل (هتلر) يربطُ بينها وبين مخطط اليهود للسَّيطرة على العالم، ولعلَّ «الهولوكوست» قامت على التخلُّص منهم قبل أن يجهزُوا على العالم.
ولأنَّه أصبح في المنظَّمات الدوليَّة كوادرُ وشخصيَّاتٌ عربيَّةٌ، فقدْ أُدخل التُّراثُ الفلسطينيُّ ضمن التُّراث العالميِّ، وتمَّ تأسيس مكتبٍ لليونسكو في رام الله، منذُ عهد ياسر عرفات لرعاية (التَّربية والتَّعليم والثَّقافة والعلوم والاتِّصال)، ولكنْ لم تلبثْ أنْ انسحبت الولايات المتَّحدة وإسرائيل من المنظَّمة، بحجَّة انحيازها ضدَّ إسرائيل، فلمْ تُشرْ أيٌّ من تقاريرها أنَّ التُّراث يهوديٌّ، بينما أعلنت (٣ مواقع) للتُّراث العالميِّ ضمن الأراضي الفلسطينيَّة؛ ولذلك لم يعدْ لهما حقٌّ في التَّصويت في قرارات اليونسكو، لأنَّهما لم يدفعا المبالغ المستحقَّة عليهما احتجاجًا على منح العضويَّة الكاملة للفلسطينيِّين.
من الجميل الإشارة أيضاً إلى إدخال التراث الإسلامي غير المادي إلى منظمة اليونسكو، ومنها العالم المسلم ابن الهيثم وكتابه: (المناظر)، الذي تعتمد عليه دراسات الفيزياء في العالم أجمع، في علم الضوء، وابتكارات الكاميرا.
الطريف أيضًا إدراج وضع العالم كملعب، والتَّعليق: «المنظَّمات الدوليَّة ليست لعبةً، ولكنَّها ملعبٌ».. وأنَّ هناك المرمى الأمريكيَّ من جانب، والمرمى الروسيَّ من جانب آخر، ودول ما بين مدافع ومهاجم، وتبقى السعوديَّة في وسط الملعبْ، لا تهاجم ولا تدافع، للتَّعبير عن السياسة المعتدلة القائمة على احترام الشُّعوب، وعدم التدخُّل في شؤون أيِّ دولة، وأنْ مصالحها تبقى الأولى والبعيدة عن لُعبة الأمم.
نعود للبِّ القضيَّة في اللقاء: هل ستتغيَّر المنظَّمات الدوليَّة؟، وكان الجواب من سعادته أنَّها لن تتغيَّر لعوامل متنوِّعة. فالأمم المتَّحدة أُنشِئت بعد الانتصار في الحرب العالميَّة الثَّانية، وفي أرض المنتصر، وأمريكا هي صاحبة النُّفوذ، وأعلى مساهمة في ميزانيَّة الدُّول العشر، حيث تدفع 27.89% من ميزانيَّة الأمم المتَّحدة، تلك المميِّزات أعطتها مع أربع دول أُخْرَى حقَّ النَّقض «الفيتو» لأيِّ قرارات عالميَّة. ومنذ ١٩٤٥ وحتَّى الآن، ونحن نعيشُ تحت وطأة القانون العالميِّ الذي يفرضه (المنتصرُونَ)، وهناك أكثرُ من (٤٠ قرارًا أمريكيًّا «فيتو») ضدَّ فلسطين فقط! لذلك -ومن وجهة نظري- فإنَّ وصف غوتيرش مجلس الأمن بأنَّه (مشلولٌ) وصفٌ حقيقيٌّ.
ولكنَّ السُّؤال الذي طرحته، ولم أجد له جوابًا شافيًا: ألا نستطيعُ تغيير شيءٍ من اللَّوائح والأنظمة في المنظَّمات الدوليَّة؟.
وسؤالي الآن: لماذا لا يكونُ حقُّ النَّقض «الفيتو» في يد الدُّول التي تعمل من خلال الدبلوماسيَّة المعتدلة في سياساتها مثل: السعودية، فلا انحياز لمركز غربيِّ أو شرقي، ولها ثقلها السياسي والاقتصادي، فهي الثانية عالميًّا بين دول مجموعة العشرين ضمن التقارير التنافسية الرقمية لعام ٢٠٢١، ومتسلحة بأسرع اقتصاديات مجموعة العشرين نموًّا في القضايا الجيوسياسيّة والأمنية والتنموية، وتمثل أكبر اقتصاد عربي، بإجمالي أكثر من تريليون دولار، وتحتل من حيث الأصول الاحتياطيَّة الأجنبيَّة للبنك المركزيِّ السعوديِّ بقيمة ٤٤٠ مليون دولار.
فالسعوديَّةُ أملُ العالمِ في التَّغيير؛ لضمانِ العدالةِ وحقوقِ الإنسانِ.