كتاب
جاهلية الحاضر أشد ظلامًا!!
تاريخ النشر: 20 ديسمبر 2023 23:36 KSA
* بالأَمسِ غيرِ البعيدِ كان هناك فئاتٌ من المجتمع يخجلُ فيها الإنسانُ من ذكر اسم أُمِّه؛ باعتباره من الأسرارِ، بل كان الأطفالُ يُربَّون على أنَّ إظهارَهُ والتلفُّظ به أمام الرِّجال الغُرباء من العيب، الذي الوقوع فيه يستلزمُ العقاب، مرَّت السنون، وتجاوز مجتمعنا تلك المرحلة من الجهل.
*****
* ولكنْ -وللأسفِ الشديدِ- جاءت اليومَ مرحلةٌ أكثرُ جاهليَّةً، وأشدُّ كآبةً وظلامًا؛ فمع ظهور مواقع التَّواصل الحديثةِ، بَحْث المغرمُونَ بها عن المزيدِ من المتابعين والمتوترين؛ ولذا فقد أسقطُوا الحدود والحواجز عن حياتهم الخاصَّة، وفتحوا أبوابها ونوافذها أمام العالم!
*****
* فهناك المفتونونَ بالشهرة، فهم يتحدثون صباح مساء بالصوت والصورة عن تفاصيل يومهم، من ساعات الفجر حتى المبيت، «أكلهم، شربهم، زياراتهم، صلاتهم، صيامهم»، وهم في بيوتهم، أو في المسجد، في السيارة، ولم يبق إلا في (...)؛ ولهؤلاء اركدوا وارتاحوا، والله لا أحد يهتم لأمركم، ومَن تابع صدفة سيرسم تلك الابتسامات الساخرة على محياه، وهو يردد: (وأنا وش دخلني)!!
*****
* أمَّا الأدهى والأمرُّ، فأولئك الذين جَفَّ ماءُ الحياءِ من وجوههم، فهم ينشرُونَ على الملأ أدقَّ مشاهدِ خصوصيَّاتهم الأُسريَّة، حتَّى وصل الأمرُ ببعضهم إلى الاستهزاء بـ»زوجاتِهم، أزواجِهم، أطفالِهم» أو وضعهم في مواقفَ محرجةٍ، أو فيها عنفٌ، وكلُّ ذلك استجداءً لضحكات المتابعين، والأكثر ألمًا هناك نسوةٌ وفتياتٌ يُنشرنَ صورًا ومقاطعَ لهنَّ، وهُنَّ يُدركنَ جيِّدًا أنَّه يمكن التَّلاعب في تلك الصور والمقاطع، ليصبحنَ بعدها في مرمى الابتزازِ، أو أنْ يفقدنَ حياتهُنَّ حقيقةً، أو يبقينَ في وجودٍ أرحم منه العدمُ!
*****
* فالفئة الأولى أدعوهم وأرجوهم أنْ يعودُوا إلى حكمة آبائهم وأمهاتهم ورزانتهم، وأنْ يدركُوا أنَّ مَن يصنع صورةَ الإنسان الإيجابيَّة هي أفعالُه الطَّيبة الملموسة في خدمة دينه، ثمَّ مجتمعه ووطنه، وليست أقواله، أو ثناءه المستمر على نفسه، بالعبارات والمرئِيَّات والأبيات الشعريَّة المسروقة!
*****
* أمَّا الفئة الثَّانية؛ فلأنَّهم قد فقدُوا رشدهم، فأرى أنَّ يُعرضوا على أطباء نفسيِّين، فإن كانوا مرضى، ادخلوا المشافي المتخصِّصة، وإنْ كانوا أصحَّاء، فأتمنَّى أنْ يكون هناك قانون يفرضوا عليهم الحجر، ومنعهم من استخدام مواقع التواصل؛ فهم لا يسيئون لأنفسهم فقط، بل لأبنائهم، أو أفراد عائلاتهم الذين يتأذُّون من تصرفاتهم، أو يخجلون منها، فهي مسبَّة في حقِّهم بين أقرانهم، وقد تؤثِّر على واقعهم إنْ كانُوا كبارًا، أو مستقبلهم إنْ كانوا صغارًا؛ (هذه نصيحة مُحِبٍّ فاعتبروا يا أولى الألبابِ)، وسلامتكم.
*****
* ولكنْ -وللأسفِ الشديدِ- جاءت اليومَ مرحلةٌ أكثرُ جاهليَّةً، وأشدُّ كآبةً وظلامًا؛ فمع ظهور مواقع التَّواصل الحديثةِ، بَحْث المغرمُونَ بها عن المزيدِ من المتابعين والمتوترين؛ ولذا فقد أسقطُوا الحدود والحواجز عن حياتهم الخاصَّة، وفتحوا أبوابها ونوافذها أمام العالم!
*****
* فهناك المفتونونَ بالشهرة، فهم يتحدثون صباح مساء بالصوت والصورة عن تفاصيل يومهم، من ساعات الفجر حتى المبيت، «أكلهم، شربهم، زياراتهم، صلاتهم، صيامهم»، وهم في بيوتهم، أو في المسجد، في السيارة، ولم يبق إلا في (...)؛ ولهؤلاء اركدوا وارتاحوا، والله لا أحد يهتم لأمركم، ومَن تابع صدفة سيرسم تلك الابتسامات الساخرة على محياه، وهو يردد: (وأنا وش دخلني)!!
*****
* أمَّا الأدهى والأمرُّ، فأولئك الذين جَفَّ ماءُ الحياءِ من وجوههم، فهم ينشرُونَ على الملأ أدقَّ مشاهدِ خصوصيَّاتهم الأُسريَّة، حتَّى وصل الأمرُ ببعضهم إلى الاستهزاء بـ»زوجاتِهم، أزواجِهم، أطفالِهم» أو وضعهم في مواقفَ محرجةٍ، أو فيها عنفٌ، وكلُّ ذلك استجداءً لضحكات المتابعين، والأكثر ألمًا هناك نسوةٌ وفتياتٌ يُنشرنَ صورًا ومقاطعَ لهنَّ، وهُنَّ يُدركنَ جيِّدًا أنَّه يمكن التَّلاعب في تلك الصور والمقاطع، ليصبحنَ بعدها في مرمى الابتزازِ، أو أنْ يفقدنَ حياتهُنَّ حقيقةً، أو يبقينَ في وجودٍ أرحم منه العدمُ!
*****
* فالفئة الأولى أدعوهم وأرجوهم أنْ يعودُوا إلى حكمة آبائهم وأمهاتهم ورزانتهم، وأنْ يدركُوا أنَّ مَن يصنع صورةَ الإنسان الإيجابيَّة هي أفعالُه الطَّيبة الملموسة في خدمة دينه، ثمَّ مجتمعه ووطنه، وليست أقواله، أو ثناءه المستمر على نفسه، بالعبارات والمرئِيَّات والأبيات الشعريَّة المسروقة!
*****
* أمَّا الفئة الثَّانية؛ فلأنَّهم قد فقدُوا رشدهم، فأرى أنَّ يُعرضوا على أطباء نفسيِّين، فإن كانوا مرضى، ادخلوا المشافي المتخصِّصة، وإنْ كانوا أصحَّاء، فأتمنَّى أنْ يكون هناك قانون يفرضوا عليهم الحجر، ومنعهم من استخدام مواقع التواصل؛ فهم لا يسيئون لأنفسهم فقط، بل لأبنائهم، أو أفراد عائلاتهم الذين يتأذُّون من تصرفاتهم، أو يخجلون منها، فهي مسبَّة في حقِّهم بين أقرانهم، وقد تؤثِّر على واقعهم إنْ كانُوا كبارًا، أو مستقبلهم إنْ كانوا صغارًا؛ (هذه نصيحة مُحِبٍّ فاعتبروا يا أولى الألبابِ)، وسلامتكم.