كتاب

صناعة النجاح الحقيقي وتحقيق الأحلام

في بداية كلِّ عامٍ يقبلُ علينا، ونحنُ على قيد الحياة، مازال لدينا الشَّغف بتحقيق مزيدٍ من الأحلام، ونطمح لمزيدٍ من الإنجازات على المستوى الشخصيِّ والمهنيِّ والوطنيِّ.

في جلسةٍ حواريَّةٍ مع الأطفال، وهي التجربةُ الأولى لي في حياتي المهنيَّة، رأيتُ البريقَ في عيون جيل المستقبل، ملهمةً وتعطينِي رسائل إيجابيَّة، وطاقة قويَّة جدًّا، استفدتُ منها أكثر ممَّا توقَّعتُ قبل البدء في هذه التجربة الفريدة من نوعها. فعالم الطفولة عالمٌ عجيبٌ يستحقُّ أنْ تستثمر كلَّ لحظةٍ من حياتك من أجل فهمه والتَّعايش معه، وأنْ تعيش من جديد تفاصيل دقيقة قد تمرُّ على البعض مرورَ الكرام، ولكنَّها مؤثِّرة في مستقبل الإنسان.


في البدءِ، وعند الإطلالةِ الأولى لكَ كمعلمٍ ومتحدِّثٍ أو محاضرٍ ومحاورٍ وضيفٍ على أناسٍ يلتقون بكَ لأوَّل مرَّة هناك رهبةُ الموقف والمكان، وما أروع تلك القلوب التي احتضنتْ وجودي بينهم، وألهمتني بالأفكارِ والذِّكريات والقصص البسيطة التي وصلتْ وبسرعةٍ لعقول هؤلاء الأطفال، واستشهدتُ بأجندتِي الجديدةِ لعام 2024 أمام هذا التجمُّع الطُّفولي بأنَّ مَن لا يكتب خطَّته على الورق، لن يستطيع متابعة تنفيذ وتحقيق أهدافه وأحلامه، وستكون كلامًا يطيرُ في الهواء كطائرةٍ ورقيَّةٍ نلعبُ بها، وينتهي دورها بمجرَّد انتهاء وقت اللُّعبة.

التَّخطيطُ علمٌ وفنٌّ ومهارةٌ وإيمانٌ بأنَّ المستقبل الذي نعيش حاضره اليوم، قائمٌ على العلم والمعرفة، والوطن يريد منا جميعًا جيلًا مثقفًا متسلِّحًا بأدوات العصر، ومن أهمِّها العلمُ، واكتسابُ المهارات، وتحقيقُ مخرجات تعليميَّة عالية الجودة.


الجلسة الحواريَّة كانت بعنوان التَّعليم في رؤية 2030، ومستقبل جيل الغد الواعد، مع طلاب وطالبات المرحلة الابتدائية، وبحضور منسوبات المدرسة من معلِّمات وإداريَّات، كان حوارًا ثريًّا، وتفاعلًا قويًّا، ومشاركةً استثنائيَّةً من قِبل الجميع، من أصغر طفل وطفلة حتَّى وصل الحوار قمَّته مع المنسوبات، اطمأن قلبِي لمستقبلِ وطني بهذا الجيل الطَّموح الشَّغوف بالعلم والفكر، والذي يعرف جيدًا مفردات الرُّؤية الوطنيَّة، وماذا يريد منَّا قادتُنا العظماءُ؟ وماذا يحتاجُ الوطنُ اليوم.

ما أجمل ان تتحول صروحنا التعليمية لساحات حوارية، تستشرف المستقبل المشرق، مع تعزيز القيم الكبرى، ومن أهمها قيمة العلم والوطنية والتقدير والاحترام والصدق والإخلاص في القول والعمل، فالقيم هي المحك الحقيقي الذي لابد أن نعمل جميعاً على غرسها في نفوس طلابنا وطالباتنا.

ختمتُ كلماتِي بأهميَّة المحافظةِ على هويَّتنا السعوديَّة المتميِّزة؛ لنكونَ نبراسًا يُحتذى به بين الأمم، علمًا، وفكرًا، وثقافةً، واحترامًا، وتعايشًا، وتسامحًا، ومحبةً، وحياءً، وحبًّا حقيقيًّا للأرض المباركة، وللإنسان؛ لنكون صنَّاع حضارة حقيقيَّة تبقى على مرِّ الأزمان.

لنخطِّط معًا كيف تكون أيامنا المقبلة أجمل، مع واقع جميل نستثمرُ كلَّ مقوِّمات النَّجاح والتَّفوق بمعايير جودة عالية، وبلغة الأرقام نرصدُ مخرجات تعليميَّة متفوِّقة تفتخرُ بها الأمم.

توقَّفتُ كثيرًا، وبمشاعر الفخر والاعتزاز بمنجزات طُلاب الهيئة الملكيَّة بينبع، وهم يحقِّقون الميداليات الذَّهبيَّة والفضيَّة والبرونزيَّة في مسابقة «موهبة 42» جائزة على مستوى المملكة في مسابقة بيبراس موهبة للمعلوماتية 2023.

كم هو رقم مميَّز يخبرنا أنَّ هناك تعليمًا نوعيًّا ورعايةً حقيقيَّةً لهؤلاء الطُّلاب، وبيئةً تعليميَّةً جاذبةً وقصصَ نجاحٍ مبهرةً تستحقُّ الإشادة والتَّعميم، وتُسطَّر في سجلَّات المنجزات الوطنيَّة، وهؤلاء هم جيلُ المستقبل الذي يُعوَّل عليهم بناء الحضارة السعوديَّة المتميِّزة.

أخبار ذات صلة

شهامة سعودية.. ووفاء يمني
(مطبخ) العنونة الصحفيَّة..!!
رؤية وطن يهزم المستحيل
ريادة الأعمال.. «مسك الواعدة»
;
هل يفي ترامب بوعوده؟
رياضة المدينة.. إلى أين؟!
جيل 2000.. والتمور
التراث الجيولوجي.. ثروة تنتظر الحفظ والتوثيق
;
قصَّة أوَّل قصيدة حُبٍّ..!
حواري مع رئيس هيئة العقار
الحسدُ الإلكترونيُّ..!!
مستشفى خيري للأمراض المستعصية
;
الحُب والتربية النبوية
سلالة الخلايا الجذعية «SKGh»
التسامح جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع
التقويم الهجري ومطالب التصحيح