كتاب
أينما «طل» هطل!!
تاريخ النشر: 14 يناير 2024 22:44 KSA
لكلِّ إنسانٍ «طلَّةٌ» تميِّزه عن غيره، وهي جزءٌ من تعبير جيناته المغموسة في نواته، والملموسة في حياته، ولا يمكن تغييرها أو استبدالها كقطع غيار بيولوجيٍّ مثل ما هو معمول به في زراعة الأعضاء، حيث يمكن أنْ تزرعَ كلية، أو قرنيَّة، أو حتَّى كبد، أو قلب، لكن هنا في الطلَّة، طلَّة الوجه وطلعته، لا يمكن أنْ تسبر أغوار جيناته فتغيِّرها، ولا تدرك أين هي كروموسوماته فتستبدلها، إنَّها معنويَّة ذاتيَّة، مُعبَّر عنها بطلَّة بهيَّة، أو طلَّة غير سويَّة؛ لأنَّها من أعماق أعماق النِّواة اللامرئيَّة من الكروموزومات البعيدة، ومن فتيل الجينات المحلِّقة والمتعلِّقة بسلالم الـ»DNA».
فالطلة ليست فقط بيولوجية محضة، بل إنها مرتبطة بالروح، والروح من أمر ربي، ومن هنا يأتي قولنا روحه جميلة، ونفسه حلوة، وطلته بهية، بعكس إنسان آخر نصفه بأن روحه ثقيلة، ونفسه على طرف خشمه، وطلته سودة، ولا نرغب في رؤيته.
وهناك مَن إذَا طلَّ أبهجَ الرُّوحَ بطلَّته، وإذا ظهرَ أبهرَ النَّاس بنظرتِهِ كأنَّما أرسلَ إليك من قلبِهِ باقةَ حُبٍّ، ومنحكَ من حياتِهِ قطفةَ وردٍ، وأمدَّكَ من روحه نسمةَ عطرٍ، ومثل هذا أينمَا طلَّ هطلَ كالرِّيح التي تسبق المطرَ، تحمل بين يدها النِّسمات، وبين جنبيها الرَّحمات وسمَّاها اللهُ -سبحانه وتعالى- في كتابه المبشِّرات، وكذا إذا عُرف شخصٌ بين النَّاس أنَّه يحملُ الخيرَ لهم، وكلُّ مَن رآهُ حازَ منه سعادةً وخيرًا ورضا، أو فاز من إشراقة طلَّته بنور وضياء وابتهاج، مثل هذا ليس بودِّكَ أنْ يفارقكَ خاصَّةً إذا كان كلامه شهدًا وعسلًا يسري في روح مَن يحدِّثه كبلسمٍ شافٍ، لا تستهينُوا بالطلَّة، ولا بما تحتويه من إشراقات التي أوَّلها الابتسامة، والكلمة الحلوة ثانيها، وبشاشة الوجه ثالثها، وتدفُّق الحنان رابعها، والعطف خامسها، وهكذا مَن يملكْ طلَّةً يحبُّها النَّاس تتميَّز بأنْ ينتظر منها أن تهطلَ بالمطر الغنيِّ بالحبِّ والحيويَّة، يسقي بها نفوسًا عطشَى، وأرواحًا ظمأى، ويسعد بها حياة الآخرين، ويُؤجر بها عند ربِّ العالمين، إنَّها الطلَّة الممطرة، التي تصلُ إلى الأرواح عبر غمام النُّفوس الطيِّبة والطَّاهرة، والأيدي المتوضئة، والقلوب النقيَّة، والعقول السويَّة؛ لتحطَّ على الأراضي الخصبة التي تتعلَّق بكلِّ مؤثِّرٍ إيجابيِّ في الحياة، وأُولى المؤثِّرات الإيجابيَّة في الحياة هي الطلَّات الهاطلة من الوجوه التقيَّة النقيَّة، كما قال عليه الصلاة السَّلام في الحديث الصحيح: «أفضلُ النَّاسِ كلُّ مخمومِ القلبِ، صَدوقِ اللِّسانِ، قالُوا صدوقُ اللِّسانِ نعرفُهُ، فما مخمومُ القلبِ؟ قال: التّّقيُّ النَّقيُّ، لا إثمَ فيه، ولا بَغيَ، ولا غِلَّ، ولا حَسَدَ».
فالطلة ليست فقط بيولوجية محضة، بل إنها مرتبطة بالروح، والروح من أمر ربي، ومن هنا يأتي قولنا روحه جميلة، ونفسه حلوة، وطلته بهية، بعكس إنسان آخر نصفه بأن روحه ثقيلة، ونفسه على طرف خشمه، وطلته سودة، ولا نرغب في رؤيته.
وهناك مَن إذَا طلَّ أبهجَ الرُّوحَ بطلَّته، وإذا ظهرَ أبهرَ النَّاس بنظرتِهِ كأنَّما أرسلَ إليك من قلبِهِ باقةَ حُبٍّ، ومنحكَ من حياتِهِ قطفةَ وردٍ، وأمدَّكَ من روحه نسمةَ عطرٍ، ومثل هذا أينمَا طلَّ هطلَ كالرِّيح التي تسبق المطرَ، تحمل بين يدها النِّسمات، وبين جنبيها الرَّحمات وسمَّاها اللهُ -سبحانه وتعالى- في كتابه المبشِّرات، وكذا إذا عُرف شخصٌ بين النَّاس أنَّه يحملُ الخيرَ لهم، وكلُّ مَن رآهُ حازَ منه سعادةً وخيرًا ورضا، أو فاز من إشراقة طلَّته بنور وضياء وابتهاج، مثل هذا ليس بودِّكَ أنْ يفارقكَ خاصَّةً إذا كان كلامه شهدًا وعسلًا يسري في روح مَن يحدِّثه كبلسمٍ شافٍ، لا تستهينُوا بالطلَّة، ولا بما تحتويه من إشراقات التي أوَّلها الابتسامة، والكلمة الحلوة ثانيها، وبشاشة الوجه ثالثها، وتدفُّق الحنان رابعها، والعطف خامسها، وهكذا مَن يملكْ طلَّةً يحبُّها النَّاس تتميَّز بأنْ ينتظر منها أن تهطلَ بالمطر الغنيِّ بالحبِّ والحيويَّة، يسقي بها نفوسًا عطشَى، وأرواحًا ظمأى، ويسعد بها حياة الآخرين، ويُؤجر بها عند ربِّ العالمين، إنَّها الطلَّة الممطرة، التي تصلُ إلى الأرواح عبر غمام النُّفوس الطيِّبة والطَّاهرة، والأيدي المتوضئة، والقلوب النقيَّة، والعقول السويَّة؛ لتحطَّ على الأراضي الخصبة التي تتعلَّق بكلِّ مؤثِّرٍ إيجابيِّ في الحياة، وأُولى المؤثِّرات الإيجابيَّة في الحياة هي الطلَّات الهاطلة من الوجوه التقيَّة النقيَّة، كما قال عليه الصلاة السَّلام في الحديث الصحيح: «أفضلُ النَّاسِ كلُّ مخمومِ القلبِ، صَدوقِ اللِّسانِ، قالُوا صدوقُ اللِّسانِ نعرفُهُ، فما مخمومُ القلبِ؟ قال: التّّقيُّ النَّقيُّ، لا إثمَ فيه، ولا بَغيَ، ولا غِلَّ، ولا حَسَدَ».