كتاب
ذنب على الفاضي!!
تاريخ النشر: 16 يناير 2024 23:26 KSA
في بعض الأحيان تتملَّككَ لحظةٌ، يمكن تسميتها: لحظة ضعفٍ، لحظة رضوخٍ، لحظة إذعانٍ للزَّمن، الذي طالما حاولت جاهدًا تطويعَهُ، لكنَّه لم يطعْكَ، بالتَّالي لم يعدْ أمامك إلَّا أنْ تطيعَهُ وتتعايش معه، حتَّى تجد نفسك -مع الأيَّام- غارقًا بمستنقعٍ يصعبُ عليك الخلاص منه، وكلَّما أفقتَ وعدتَ لرشدكَ، تتهوَّل من جور فداحته، متسائلًا -بكلِّ حسرةٍ وعفويَّةٍ- يعني حتَّى وأنا أتنازل وأقبل، لا أجد سوى هذه النتائج الرَّديئة، التي لا تعدُو كونها (ذنبًا على الفاضي)!!
حين تغويكَ، سوالفُ المجالس الاجتماعيَّة، التي جنحت مؤخَّرًا لتتبُّع بثوث الفاشينيستا، ومشهورات السوشيال ميديا، واستعراض حضورهنَّ للدَّعوات الشخصيَّة بالمعارض التجاريَّة، أو حتَّى المهرجانات التراثيَّة -التي لا أجدُ أيَّ رابط بينهما-، فإنكَ حين تتنازل وتتابعهنَّ، ستُصدم بكميَّة العُريِّ وقلَّة الحياء، والفلاتر والمساحيق، التي لم تكفِ لإخفاء عيوبهنَّ؛ ممَّا اضطرَّهُنَّ لإبراز مفاتنهنَّ، فتعض أصابع النَّدم، معتبرًا بثوثهنَّ الجريئة مجرَّد (ذنبٍ على الفاضي)!!
حين تغريكَ أحاديثُ الأصدقاءِ والمعارفِ، التي تتناقل بكلِّ فخرٍ التطوَّر العمرانيَّ لأحياء جدَّة الشماليَّة، وتُطري بكلِّ إعجابٍ الكثافة السكانيَّة، ومحال الماركات الشَّهيرة، وفروع المطاعم المعروفة، وتقبل الانتقال للعيش هناك، فإنَّكَ ستُصدم من عشوائيَّة التَّخطيط، ورداءة الأسفلت، وحفر الشَّوارع، فتعض أصابع النَّدم، معتبرًا وجود بلديَّة بتلك الأحياء مجرَّد (ذنبٍ على الفاضي)!!
حين تبهركَ، أنباءُ برامج التَّوطين والسَّعودة، وحجم الدَّعم الذي يقدِّمه صندوقُ تنمية الموارد البشريَّة (هدف)، وغاياتها المعلنة التي تتمحور حول الاستثمار النَّاجح للكفاءات الوطنيَّة، وتغذية القطاع الخاص بالكوادر المؤهَّلة، وتتنازل وتقبل العملَ بشركة أهليَّة، فإنَّكَ حتمًا ستُصدم بنتائجها العكسيَّة، حين ترى السَّطوة عددًا ومركزًا ومرتَّبًا لا تزال للعمالة الأجنبيَّة، فتعض أصابع النَّدم، معتبرًا برامج الموارد البشريَّة مجرَّد (ذنبٍ على الفاضي)!!
حين تأسركَ، الإعلاناتُ الترويجيَّةُ للأفلام السينمائيَّة المحليَّة، التي تختار عناوينَ صادمةً، وتقتطف مشاهدَ مشوِّقةً، ثمَّ تصدمكَ بحواراتٍ سطحيَّةٍ، وأحداثٍ رتيبةٍ، ورسائلَ هابطةٍ، حين تعجبك الأنشطةُ الانسانيَّةُ، التي تصوِّر حِراكها لأهدافٍ خيريَّةٍ، قبل أنْ تتفاجأ بأنَّ الغايةَ حلبُ جيوبِ المتابعين، وبلوغ أضواء الشُّهرة على أعناق المحتاجين، ستعض أصابع النَّدم، معتبرًا كلَّ تلك الأعمال السينمائيَّة والإنسانيَّة الهابطة مجرَّد (ذنبٍ على الفاضي)!!
لقد باتت الحاجةُ ملحَّةً لتكثيفِ الرِّقابة الأخلاقيَّة والإداريَّة، تجاه كلِّ ما يمكنه تهديد نسيج المجتمع، أو تشويه عاداته القيِّمة، أو حرمانه من حقوقه المعيشيَّة، وعدم الاكتفاء بإعلانِ الجهود الأمنيَّة المشكورة (تمَّ القبضُ) بلْ وبث المحاكمات القضائيَّة تفعيلًا لمبداً (علانيَّة الجلسات)، والتَّشهير بأسماء المحكوم عليهم، عبر تداول احكامهم النهائيَّة بالوسائلِ الإعلاميَّةِ، حينها سيشعرُ الخارجُونَ عن القانونِ بأنَّ حياتهم الماضية لا تعدُو كونَهَا (ذنبًا على الفاضي)!!
حين تغويكَ، سوالفُ المجالس الاجتماعيَّة، التي جنحت مؤخَّرًا لتتبُّع بثوث الفاشينيستا، ومشهورات السوشيال ميديا، واستعراض حضورهنَّ للدَّعوات الشخصيَّة بالمعارض التجاريَّة، أو حتَّى المهرجانات التراثيَّة -التي لا أجدُ أيَّ رابط بينهما-، فإنكَ حين تتنازل وتتابعهنَّ، ستُصدم بكميَّة العُريِّ وقلَّة الحياء، والفلاتر والمساحيق، التي لم تكفِ لإخفاء عيوبهنَّ؛ ممَّا اضطرَّهُنَّ لإبراز مفاتنهنَّ، فتعض أصابع النَّدم، معتبرًا بثوثهنَّ الجريئة مجرَّد (ذنبٍ على الفاضي)!!
حين تغريكَ أحاديثُ الأصدقاءِ والمعارفِ، التي تتناقل بكلِّ فخرٍ التطوَّر العمرانيَّ لأحياء جدَّة الشماليَّة، وتُطري بكلِّ إعجابٍ الكثافة السكانيَّة، ومحال الماركات الشَّهيرة، وفروع المطاعم المعروفة، وتقبل الانتقال للعيش هناك، فإنَّكَ ستُصدم من عشوائيَّة التَّخطيط، ورداءة الأسفلت، وحفر الشَّوارع، فتعض أصابع النَّدم، معتبرًا وجود بلديَّة بتلك الأحياء مجرَّد (ذنبٍ على الفاضي)!!
حين تبهركَ، أنباءُ برامج التَّوطين والسَّعودة، وحجم الدَّعم الذي يقدِّمه صندوقُ تنمية الموارد البشريَّة (هدف)، وغاياتها المعلنة التي تتمحور حول الاستثمار النَّاجح للكفاءات الوطنيَّة، وتغذية القطاع الخاص بالكوادر المؤهَّلة، وتتنازل وتقبل العملَ بشركة أهليَّة، فإنَّكَ حتمًا ستُصدم بنتائجها العكسيَّة، حين ترى السَّطوة عددًا ومركزًا ومرتَّبًا لا تزال للعمالة الأجنبيَّة، فتعض أصابع النَّدم، معتبرًا برامج الموارد البشريَّة مجرَّد (ذنبٍ على الفاضي)!!
حين تأسركَ، الإعلاناتُ الترويجيَّةُ للأفلام السينمائيَّة المحليَّة، التي تختار عناوينَ صادمةً، وتقتطف مشاهدَ مشوِّقةً، ثمَّ تصدمكَ بحواراتٍ سطحيَّةٍ، وأحداثٍ رتيبةٍ، ورسائلَ هابطةٍ، حين تعجبك الأنشطةُ الانسانيَّةُ، التي تصوِّر حِراكها لأهدافٍ خيريَّةٍ، قبل أنْ تتفاجأ بأنَّ الغايةَ حلبُ جيوبِ المتابعين، وبلوغ أضواء الشُّهرة على أعناق المحتاجين، ستعض أصابع النَّدم، معتبرًا كلَّ تلك الأعمال السينمائيَّة والإنسانيَّة الهابطة مجرَّد (ذنبٍ على الفاضي)!!
لقد باتت الحاجةُ ملحَّةً لتكثيفِ الرِّقابة الأخلاقيَّة والإداريَّة، تجاه كلِّ ما يمكنه تهديد نسيج المجتمع، أو تشويه عاداته القيِّمة، أو حرمانه من حقوقه المعيشيَّة، وعدم الاكتفاء بإعلانِ الجهود الأمنيَّة المشكورة (تمَّ القبضُ) بلْ وبث المحاكمات القضائيَّة تفعيلًا لمبداً (علانيَّة الجلسات)، والتَّشهير بأسماء المحكوم عليهم، عبر تداول احكامهم النهائيَّة بالوسائلِ الإعلاميَّةِ، حينها سيشعرُ الخارجُونَ عن القانونِ بأنَّ حياتهم الماضية لا تعدُو كونَهَا (ذنبًا على الفاضي)!!