كتاب

شكرًا فيصل بن سلمان

عقدٌ من الزَّمان في إمارةِ منطقةِ المدينة المنوَّرة مأرزِ الإيمانِ، ومثوَى سيَّدِ الأنامِ، ومهوى أفئدةِ كلِّ مسلمٍ على مرِّ الزَّمان، في ليلةٍ امتزجت فيها مشاعرُ الحبِّ والامتنانِ والولاءِ والطَّاعةِ والثِّقةِ في القيادةِ الحكيمةِ، عانقت قلوبَ المحبِّين والموقِّرين والمقدِّرين للأمير الإنسان، الذي ترك بصمةً لن تمحوهَا السُّنون والأعوامُ.

في قصرِ الأمير العامر، وبحفاوةٍ تليقُ بمَن ولَّاه إمارة المدينة منذُ عشر سنوات، اجتمع أهالي المدينة، ووجهاؤها، وأعيانها، ومَن يمثِّلون كافَّة شرائح المجتمع المدنيِّ؛ ليشاركوا في تكريم الأميرِ الدكتورِ صاحبِ السموِّ الملكيِّ الأمير فيصل بن سلمان المستشار الخاصِّ لخادمِ الحرمين الشَّريفين، وبرعايةٍ كريمةٍ مباركةٍ من الأمير سلمان بن سلطان، لنقول معًا: شكرًا فيصل بن سلمان، ما أروع هذه الإطلالة المباركة من الأميرَين معًا على أهالِي المدينةِ الذين قدَّموا بكلِّ حبٍّ في لحظاتٍ خالدةٍ للتَّاريخ الإنسانيِّ الفريدةِ من نوعِها؛ لتكون في قمَّةِ روعتها بين أميرٍ رحلَ، وأميرٍ حلَّ بيننا مباركًا؛ مَن ترك موقعًا خدم فيه دينَهُ ووطنَهُ لموقع آخرَ يكملُ مسيرة العطاءِ، ويسلِّم الرَّاية لمن بعده ليكمل مسيرته، ونحن أهلُ المدينة نكنُّ لقيادتِنَا الرَّشيدة كل هذا الحبِّ الحقيقيِّ، والثِّقةِ الكاملةِ بأنَّ مَن يمثِّل الملكَ بيننا هم من صفوةِ الرِّجال على مرِّ التَّاريخ منذُ توحيد المملكة العربيَّة السعوديَّة، والمدينة وأهلها يحظُون بعنايةٍ فائقةٍ من وليِّ الأمرِ تليقُ بمكانتها وقدسيَّتها.


توقفتُ كثيرًا عند لحظةِ دخول الأميرَين، وتلك الابتسامةُ التي تعلُو محيَّاهما الكريمَين، والتي صافحت القلوبَ والأرواحَ، ثمَّ تأمَّلتُ المشهدَ المهيبَ في الوقوفِ أمامهما، وتلك الكلمات التَّرحيبيَّة لكلِّ مَن قدَّم للسَّلام والتَّشرُّف بهذا اللقاء، كلمات الشُكر لا تكفِي بكلِّ أبجديات اللُّغة التي عرفتُ وتعلَّمتُ، ولكنْ أستطيعُ أنْ أصفَ المشهدَ، وردودَ الأفعالِ التي اتَّضحت من ملامح الجالسين في المجلس، وهم يستمعُون لكلمةِ أهلِ المدينة، والتي تشرَّفَ بإلقائِها نيابةً عنهم معالي الدكتور بندر حجار، وهو يتحدَّثُ عن الأمير الإنسان، الذي اهتمَّ بأدقِّ تفاصيل جودة الحياة في المدينة، والذي زرع له مكانًا ومكانةً فريدةً من نوعها خلال عشر سنوات؛ ابن الملكِ سلمان قائد ملهم، له من صفاتِ وسماتِ أبيه وجدَّهِ الشيءُ الكثيرُ، التقيتُ به مرَّات عديدةً ولم تكنْ هذه المرَّة الأولى التي يكرمني اللهُ بهذا اللقاءِ، وفي كلِّ مرَّة أجدُ في شخصيَّته ما يستحقُّ أنْ تتوقَّف عندها، وتتعلَّم منها دروسًا وعبرًا تضيءُ بها طريقك في هذه الحياة.

شكرًا صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان، ما أروع حكمتك وتقديرك العظيم لهذا الأمير، حين تم الإعلان في الحفل التكريمي عن تسمية ميدان الصافية باسم الأمير فيصل بن سلمان، وإنشاء كرسي لأبحاث أنسنة المدن باسم سموه الكريم، وكذلك مركز التوحد (تمكن).


ما أجمل الوفاء من أهلِ الشِّيم والكَرم، وستبقى مدرسةُ آل سعود تفتحُ أبوابها المشرعة؛ لتعزيزِ القيم بيننا، فَمَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ لَا يَشْكُرُ اللهَ، وتقديرُ ذوي الفضل شيمةٌ من شِيم الكِرام النَّادرين في هذا الزَّمان، وستبقى رايةُ آل سعود خفَّاقةً ومتألِّقةً ومتميِّزةً عبر التَّاريخ.

ولي وقفةٌ عن الفيلمِ الوثائقيِّ، وكلماتِ الحبِّ الغامرةِ من شخصيَّاتٍ مدنيَّةٍ تشهدُ بجميلِ الأفعالِ، وطيبِ الأقوالِ، وعظيمِ الأثرِ للأمير الإنسان، الذي قدَّم بناءَ الإنسانِ قبلَ البنيانِ، وكان محفِّزًا لكلِّ مَن يعمل معه، ويقدِّر الصَّغير والكبير، وكانت لكلماتِ سموِّ نائبِ أميرِ المنطقةِ الامير سعود بن خالد الفيصل وقعُهَا في النَّفسِ البشريَّةِ، ولمَن يهتمُّون كثيرًا بعلمِ القيادةِ وفنونِهَا، والتَّدريب عليها، استمعُوا لمَا يقولُهُ الأمراءُ والقادةُ الحقيقيُّون حين يستأذنُ الأعلَى مقامًا وعلمًا ومكانةً، من فريق عملِهِ، ويسترشدُ برأيِهم ويُطلعهم على تفاصيل العملِ وقراراتِهِ، تقفُ احترامًا وإجلالًا لهذِهِ القيادةِ الحكيمةِ التي تمتلكُ كاريزما وحضورًا مهيبًا، وتواضعًا جمًّا يليق بعالم الكبار في نفوسهم وفي عطائهم، وتزيدهم المناصبُ قوَّةً مع التَّواضع، فيوقعها الله شأنًا وقدرًا ومكانةً في النُّفوسِ البشريَّة التي تتعاهدُ على حفظ مكانتِهم وتبادلهم حبًّا بحبٍّ وتقديرٍ وإجلالٍ، وتحمل بين خلايا عقولهم ذكرياتٍ لا تمحوها السُّنون، هذه هي فعلًا الحياةُ الطَّيبة كما عنون الكتابُ التوثيقيُّ برحلةِ عشر سنوات قضاها أميرنا المحبوبُ فيصل بن سلمان -رعاه الله- سيظلُّ اسمُكَ محفورًا في قلوبِنَا، وفي حياتِنَا ما بقيت السَّمواتُ والأرضُ.. شكرًا أبا فهد.

أخبار ذات صلة

جدة.. الطريق المُنتظر.. مكة!!
إسراف العمالة (المنزليَّة)!
اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة
الإنسان النصف!!
;
من طوكيو إلى واشنطن بدون طيار!!
التعليم أهم رسالة.. والمعلم أهم مهنة
كوني قوية فلستِ وحدكِ
شهامة سعودية.. ووفاء يمني
;
(مطبخ) العنونة الصحفيَّة..!!
رؤية وطن يهزم المستحيل
ريادة الأعمال.. «مسك الواعدة»
هل يفي ترامب بوعوده؟
;
رياضة المدينة.. إلى أين؟!
جيل 2000.. والتمور
التراث الجيولوجي.. ثروة تنتظر الحفظ والتوثيق
قصَّة أوَّل قصيدة حُبٍّ..!