كتاب
شهر البصل!!
تاريخ النشر: 10 فبراير 2024 22:59 KSA
وسط هذِهِ الأجواءِ الجميلةِ، ارتفع سعرُ البصل حتَّى وصل لدينا -حسب سائقي البنغلاديشي مصطفى، الذي قَدِمَ إليَّ جَزِعًا وقائلًا: (أبويا.. البصل صار بـ١١ ريال للكيلو الواحد)!.
أنا لمْ أجزعْ كعادتي حين أسمعُ عن ارتفاع أسعار الأشياء، وربَّما كان ذلك ناتجًا عن إصابتي بمتلازمة مرضيَّة نفسيَّة اسمها (التبلُّم)، وهذه المتلازمةُ هي مثل المتلازمةِ التي أصابت الفنَّان المصريَّ الكوميديَّ الرَّاحلَ سمير غانم -يرحمه الله- عندما حرقتْ زوجتُهُ -في إحدى المسرحيَّات- الدَّجاجة الوحيدة التي يمتلكانهَا خلال طبخها لها، فنامَ جائعًا، واستيقظَ مُتبلِّمًا من كلِّ شيءٍ يتعلَّق بالجنيه المصريِّ، الذي يمرُّ بأزمةٍ خطيرةٍ هذه الأيَّام، ونقصت قيمتُهُ بشكلٍ غيرِ مسبوقٍ!.
والحمدُ للهِ أنَّني وأهلُ بيتِي لا نعشقُ البصلَ مثل كثيرٍ من النَّاس، وليس لدينا مانعٌ أنْ نهجرَهُ لأسابيعَ؛ بسببِ رائحتِهِ المُنفِّرةِ، خصوصًا عندما يكون نيِّئًا، رغم الفوائد الطبيَّة الكثيرة التي يُقال إنَّها موجودةٌ فيه، ولا أنسى شقيقَهُ الثَّوم، الذي لن أكترثَ البتَّة إذا ارتفعَ سعرُهُ مثل البصل!. ذات مرَّة، كنتُ مدعوًّا لوجبةِ سمكٍ في إحدى استراحات جدَّة، وجلس بجانبِي زميلُ عملٍ من عُشَّاقِ أكلِ البصل النيِّئ، وافتتح أكلَهُ برأسِ بصلٍ يُسمِّيه هو «فحلًا من البصل»، وكان سعيدًا بأكلِهِ، ويتناولُ أطرافَ الحديثِ معي، بينما رائحةُ البصلِ تعبقُ المسافةَ القصيرةَ بيني وبينه، ففسدتْ شهيَّتي لأكلِ السَّمكِ، سامحَ اللهُ هذا الزَّميل العزيز!. وإجازة الرَّبيع على الأبوابِ، وفيها يُقيمُ النَّاسُ أفراحَ الزَّواجات، ويطلقُون على أوَّل شهرٍ يلي الزَّواجات مُسمَّى (شهر العسل)، ومع ارتفاعِ سعرِ البصلِ قد يطغَى اسمُ (شهر البصل) على اسم (شهر العسل)، وأتمنى من الجهات المعنية السعي لتخفيض سعر البصل كما كان في السابق، وليس البصل وحده، بل كل ما مسه ارتفاع الأسعار من أشياء نستهلكها يومياً، كي تتمكن رواتب الناس، خصوصاً رواتب ذوي الدخل المحدود، من الصمود طيلة الشهر، وليس انتهاءها في منتصف الشهر بساعات وأيام!. وأتمنى من الجهات المعنية السعي لتخفيض سعر البصل كما كان في السابق، وليس البصل وحده، بل كل ما مسه ارتفاع الأسعار من أشياء نستهلكها يومياً، من الإبرة الصغيرة إلى السيارة الكبيرة، كي تتمكن رواتب الناس، خصوصاً رواتب ذوي الدخل المحدود، من الصمود طيلة الشهر، وليس انتهاءها في منتصف الشهر بساعات وأيام!.
أنا لمْ أجزعْ كعادتي حين أسمعُ عن ارتفاع أسعار الأشياء، وربَّما كان ذلك ناتجًا عن إصابتي بمتلازمة مرضيَّة نفسيَّة اسمها (التبلُّم)، وهذه المتلازمةُ هي مثل المتلازمةِ التي أصابت الفنَّان المصريَّ الكوميديَّ الرَّاحلَ سمير غانم -يرحمه الله- عندما حرقتْ زوجتُهُ -في إحدى المسرحيَّات- الدَّجاجة الوحيدة التي يمتلكانهَا خلال طبخها لها، فنامَ جائعًا، واستيقظَ مُتبلِّمًا من كلِّ شيءٍ يتعلَّق بالجنيه المصريِّ، الذي يمرُّ بأزمةٍ خطيرةٍ هذه الأيَّام، ونقصت قيمتُهُ بشكلٍ غيرِ مسبوقٍ!.
والحمدُ للهِ أنَّني وأهلُ بيتِي لا نعشقُ البصلَ مثل كثيرٍ من النَّاس، وليس لدينا مانعٌ أنْ نهجرَهُ لأسابيعَ؛ بسببِ رائحتِهِ المُنفِّرةِ، خصوصًا عندما يكون نيِّئًا، رغم الفوائد الطبيَّة الكثيرة التي يُقال إنَّها موجودةٌ فيه، ولا أنسى شقيقَهُ الثَّوم، الذي لن أكترثَ البتَّة إذا ارتفعَ سعرُهُ مثل البصل!. ذات مرَّة، كنتُ مدعوًّا لوجبةِ سمكٍ في إحدى استراحات جدَّة، وجلس بجانبِي زميلُ عملٍ من عُشَّاقِ أكلِ البصل النيِّئ، وافتتح أكلَهُ برأسِ بصلٍ يُسمِّيه هو «فحلًا من البصل»، وكان سعيدًا بأكلِهِ، ويتناولُ أطرافَ الحديثِ معي، بينما رائحةُ البصلِ تعبقُ المسافةَ القصيرةَ بيني وبينه، ففسدتْ شهيَّتي لأكلِ السَّمكِ، سامحَ اللهُ هذا الزَّميل العزيز!. وإجازة الرَّبيع على الأبوابِ، وفيها يُقيمُ النَّاسُ أفراحَ الزَّواجات، ويطلقُون على أوَّل شهرٍ يلي الزَّواجات مُسمَّى (شهر العسل)، ومع ارتفاعِ سعرِ البصلِ قد يطغَى اسمُ (شهر البصل) على اسم (شهر العسل)، وأتمنى من الجهات المعنية السعي لتخفيض سعر البصل كما كان في السابق، وليس البصل وحده، بل كل ما مسه ارتفاع الأسعار من أشياء نستهلكها يومياً، كي تتمكن رواتب الناس، خصوصاً رواتب ذوي الدخل المحدود، من الصمود طيلة الشهر، وليس انتهاءها في منتصف الشهر بساعات وأيام!. وأتمنى من الجهات المعنية السعي لتخفيض سعر البصل كما كان في السابق، وليس البصل وحده، بل كل ما مسه ارتفاع الأسعار من أشياء نستهلكها يومياً، من الإبرة الصغيرة إلى السيارة الكبيرة، كي تتمكن رواتب الناس، خصوصاً رواتب ذوي الدخل المحدود، من الصمود طيلة الشهر، وليس انتهاءها في منتصف الشهر بساعات وأيام!.