كتاب
شخوص وأشكال.. تمر وتنتهي!!
تاريخ النشر: 13 فبراير 2024 22:57 KSA
إنَّ الإنسانَ يولدُ في هذه الحياةِ، ويقضِي فيها عُمُرًا، ثمَّ يُغادِرُها؛ لأنَّ اللهَ -عزَّ وجلَّ- لم يكتُبِ الخلودَ لبني الإنسانِ، بلْ جعَلَ لهم أعمارًا وآجالًا تطولُ وتقصُرُ، ولكنَّها تَفْنَى في النِّهايةِ وتنقضِي؛ لأنَّها سُنَّةُ اللهِ في هذِهِ الحياةِ.
وَلِي فِي فَنَاءِ الخَلْقِ أكبرُ عِبرَةٍ
لِمَنْ كَانَ فِي بحرِ الحَقيقَةِ رَاقٍ
شُخوصٌ وأشكالٌ تمرُّ وتنتَهِي
فَتَفْنَى جَميعًا والمُهيمِنُ باقٍ
إنما الذي يبقى من الإنسان بعد رحيله عمله وذكره، والأثر الطيب، الذي هو بمثابة إرثه، الذي يبقى له بعد زواله ورحيله من هذه الحياة الدنيا.
إن الحياة للمرء لا تنقطع بموته، بل هي متصلة بعد الموت، كما كانت في حال الحياة إذا أحسن استغلال حياته، بما يجعل لنفسه من ذكر حسن وأثر طيب، كما قالوا:
قَدْ مَاتَ قَومٌ وَمَا مَاتَتْ فَضَائِلُهُم
وَعَاشَ قَومٌ وَهُم فِي النَّاسِ أَموَاتُ
إنَّ الأثرَ الطيِّبَ على الفردِ، والذي يتركُهُ هو عمرٌ آخرُ له، كما قالَ شوقي:
فَاِرفَعْ لِنَفسِكَ بَعدَ مَوتِكَ ذِكرَهَا
فَالذِّكرُ لِلإِنْسَانِ عُمرٌ ثَانِي
وهو ما أشارَ إليه الحقُّ -سبحانه- بقولِهِ: ( وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ).
ففيه يتجلَّى ذكرُ الإنسانِ فيُثنَى عليه، وربَّما كان سببًا -بإذن الله- لعفوِ ربِّهِ سبحانَهُ، وسببًا للدُّعاءِ له. يبقى له العملُ الذي تثقُلُ بِهِ موازينُهُ، ويستمرُّ به عَدَّادُ الحسناتِ في الحسابِ.
قال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: (إِذَا مَاتَ ابنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمْلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلاثٍ: صَدَقةٍ جاريةٍ، أوْ عِلْمٍ يُنتفَعُ بِهِ، أوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ).
ويبقَى له -أيضًا- الذِّكْرُ الحَسَنُ الَّذِي تلْهَجُ بِهِ الألْسِنَةُ، وَتُردِّدُهُ القُلوبُ. وقدْ روَى الإمامُ أحمدُ في مسندِهِ عن أنسِ بنِ مالكٍ -رضي اللهُ عنْهُ- أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- مَرَّتْ عليهِ جَنَازةٌ، فأَثْنَوا عليهَا خيرًا، فقالَ: (وَجَبَتْ، وَجَبَتْ)، ومَرَّتْ عليهِ جَنَازةٌ، فأَثْنَوا عليها شرًّا، فقالَ: (وَجَبَتْ وَجَبَتْ)، فقالَ عُمرُ، يا رسولَ اللهِ، قولُك الأولُ: وَجَبَتْ، وقولُكَ الآخَرُ: وَجَبَتْ؟ قال: (أمَّا الأوَّلُ، فأَثْنَوا عليهِ خيرًا، فقلتُ: وَجَبَتْ له الجنَّةُ، وأمَّا الآخَرُ، فأَثْنَوا عليهِ شرًّا، فقلتُ: وَجَبَتْ له النَّارُ، وَأنْتُمْ شُهداءُ اللهِ فِي أَرْضِهِ).
وقد أَحْسَنَ أميرُ الشعراءِ شوقي حينَ أطْلَقَ حِكْمَتَهُ البليغةَ:
وَخُذْ لَكَ زَادَيْنِ مِنْ سِيْرةٍ
ومِنْ عَمَلٍ صَالحٍ يُدَّخَرْ
وكُنْ رَجُلًا إنْ أَتَوا بعدَهُ
يقولُونَ مَرَّ وَهَذَا الأَثَرْ
وأختمُ بقولِ الشَّاعر:
الخَطُّ يَبْقَى زَمَانًا بَعْدَ كَاتِبِهِ
وَكَاتِبُ الخَطِّ تَحْتَ الأَرْضِ مَدْفُونًا
وَالذِّكْرُ يَبْقَى زَمَانًا بَعْدَ صَانِعِهِ
وَخَالِدُ الذِّكْرُ بِالإِحْسَانِ مَقْرُونًا
وَلِي فِي فَنَاءِ الخَلْقِ أكبرُ عِبرَةٍ
لِمَنْ كَانَ فِي بحرِ الحَقيقَةِ رَاقٍ
شُخوصٌ وأشكالٌ تمرُّ وتنتَهِي
فَتَفْنَى جَميعًا والمُهيمِنُ باقٍ
إنما الذي يبقى من الإنسان بعد رحيله عمله وذكره، والأثر الطيب، الذي هو بمثابة إرثه، الذي يبقى له بعد زواله ورحيله من هذه الحياة الدنيا.
إن الحياة للمرء لا تنقطع بموته، بل هي متصلة بعد الموت، كما كانت في حال الحياة إذا أحسن استغلال حياته، بما يجعل لنفسه من ذكر حسن وأثر طيب، كما قالوا:
قَدْ مَاتَ قَومٌ وَمَا مَاتَتْ فَضَائِلُهُم
وَعَاشَ قَومٌ وَهُم فِي النَّاسِ أَموَاتُ
إنَّ الأثرَ الطيِّبَ على الفردِ، والذي يتركُهُ هو عمرٌ آخرُ له، كما قالَ شوقي:
فَاِرفَعْ لِنَفسِكَ بَعدَ مَوتِكَ ذِكرَهَا
فَالذِّكرُ لِلإِنْسَانِ عُمرٌ ثَانِي
وهو ما أشارَ إليه الحقُّ -سبحانه- بقولِهِ: ( وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ).
ففيه يتجلَّى ذكرُ الإنسانِ فيُثنَى عليه، وربَّما كان سببًا -بإذن الله- لعفوِ ربِّهِ سبحانَهُ، وسببًا للدُّعاءِ له. يبقى له العملُ الذي تثقُلُ بِهِ موازينُهُ، ويستمرُّ به عَدَّادُ الحسناتِ في الحسابِ.
قال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: (إِذَا مَاتَ ابنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمْلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلاثٍ: صَدَقةٍ جاريةٍ، أوْ عِلْمٍ يُنتفَعُ بِهِ، أوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ).
ويبقَى له -أيضًا- الذِّكْرُ الحَسَنُ الَّذِي تلْهَجُ بِهِ الألْسِنَةُ، وَتُردِّدُهُ القُلوبُ. وقدْ روَى الإمامُ أحمدُ في مسندِهِ عن أنسِ بنِ مالكٍ -رضي اللهُ عنْهُ- أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- مَرَّتْ عليهِ جَنَازةٌ، فأَثْنَوا عليهَا خيرًا، فقالَ: (وَجَبَتْ، وَجَبَتْ)، ومَرَّتْ عليهِ جَنَازةٌ، فأَثْنَوا عليها شرًّا، فقالَ: (وَجَبَتْ وَجَبَتْ)، فقالَ عُمرُ، يا رسولَ اللهِ، قولُك الأولُ: وَجَبَتْ، وقولُكَ الآخَرُ: وَجَبَتْ؟ قال: (أمَّا الأوَّلُ، فأَثْنَوا عليهِ خيرًا، فقلتُ: وَجَبَتْ له الجنَّةُ، وأمَّا الآخَرُ، فأَثْنَوا عليهِ شرًّا، فقلتُ: وَجَبَتْ له النَّارُ، وَأنْتُمْ شُهداءُ اللهِ فِي أَرْضِهِ).
وقد أَحْسَنَ أميرُ الشعراءِ شوقي حينَ أطْلَقَ حِكْمَتَهُ البليغةَ:
وَخُذْ لَكَ زَادَيْنِ مِنْ سِيْرةٍ
ومِنْ عَمَلٍ صَالحٍ يُدَّخَرْ
وكُنْ رَجُلًا إنْ أَتَوا بعدَهُ
يقولُونَ مَرَّ وَهَذَا الأَثَرْ
وأختمُ بقولِ الشَّاعر:
الخَطُّ يَبْقَى زَمَانًا بَعْدَ كَاتِبِهِ
وَكَاتِبُ الخَطِّ تَحْتَ الأَرْضِ مَدْفُونًا
وَالذِّكْرُ يَبْقَى زَمَانًا بَعْدَ صَانِعِهِ
وَخَالِدُ الذِّكْرُ بِالإِحْسَانِ مَقْرُونًا