العلامة المميزة
في البدايةِ أتشرّفُ بأنْ أُجدِّدَ البيعةَ لمليكنا المفدّى في الذكرى السادسة لها، أصالة عن نفسي، ونيابة عن إخواني من ذوي الاحتياجات الخاصة، فهو -حفظه الله- الوالد، والأخ، والصديق لنا -نحن المعاقين- قبل أن يكون المليك. في الوقت الذي تبدو فيه الإعاقة نقمة، وكارثة بالنسبة للبعض، إلاّ أنها ليست كذلك عند البعض الآخر، فهي علامة مميّزة يتميّز بها المعاق عن غيره، ومَن أراد أن يتأكّد من كلامي، فليراجع سجلات الأحوال المدنية. ليست الإعاقة مجرد علامة مميّزة في السجل المدني للمعاق، لكنها تعطيه امتيازاتٍ خاصةً في هذا الوطن، وطن الإنسانية، فالمعاقُ عندنا تسقط عنه رسوم الدولة بجميع أنواعها من تأشيرات، وغرامات، وغيرها. المعاق عندنا يحظى بمعاملة خاصة، فهو ليس مجبرًا على الوقوف في الطابور لينهي معاملاته في الدوائر الحكومية، فهناك دائمًا مَن ينهيها له؛ لأنه دائمًا محط الاحترام والتقدير، حتى لو كان ذلك بدافع الإنسانية المطلقة. المعاقُ عندنا علامة مميّزة، فبمجرد أن يخرج ترى الأنظار مصوّبة نحوه، ولا تكاد تفارقه، وبغض النظر عن هذه النظرات وطبيعتها، لكنها في النهاية تثبت أن مجتمعنا يعطي المعاق مكانةً خاصةً بشكلٍ أو بآخر. المعاقُ عندنا علامة مميّزة؛ لأنه يعيش في هذا الوطن المعطاء، الذي ينعم بقيادة حكيمة، تولي ذوي الاحتياجات الخاصة اهتمامًا كبيرًا، حتى أصبح المعاق عندنا علامة مميّزة؛ لأنه ليس معاقًا.