كتاب
حق الحياة والأمن.. في الديانات السماوية
تاريخ النشر: 21 فبراير 2024 22:12 KSA
حقُّ الحياةِ هو الحقُّ الأوَّلُ للإنسانِ، وبهِ تبدأُ سائرُ الحقوقِ، وعندَ وجودِهِ تُطبَّق بقيَّة الحقوقِ، وعندِ انتهائِهِ تنعدمُ معظمُ الحقوقِ، وحقُّ الإنسانِ في الحياةِ منحةٌ من اللهِ، وكلُّ اعتداءٍ عليهِ يُعتبرُ جريمةً في نظرِ الأديانِ السَّماويَّةِ، ويجبُ على سائرِ الأفرادِ والمجتمعاتِ والدولِ حمايةُ هذَا الحقِّ من كلِّ اعتداءٍ، وينبنِي على ذلكَ حرمةُ الاعتداءِ البدنيِّ والمعنويِّ.
من حرمةِ الاعتداءِ البدنيِّ، اعتداءُ الإنسانِ على غيرهِ بالقتلِ، وقدْ عَدَّ القرآنُ الكريمُ إزهاقَ الرُّوحِ الإنسانيَّةِ جريمةً، وقرنَهَا بأكبرِ الكبائرِ، وهو الشِّركُ باللهِ، فجعلَ عقوبتَهَا في الآخرةِ، الخلودَ في النَّارِ، وحقُّ الحياةِ ثابتٌ لكلِّ نفسٍ، فقتلُ واحدةٍ منهَا اعتداءٌ على حقِّ الحياةِ، والقِصاصُ في القتلِ هُو صيانةٌ لحقِّ الحياةِ الذي تشتركُ فيهِ النفوسُ جميعًا، يقولُ تعالَى: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَن أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا).
وفي السُّنةِ المطهَّرةِ أحاديثُ كثيرةٌ تبيِّنُ حرمةَ القتلِ، منهَا: «أوَّل ما يُقضَى بينَ النَّاسِ يومَ القيامةِ فِي الدِّماءِ»، ولا يقتصرُ تحريمُ القتلِ على المسلمِينَ، وإنَّمَا يشملُ غيرَ المسلمِينَ، فيقولُ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- في روايةٍ للبخاري: «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رائِحَةَ الجَنَّةِ».
أمَّا الاعتداءُ المعنويُّ فهُو أيُّ عدوانٍ يمسُّ كرامةَ الإنسانِ، واعتبارَهُ الذاتيَّ والإنسانيَّ.. وزيادةً في حفظِ الإسلامِ للحياةِ الإنسانيَّةِ جُعِلَ الأمنُ حقًّا أساسًا لهُ، بالحفاظِ على المصالحِ الضروريَّةِ التي تتوقَّفُ عليهَا صيانةُ الأركانِ الخمسةِ، وهي: الدِّينُ، والنَّفسُ، والعقلُ، والنَّسلُ، والمالُ، فإذَا فَقَدَ بعضَهَا اختلَّت الحياةُ الإنسانيَّةُ.
كمَا أعلنَ الإسلامُ والمسيحيَّةُ واليهوديَّةُ -في أصولِهَا غيرِ المُحرَّفةِ- أنَّ النَّاسَ سواسيةٌ في القيمةِ الإنسانيَّةِ المشتركةِ، وتتمثَّلُ المساواةُ بأنَّ النَّاسَ جميعًا متساوُونَ في طبيعتِهِم البشريَّةِ، والتَّفاضلِ بينهم يقومُ على أمورٍ هم يتحكَّمُون فيهَا، وهي التَّقوى والعلمُ والأخلاقُ والأعمالُ إلى غيرِ ذلكَ، وقدْ حرصَ الإسلامُ على تقريرِ هذِهِ المساواةِ في أكملِ صورِهَا، وجعلَهَا من العقائدِ الأساسيَّةِ التي يجبُ على المسلمِ أنْ يدينَ بهَا، وفي هذَا يقولُ تعالَى: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ).. فمقياسُ الأفضليَّةِ؛ التَّقوى، فأنتم جميعًا منحدرُون من أبٍ واحدٍ، وأمٍ واحدةٍ، فلَا فضلَ لأحدِكم علَى الآخرِ بحسبِ عنصرِهِ وطبيعتِهِ وسلالتِهِ وجنسِهِ ولونِهِ، وإذَا كانَ تعالَى قدْ جعلَكُم شُعوبًا وقَبائِلَ، فإنَّه لمْ يجعلْكُم كذلكَ، لتفضيلِ شعبٍ على شعبٍ، وإنَّما قسَّمَكُم هكذَا لكونِ ذلكَ وسيلةً للتَّعارفِ والتَّمييزِ والتَّسميةِ، كشأنِ الأفرادِ، يحمل كلٌّ منهُم اسمًا ليُعرَف بِهِ، ويقولُ تعالَى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِن الطَّيِّبَاتَ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا)، فاللهُ تعالَى كرَّم بَنِي آدمَ علَى العمومِ، وفضَّلَهُم على كثيرٍ من خلقِهِ، وتُفصِّلُ السُّنَّةُ المطهَّرةُ هذِهِ الجزئيَّةَ فيقولُ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- في خطبةِ الوَداعِ: «أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ رَبَّكُم وَاحِدٌ، وَآبَاكُمْ وَاحِدٌ، كُلُّكُمْ لِآدَمَ، وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ، وَلَيسَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأحْمَرَ علَى أَبْيضَ، وَلَا لِأبْيضَ عَلَى أَحْمَرَ، فَضْلٌ إلاَّ بِالتَّقْوَى، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟! اللَّهُمَّ فَاشْهَدْ. أَلَا فَيُبلِّغ الشَّاهدُ منكُمْ الغَائِبَ».
ويظهرُ سموُّ هذِهِ المبادئِ الإسلاميَّةِ بالموازنةِ بينهَا وبينَ العقائدِ والشرائعِ التي كانتْ سائدةً عندَ كثيرٍ من شعوبِ العالمِ المتحضِّرِ قبلَ الإسلامِ، وخاصَّةً عندَ الهنودِ البراهمةِ، واليونانِ، والرومانِ، واليهودِ الذين بعدُوا عن أصولِ دينِهم، واعتبرُوا أنفسَهُم شعبَ اللهِ المختارَ، والعرب في الجاهليَّةِ، والأوروبيِّين الذين يعتقدُونَ أنَّ الجنسَ الآريَّ هو أفضلُ الأجناسِ، ولا يزالُ الغربيُّونَ -بصورةٍ عامَّةٍ- ينظرُون إلى الأجناسِ الأُخْرى، -ولاسيَّما العربَ والمسلمِين والأفارقةَ- نظرةً عنصريَّةً دونيَّةً، ويستكثرُون عليهم مَا أنعمَ اللهُ عليهم من ثرواتٍ.
وهذا العوار لدى اليهود والغربيين كشفه بوضوح موقفهما من حرب الإبادة الجماعية التي ارتكبها -ولا يزال- جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزَّة، بغض البصر عنها، واستخدام الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن لمنع إيقافها، رغم أنَّ عدد ضحايا هذه الحرب فاق أكثر من مئة ألف فلسطيني بين شهيد، وجريح، ومفقود، ثُلثاهم من النساء والأطفال، في حين قامت الدُّنيَا وَلمْ تقعدْ علَى فقدانِ إسرائيلَ (1300) إسرائيليٍّ في عمليَّةِ طوفانِ الأقصَى، فمقابلُ ما قُتِلَ من الإسرائيليِّين قُتِلَ أكثرُ من ثلاثين ضعفًا من الفلسطينيِّين، وعمليَّةُ القتلِ والإبادةِ مستمرَّةٌ، ونتنياهو مُصرٌّ على قتلِ عشراتِ الألوفِ في اجتياحِ رفح الفلسطينيَّة، ومعبر فيلادلفيا؛ لمنعِ وصولِ المساعداتِ للفلسطينيِّين؛ ليموتُوا جوعًا، ليدفعَ مَن يبقَى منهُم على قيدِ الحياةِ قسرًا على اجتياحِ الحدودِ المصريَّةِ لدخولِ سيناءَ؛ لتكونَ وطنَهم البديل، ولمْ يسلمْ فلسطينيُّو الضفَّة الغربيَّة من حربِ الإبادةِ هذِهِ؛ لإجبارِهم قسرًا على الهجرةِ إلى الأردنِ؛ لتكونَ وطنَهم البديل، وبذلكَ تخلُو فلسطينُ من الفلسطينيِّين، وتتمُّ تصفيةُ القضيَّةِ الفلسطينيَّةِ، وتكونُ أرضُ فلسطينَ دولةً يهوديَّةً خالصةً، بعدَ إبادةِ شعبِهَا «سكَّانها الأصليِّين».. ومِن كلِّ ما سبقَ يتَّضحُ لنَا انعدامُ حقِّ الحياةِ والأمنِ في فلسطينَ بفعلِ الاحتلالِ، والذي سيتبعُهُ انعدامُهُ أيضًا في أراضِي بعضِ البلدانِ العربيَّةِ، التي ستدخلُ ضمنَ دولةِ إسرائيلَ الكُبْرَى، التي تخطِّطُ إسرائيلُ لتحقيقِهَا، وذلكَ بمساندةِ ودعمِ الدولِ الغربيَّةِ الكُبْرَى.
من حرمةِ الاعتداءِ البدنيِّ، اعتداءُ الإنسانِ على غيرهِ بالقتلِ، وقدْ عَدَّ القرآنُ الكريمُ إزهاقَ الرُّوحِ الإنسانيَّةِ جريمةً، وقرنَهَا بأكبرِ الكبائرِ، وهو الشِّركُ باللهِ، فجعلَ عقوبتَهَا في الآخرةِ، الخلودَ في النَّارِ، وحقُّ الحياةِ ثابتٌ لكلِّ نفسٍ، فقتلُ واحدةٍ منهَا اعتداءٌ على حقِّ الحياةِ، والقِصاصُ في القتلِ هُو صيانةٌ لحقِّ الحياةِ الذي تشتركُ فيهِ النفوسُ جميعًا، يقولُ تعالَى: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَن أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا).
وفي السُّنةِ المطهَّرةِ أحاديثُ كثيرةٌ تبيِّنُ حرمةَ القتلِ، منهَا: «أوَّل ما يُقضَى بينَ النَّاسِ يومَ القيامةِ فِي الدِّماءِ»، ولا يقتصرُ تحريمُ القتلِ على المسلمِينَ، وإنَّمَا يشملُ غيرَ المسلمِينَ، فيقولُ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- في روايةٍ للبخاري: «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رائِحَةَ الجَنَّةِ».
أمَّا الاعتداءُ المعنويُّ فهُو أيُّ عدوانٍ يمسُّ كرامةَ الإنسانِ، واعتبارَهُ الذاتيَّ والإنسانيَّ.. وزيادةً في حفظِ الإسلامِ للحياةِ الإنسانيَّةِ جُعِلَ الأمنُ حقًّا أساسًا لهُ، بالحفاظِ على المصالحِ الضروريَّةِ التي تتوقَّفُ عليهَا صيانةُ الأركانِ الخمسةِ، وهي: الدِّينُ، والنَّفسُ، والعقلُ، والنَّسلُ، والمالُ، فإذَا فَقَدَ بعضَهَا اختلَّت الحياةُ الإنسانيَّةُ.
كمَا أعلنَ الإسلامُ والمسيحيَّةُ واليهوديَّةُ -في أصولِهَا غيرِ المُحرَّفةِ- أنَّ النَّاسَ سواسيةٌ في القيمةِ الإنسانيَّةِ المشتركةِ، وتتمثَّلُ المساواةُ بأنَّ النَّاسَ جميعًا متساوُونَ في طبيعتِهِم البشريَّةِ، والتَّفاضلِ بينهم يقومُ على أمورٍ هم يتحكَّمُون فيهَا، وهي التَّقوى والعلمُ والأخلاقُ والأعمالُ إلى غيرِ ذلكَ، وقدْ حرصَ الإسلامُ على تقريرِ هذِهِ المساواةِ في أكملِ صورِهَا، وجعلَهَا من العقائدِ الأساسيَّةِ التي يجبُ على المسلمِ أنْ يدينَ بهَا، وفي هذَا يقولُ تعالَى: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ).. فمقياسُ الأفضليَّةِ؛ التَّقوى، فأنتم جميعًا منحدرُون من أبٍ واحدٍ، وأمٍ واحدةٍ، فلَا فضلَ لأحدِكم علَى الآخرِ بحسبِ عنصرِهِ وطبيعتِهِ وسلالتِهِ وجنسِهِ ولونِهِ، وإذَا كانَ تعالَى قدْ جعلَكُم شُعوبًا وقَبائِلَ، فإنَّه لمْ يجعلْكُم كذلكَ، لتفضيلِ شعبٍ على شعبٍ، وإنَّما قسَّمَكُم هكذَا لكونِ ذلكَ وسيلةً للتَّعارفِ والتَّمييزِ والتَّسميةِ، كشأنِ الأفرادِ، يحمل كلٌّ منهُم اسمًا ليُعرَف بِهِ، ويقولُ تعالَى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِن الطَّيِّبَاتَ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا)، فاللهُ تعالَى كرَّم بَنِي آدمَ علَى العمومِ، وفضَّلَهُم على كثيرٍ من خلقِهِ، وتُفصِّلُ السُّنَّةُ المطهَّرةُ هذِهِ الجزئيَّةَ فيقولُ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- في خطبةِ الوَداعِ: «أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ رَبَّكُم وَاحِدٌ، وَآبَاكُمْ وَاحِدٌ، كُلُّكُمْ لِآدَمَ، وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ، وَلَيسَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأحْمَرَ علَى أَبْيضَ، وَلَا لِأبْيضَ عَلَى أَحْمَرَ، فَضْلٌ إلاَّ بِالتَّقْوَى، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟! اللَّهُمَّ فَاشْهَدْ. أَلَا فَيُبلِّغ الشَّاهدُ منكُمْ الغَائِبَ».
ويظهرُ سموُّ هذِهِ المبادئِ الإسلاميَّةِ بالموازنةِ بينهَا وبينَ العقائدِ والشرائعِ التي كانتْ سائدةً عندَ كثيرٍ من شعوبِ العالمِ المتحضِّرِ قبلَ الإسلامِ، وخاصَّةً عندَ الهنودِ البراهمةِ، واليونانِ، والرومانِ، واليهودِ الذين بعدُوا عن أصولِ دينِهم، واعتبرُوا أنفسَهُم شعبَ اللهِ المختارَ، والعرب في الجاهليَّةِ، والأوروبيِّين الذين يعتقدُونَ أنَّ الجنسَ الآريَّ هو أفضلُ الأجناسِ، ولا يزالُ الغربيُّونَ -بصورةٍ عامَّةٍ- ينظرُون إلى الأجناسِ الأُخْرى، -ولاسيَّما العربَ والمسلمِين والأفارقةَ- نظرةً عنصريَّةً دونيَّةً، ويستكثرُون عليهم مَا أنعمَ اللهُ عليهم من ثرواتٍ.
وهذا العوار لدى اليهود والغربيين كشفه بوضوح موقفهما من حرب الإبادة الجماعية التي ارتكبها -ولا يزال- جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزَّة، بغض البصر عنها، واستخدام الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن لمنع إيقافها، رغم أنَّ عدد ضحايا هذه الحرب فاق أكثر من مئة ألف فلسطيني بين شهيد، وجريح، ومفقود، ثُلثاهم من النساء والأطفال، في حين قامت الدُّنيَا وَلمْ تقعدْ علَى فقدانِ إسرائيلَ (1300) إسرائيليٍّ في عمليَّةِ طوفانِ الأقصَى، فمقابلُ ما قُتِلَ من الإسرائيليِّين قُتِلَ أكثرُ من ثلاثين ضعفًا من الفلسطينيِّين، وعمليَّةُ القتلِ والإبادةِ مستمرَّةٌ، ونتنياهو مُصرٌّ على قتلِ عشراتِ الألوفِ في اجتياحِ رفح الفلسطينيَّة، ومعبر فيلادلفيا؛ لمنعِ وصولِ المساعداتِ للفلسطينيِّين؛ ليموتُوا جوعًا، ليدفعَ مَن يبقَى منهُم على قيدِ الحياةِ قسرًا على اجتياحِ الحدودِ المصريَّةِ لدخولِ سيناءَ؛ لتكونَ وطنَهم البديل، ولمْ يسلمْ فلسطينيُّو الضفَّة الغربيَّة من حربِ الإبادةِ هذِهِ؛ لإجبارِهم قسرًا على الهجرةِ إلى الأردنِ؛ لتكونَ وطنَهم البديل، وبذلكَ تخلُو فلسطينُ من الفلسطينيِّين، وتتمُّ تصفيةُ القضيَّةِ الفلسطينيَّةِ، وتكونُ أرضُ فلسطينَ دولةً يهوديَّةً خالصةً، بعدَ إبادةِ شعبِهَا «سكَّانها الأصليِّين».. ومِن كلِّ ما سبقَ يتَّضحُ لنَا انعدامُ حقِّ الحياةِ والأمنِ في فلسطينَ بفعلِ الاحتلالِ، والذي سيتبعُهُ انعدامُهُ أيضًا في أراضِي بعضِ البلدانِ العربيَّةِ، التي ستدخلُ ضمنَ دولةِ إسرائيلَ الكُبْرَى، التي تخطِّطُ إسرائيلُ لتحقيقِهَا، وذلكَ بمساندةِ ودعمِ الدولِ الغربيَّةِ الكُبْرَى.