كتاب
جلطات شوارع جدَّة..!!
تاريخ النشر: 24 فبراير 2024 23:54 KSA
قبلَ سنواتٍ، كانتْ طرقُ جدَّة الرَّئيسة تزدحمُ ازدحامًا مُريعًا، وكانَ المرورُ فيهَا يُشبهُ المرورَ من عنقِ الزُّجاجةِ الضيِّقةِ، وتكوَّنتْ فيهَا جلطاتٌ احتاجتْ لعملياتِ قسطرةٍ، أو قلبٍ مفتوحٍ طيلةَ أوقاتِ النَّهارِ وحتَّى اللَّيلِ!.
وبعدَ انتهاءِ الأمانةِ من إنشاءِ الجسورِ فوقَ الطرقِ، وتحريرِ كثيرٍ منهَا من الإشاراتِ المروريَّةِ، خفَّ الازدحامُ، وإنْ لمْ يختفِ منهَا، عكسَ مَا كانَ مأمولًا!.
واليوم، وبعدَ هدمِ الأحياءِ العشوائيَّةِ في جدَّة، وانتقالِ سُكَّانها من المواطنِينَ والمقيمِينَ للعَيْشِ في أحياءٍ نظاميَّةٍ أُخْرَى، حصلتْ نفسُ الحالةِ التجلُّطيَّة، ولكنْ في نقاطِ الالتقاءِ بين الطُّرقِ الرَّئيسةِ، وبين الشَّوارعِ الفرعيَّةِ المتقاطعةِ معهَا، والأمثلةُ على هذَا كثيرةٌ، ولكنْ دعونِي أسرد حالةً واحدةً، وأعتقد أنَّها مثالٌ واضحٌ للغايةِ، وأدعُو مسؤولي الأمانةِ وإدارة المرورِ إلى المعاينةِ الميدانيَّةِ لهذَا المثالِ الذي يوجدُ غيره كثيرٌ!.
وهو المرورُ بعدَ العصرِ إلى المغربِ، وربَّما إلى العِشاءِ في شارعِ صقرِ قريشٍ بحيِّ السَّلامةِ شرقًا إلى طريقِ المدينةِ، في وصلةٍ من الشَّارعِ لا يتجاوزُ طولُهَا بضعَ مئاتٍ من الأمتارِ، لكنَّها تستغرقُ أحيانًا ربعَ ساعةٍ وأكثرَ بالسيَّارةِ، وتتكوَّن الجلطةُ في نقطةِ الالتقاءِ بين الشَّارعِ والطَّريقِ، والشَّاطرُ هو المحظوظُ الذي يمرقُ من الجلطةِ بمهارتِهِ في السِّياقةِ، أو مراوغتِهِ وقدرةِ تحمُّلهِ على الزَّوغانِ يُمنةً ويُسرةً، حتَّى النجاةَ منهَا، وشُكْر اللهِ على ذلكَ كثيرًا!.
وبالطبعِ، فإنَّ الحل لا يكمن في إنشاء جسور أُخْرى، وإلَّا تراكمت الجسور فوق بعضها، وتسببت بتشوه بصري، بل يكمن في إنشاء نظام نقل عام حضاري فوق وتحت الأرض، كما هو الحال في مدن العالم الأول، وهذا هو السبيل الوحيد ليتشجع الناس على ترك سياراتهم عند مساكنهم، وبالتالي تخفيف الازدحام، والمشي لمحطات النقل العام، سواء في الغدو والرواح بينها وبين مقرات أعمالهم، أو حتى لقضاء مشاويرهم المختلفة، ولا أجدُ سبيلًا غيرَ ذلكَ!.
إنَّ جدَّة، ومعَ ازديادِ سُكَّانِهَا وسُيَّاحِهَا وفعاليَّاتِهَا ومهرجاناتِهَا ومعارضِهَا وأسواقِهَا، تحتاجُ لعملياتٍ سريعةٍ وفعَّالةٍ لإنقاذِ شرايينِهَا من الجلطاتِ الخطيرةِ!.
وبعدَ انتهاءِ الأمانةِ من إنشاءِ الجسورِ فوقَ الطرقِ، وتحريرِ كثيرٍ منهَا من الإشاراتِ المروريَّةِ، خفَّ الازدحامُ، وإنْ لمْ يختفِ منهَا، عكسَ مَا كانَ مأمولًا!.
واليوم، وبعدَ هدمِ الأحياءِ العشوائيَّةِ في جدَّة، وانتقالِ سُكَّانها من المواطنِينَ والمقيمِينَ للعَيْشِ في أحياءٍ نظاميَّةٍ أُخْرَى، حصلتْ نفسُ الحالةِ التجلُّطيَّة، ولكنْ في نقاطِ الالتقاءِ بين الطُّرقِ الرَّئيسةِ، وبين الشَّوارعِ الفرعيَّةِ المتقاطعةِ معهَا، والأمثلةُ على هذَا كثيرةٌ، ولكنْ دعونِي أسرد حالةً واحدةً، وأعتقد أنَّها مثالٌ واضحٌ للغايةِ، وأدعُو مسؤولي الأمانةِ وإدارة المرورِ إلى المعاينةِ الميدانيَّةِ لهذَا المثالِ الذي يوجدُ غيره كثيرٌ!.
وهو المرورُ بعدَ العصرِ إلى المغربِ، وربَّما إلى العِشاءِ في شارعِ صقرِ قريشٍ بحيِّ السَّلامةِ شرقًا إلى طريقِ المدينةِ، في وصلةٍ من الشَّارعِ لا يتجاوزُ طولُهَا بضعَ مئاتٍ من الأمتارِ، لكنَّها تستغرقُ أحيانًا ربعَ ساعةٍ وأكثرَ بالسيَّارةِ، وتتكوَّن الجلطةُ في نقطةِ الالتقاءِ بين الشَّارعِ والطَّريقِ، والشَّاطرُ هو المحظوظُ الذي يمرقُ من الجلطةِ بمهارتِهِ في السِّياقةِ، أو مراوغتِهِ وقدرةِ تحمُّلهِ على الزَّوغانِ يُمنةً ويُسرةً، حتَّى النجاةَ منهَا، وشُكْر اللهِ على ذلكَ كثيرًا!.
وبالطبعِ، فإنَّ الحل لا يكمن في إنشاء جسور أُخْرى، وإلَّا تراكمت الجسور فوق بعضها، وتسببت بتشوه بصري، بل يكمن في إنشاء نظام نقل عام حضاري فوق وتحت الأرض، كما هو الحال في مدن العالم الأول، وهذا هو السبيل الوحيد ليتشجع الناس على ترك سياراتهم عند مساكنهم، وبالتالي تخفيف الازدحام، والمشي لمحطات النقل العام، سواء في الغدو والرواح بينها وبين مقرات أعمالهم، أو حتى لقضاء مشاويرهم المختلفة، ولا أجدُ سبيلًا غيرَ ذلكَ!.
إنَّ جدَّة، ومعَ ازديادِ سُكَّانِهَا وسُيَّاحِهَا وفعاليَّاتِهَا ومهرجاناتِهَا ومعارضِهَا وأسواقِهَا، تحتاجُ لعملياتٍ سريعةٍ وفعَّالةٍ لإنقاذِ شرايينِهَا من الجلطاتِ الخطيرةِ!.