كتاب
إبراهيم.. مفتاحٌ لفرسانَ!
تاريخ النشر: 06 مارس 2024 00:48 KSA
ليسَ من قَبيلِ المبالغةِ عندَما أقولُ إنَّ (إبراهيمَ) مفتاحٌ لفرسانَ، لكنْ مَن هُو إبراهيمُ؟ وما هيَ فرسانُ؟ هما عَلَمانِ: الأولُ إنسانٌ مفتونٌ بحبِّ المَكانِ، والأخيرُ مكانٌ فاتنٌ؛ فالإنسانُ هنا هو الأديبُ المؤرِّخُ الأستاذُ (إبراهيم مفتاح) المفتونُ بفرسانَ إنسانًا ومكانًا وثقافةً وتاريخًا، والمكانُ هُنا هو أرخبيلُ الجُزرِ الجميلةِ الحالمةِ ذاتِ المساحةِ الشاسعةِ والموقعِ الإستراتيجيِّ في مياهِ البحرِ الأحمرِ بمنطقةِ جازانَ -جنوبَ غربِ المملكةِ العربيةِ السُّعوديةِ- المسمَّاةِ (جُزر فَرَسَان). قُدِّرَ لي الأسبوعَ الماضِي أنْ أركبَ مياهَ البحرِ لأحطَّ في مرفأِ فرسَانَ، ومنهُ انطلقتُ ومرافقيَّ إلى قلبِ الجزيرةِ الأُمِّ (فرسانَ) وأعيُنُنا تذرعُ الجهاتِ لتكتشفَ معالمَ هذهِ الجزيرةِ. وقفْنا في قلبِ فرسانَ النابضِ بالحياةِ وعرَّجْنا على شاطئِها الجميلِ (شاطئِ الغديرِ) بمياهِهِ الصافيةِ وزرْنا جسرَها (جسرَ المعادي)، وشاهَدْنا بعضَ المعالمِ وغابَ عنَّا الكثيرُ الكثيرُ؛ نظرًا لضِيقِ الوقتِ، غيرَ أنَّ الزائرَ لفرسانَ لا أظنُّهُ إلا يضعُ ضِمنَ برنامجِهِ زيارةَ مفتاحِ فرسانَ وعَلَمِها وأديبها ومؤرخِها الأستاذِ إبراهيم مفتاح، ولذلك زرناهُ في منزلِهِ العامرِ وفي متحفِهِ الغنيِّ بمحتوياتِهِ، وكانَ ليَ معهُ حوارٌ قصيرٌ بثثْتُهُ عبرَ حسَاباتي في مواقعِ التواصلِ.
يظل للأماكن سحرها وتظل لها جمالياتها، وتظل تزخر بكنوزها وتاريخها وثقافتها ومعالمها الطبيعية والجغرافية والتراثية، وما لم يظهر من أبنائها من يكشف الستار عن هذه الكنوز فستظل طي النسيان لا تلفت إليها الانتباهَ، وما لم يكن من أبنائها من يحمل هم المكان وإيصال رسالته وثقافته للآخر، فلن يجهد الآخر نفسه ليكتشفها إلا في القليل النادر.
مِن هنا جاءَ الحديثُ عن إبراهيم مفتاح الذي وُلدَ على ترابِ فرسانَ فأحبَّها وتعلقَ بها ولم يتنكرْ لها، بل بادلَها حُبًّا بحبٍّ ووفاءً بوفاءٍ؛ فوظفَ شِعرَهُ وقلمَهُ وجهدَهُ وعلاقاتِهِ لها؛ فأبرزَ ما تحتاجُهُ عبرَ قصائدِهِ ومقالاتِهِ وكتاباتِهِ ومطالباتِهِ حتى تحققَ لها الكثيرُ مما تستحقُّهُ، ولا أظنُّ قصيدتَهُ التي ألْقاها أمامَ الأميرِ نايفِ بنِ عبدِالعزيزِ -رحمَه اللهُ- عامَ (١٣٩٨هـ) وانثالتْ على إثرِها الخدماتُ لفرسانَ؛ إلا شاهدًا من شواهدَ عديدةٍ على اهتمامِهِ بجزيرتِهِ. افتتانُ إبراهيم مفتاح بفرسانَ يصلُ لحدِّ العشقِ (المَحمودِ) الذي لا يُؤذي الآخرِينَ، وولاؤُهُ لها عميقٌ، ولذا كتبَ عن تاريخِها وآثارِها وجغرافيتِها وثقافتِها وأدبِها بل حتى عَن جيولوجيتِها، وعرَّفَ بها عبرَ الوسائطِ المختلفةِ وعبرَ مؤلفاتِهِ العديدةِ.
مفتاح حالة فريدة ومثال ظاهر لحب المكان والإخلاص له -فضلاً عن كونه أديباً مرموقاً حصد العديد من الجوائز، ورائداً للحركة الأدبية والثقافية في فرسان- ولذا يقول الأستاذ عبدالرحمن يوسف المنتشري على منصة (x) معلقا على حواري مع مفتاح «ومفتاح الإبداعِ والتألقِ مفتاح فرسانَ الذي لا تذكر فرسانَ إلا بمعيتِهِ، فإذا قلتَ إبراهيم مفتاح فكأنكَ تقول فرسان». هذا العلم يستحق المزيدَ منَ القراءاتِ عن نتاجِهِ الأدبي وجهودِهِ في خدمةِ فرسان، ولعلَّ تلميذَهُ (حسين سهيل) فتحَ البابَ بكتابِهِ (إبراهيم مفتاح.. ضوءٌ من أعماقِ البحرِ)، وقد سرَّني إطلاقُ اسمِهِ على أحدِ شوارعِ فرسان، وهو جديرٌ بأنْ يُطلقَ كذلكَ على إحْدى القاعاتِ الثقافيةِ أو التعليميةِ.
بقيَ القولُ إنَّ ربطَ فرسانَ بالبرِّ عبرَ جسرٍ بحريٍّ سيغيرُ وجهَها كليًّا وسيجعلُ منها وِجهةً سكنيةً وسياحيةً فارهةً وهدفًا للمستثمرينَ ورؤوسِ الأموالِ.. وما ذاكَ على وطنِ الخيرِ والعطاءِ بعزيزٍ.
عِشْقُنا كانَ بالترابِ التصاقًا
إنَّ عشقَ الترابِ أشْهى بليَّةْ
وثَرانا.. هو الكُؤوسُ اللَّواتِي
أثْملتْنا.. فنِعمَ هذي الخَطيَّةْ
#إبراهيم_مفتاح
* ألتقيكمْ منتصفَ شوالِ القادم بإذنِ اللهِ.
يظل للأماكن سحرها وتظل لها جمالياتها، وتظل تزخر بكنوزها وتاريخها وثقافتها ومعالمها الطبيعية والجغرافية والتراثية، وما لم يظهر من أبنائها من يكشف الستار عن هذه الكنوز فستظل طي النسيان لا تلفت إليها الانتباهَ، وما لم يكن من أبنائها من يحمل هم المكان وإيصال رسالته وثقافته للآخر، فلن يجهد الآخر نفسه ليكتشفها إلا في القليل النادر.
مِن هنا جاءَ الحديثُ عن إبراهيم مفتاح الذي وُلدَ على ترابِ فرسانَ فأحبَّها وتعلقَ بها ولم يتنكرْ لها، بل بادلَها حُبًّا بحبٍّ ووفاءً بوفاءٍ؛ فوظفَ شِعرَهُ وقلمَهُ وجهدَهُ وعلاقاتِهِ لها؛ فأبرزَ ما تحتاجُهُ عبرَ قصائدِهِ ومقالاتِهِ وكتاباتِهِ ومطالباتِهِ حتى تحققَ لها الكثيرُ مما تستحقُّهُ، ولا أظنُّ قصيدتَهُ التي ألْقاها أمامَ الأميرِ نايفِ بنِ عبدِالعزيزِ -رحمَه اللهُ- عامَ (١٣٩٨هـ) وانثالتْ على إثرِها الخدماتُ لفرسانَ؛ إلا شاهدًا من شواهدَ عديدةٍ على اهتمامِهِ بجزيرتِهِ. افتتانُ إبراهيم مفتاح بفرسانَ يصلُ لحدِّ العشقِ (المَحمودِ) الذي لا يُؤذي الآخرِينَ، وولاؤُهُ لها عميقٌ، ولذا كتبَ عن تاريخِها وآثارِها وجغرافيتِها وثقافتِها وأدبِها بل حتى عَن جيولوجيتِها، وعرَّفَ بها عبرَ الوسائطِ المختلفةِ وعبرَ مؤلفاتِهِ العديدةِ.
مفتاح حالة فريدة ومثال ظاهر لحب المكان والإخلاص له -فضلاً عن كونه أديباً مرموقاً حصد العديد من الجوائز، ورائداً للحركة الأدبية والثقافية في فرسان- ولذا يقول الأستاذ عبدالرحمن يوسف المنتشري على منصة (x) معلقا على حواري مع مفتاح «ومفتاح الإبداعِ والتألقِ مفتاح فرسانَ الذي لا تذكر فرسانَ إلا بمعيتِهِ، فإذا قلتَ إبراهيم مفتاح فكأنكَ تقول فرسان». هذا العلم يستحق المزيدَ منَ القراءاتِ عن نتاجِهِ الأدبي وجهودِهِ في خدمةِ فرسان، ولعلَّ تلميذَهُ (حسين سهيل) فتحَ البابَ بكتابِهِ (إبراهيم مفتاح.. ضوءٌ من أعماقِ البحرِ)، وقد سرَّني إطلاقُ اسمِهِ على أحدِ شوارعِ فرسان، وهو جديرٌ بأنْ يُطلقَ كذلكَ على إحْدى القاعاتِ الثقافيةِ أو التعليميةِ.
بقيَ القولُ إنَّ ربطَ فرسانَ بالبرِّ عبرَ جسرٍ بحريٍّ سيغيرُ وجهَها كليًّا وسيجعلُ منها وِجهةً سكنيةً وسياحيةً فارهةً وهدفًا للمستثمرينَ ورؤوسِ الأموالِ.. وما ذاكَ على وطنِ الخيرِ والعطاءِ بعزيزٍ.
عِشْقُنا كانَ بالترابِ التصاقًا
إنَّ عشقَ الترابِ أشْهى بليَّةْ
وثَرانا.. هو الكُؤوسُ اللَّواتِي
أثْملتْنا.. فنِعمَ هذي الخَطيَّةْ
#إبراهيم_مفتاح
* ألتقيكمْ منتصفَ شوالِ القادم بإذنِ اللهِ.