كتاب

مبنى رقم (4)

* الجميعُ يقرُّ..

* يقرُّ أنَّ المباني لا قيمة لها في عالم اليوم، مهما امتلكت من عناصر الإبهار والأُبَّهة والجمال؛ ما لم تعمَّر بالشَّغف المعرفيِّ، وتُملأ بالصَّخب الفكريِّ، وتُنشَّط بالعقول المُلهَمة؛ فتنثر أنفاسها لعمارة المكان، وتبني أحيزته وسيوحه.


* وهكذا، فقد كانت جامعة الباحة الأسبوع الفارط محطَّ البصر، ومحور الحِراك في منطقة الباحة.

* فعلى مساحة كبيرة، استحالت الجامعة إلى خلية نحل لا تعرف الهدوء، ولا تقف بها الحركة، وتحوَّل، من ثمَّة مبنى (4) في ظرف ثلاثة أيام متواصلة، إلى مكينة جامحة باللقاءات الحيَّة، وورش العمل المتواصلة، والمعارض المُصاحبة، والزيارات المتلاحقة.


* على وجه التحديد، كان أهالي منطقة الباحة على موعد مع «ملتقى لقاءات الباحة 2024»، بما يستجيش به من برامج متنوِّعة، وممكنات معزَّزة؛ فضلًا عن حزمة من الدعامات المحفِّزة الموجَّهة للكوادر الوطنيَّة، ومنشآت القطاع الخاص، وبما يضمنه الملتقى من مسارات تتداعى نحو أبناء وبنات المنطقة، فما بين مسار الباحثين عن العمل، إلى مسار موظَّفي وموظَّفات القطاع الخاص، إلى مسار الطُّلاب والطَّالبات؛ إلى مسار أصحاب العمل، إلى مسار ريادة الأعمال.

* كانت أيامًا مليئةً بالعمل الإرشاديِّ والمهنيِّ، وحافلةً بكل ما يضمن -بمشيئة الله- لأبناء وبنات الباحة مستقبلًا واعدًا بتأهيلهم وتدريبهم، والسَّعي نحو توظيفهم في مختلف الأنشطة والمجالات التي يتطلَّبها سوق العمل.

* وممَّا يثلج الصَّدر، أنَّ الأرقام التي قال بها مدير عام صندوق تنمية الموارد البشرية الأستاذ تركي الجعويني، تُبشِّر بالدور الكبير الذي يعمل عليه (الصندوق)، فهناك أكثر من 374 ألفَ مواطنٍ ومواطنةٍ قام الصندوق بدعمهم للعمل في منشآت القطاع الخاص (2023م)، واستفاد من برامجه ومنتجاته قرابة 1.9 مليون مواطنٍ ومواطنةٍ، فضلًا عن 120 ألفَ منشأةٍ عاملةٍ في كافَّة القطاعات الحيويَّة في وطننا، في مقابل ذلك، تشير الأرقام إلى أنَّ إجماليَّ ما تم صرفه في الفترة ذاتها على برامج دعم التدريب والإرشاد والتَّمكين 8.7 مليارات ريال.

* لقد قلت سابقًا إنَّ جميع برامج تنمية القدرات البشريَّة، لا تدعو فقط إلى استيفاء المزايا والقدرات والمهارات والممكنات، لا تدعو إلى استيفائها في كلِّ مواطن سعوديٍّ على انفراد، فليس من اللازم اللازب، ولا من المُستطاع أو الممكن أنْ يكون كلُّ «مواطن»: قويًّا، وعالمًا، وشاعرًا، وغنيًّا، ورائدَ أعمالٍ، ومفكِّرًا، وروائيًّا، وفنَّانًا؛ ولكن من الضَّروريِّ -بل من الواجب- أنْ يجتمع في الوطن جميع تلك المزايا الممتازة، والمهارات النَّوعيَّة التي تتفرَّق ما بين جميع المواطنين، وتستوعب في الآن ذاته جميع الشبيبة؛ فلا يمكن أنْ تُقسِّم العقول فقط إلى عقل عالم، وعقل أديب؛ فهناك أقسام شتَّى من العقول؛ فهناك العقل المبدع، والعقل المبتكر، والعقل الفنَّان، والعقل الصَّانع، والعقل الإداريُّ، والعقل الرِّياديُّ، والعقل الرياضيُّ، والموسيقيُّ، والجغرافيُّ، والكيميائيُّ، والفيزيائيُّ.

أخبار ذات صلة

حواري مع رئيس هيئة العقار
الحسدُ الإلكترونيُّ..!!
مستشفى خيري للأمراض المستعصية
الحُب والتربية النبوية
;
سلالة الخلايا الجذعية «SKGh»
التسامح جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع
التقويم الهجري ومطالب التصحيح
كأس نادي الصقور.. ختامها مسك
;
المدينـة النائمـة
كتاب التمكين الصحي.. منهج للوعي
الإسلام.. الدِّيانة الأُولى في 2060م
ما لا يرضاه الغرب للعرب!
;
العمل الخيري الصحي.. في ظل رؤية 2030
القمة العربية الإسلامية.. قوة وحدة القرارات
يا صبر عدنان !!
احذروا البخور!!