كتاب

قال إيه؟ قال كيتو!!

أنا من النَّاس الذينَ يحبُّون أكْلَ الحلا حُبًّا جمًّا؛ ممَّا يُسمِّيه السعوديُّون (الكيك)، وربَّما كانت كلمة (أكْل) لا تُعبِّر عن حقيقةِ حبِّي له بالدقَّة المطلوبةِ، ولعلَّ كلمة (التهام) هي أدقُّ لوصفِ حالة الحبِّ الذي أكِنُّه في قلبي له، خصوصًا الكيك الإنجليزي مع شَاي المساءِ!.

ولأنَّ الكيكَ يُصنع من دقيقِ القمح، الذي لا باركَ اللهُ فيمن تلاعبَ في جيناتِهِ في أمريكا؛ بغرضِ زيادةِ كميَّاتِ إنتاجهِ، فجعلهُ سُمًّا يُمْرِضُ النَّاس ويفتكُ بهم بشتَّى أنواعِ الأمراضِ، فقد سَعِدْتُ بانتشارِ محلَّات صناعةِ الكيك بطريقةِ الكيتو، التي يُستخدم فيها دقيقُ اللوزِ بدلًا من القمحِ، إضافةً إلى المُحلِّيات الصِّناعيَّة، واستبدال بالكربوهيدراتِ، البروتينَ والدُّهونَ!.


وهكذَا صارَ كيك الكيتو ضيفًاً مُرحَّبًا به في بيتي، تقريبًا مرَّة واحدةً أو مرَّتيْن في الأسبوعِ، رغم ارتفاعِ سعرِه في محلَّاتهِ بأضعافٍ مُضاعفةٍ عن الكيك العاديِّ، وهو بأمانةٍ لذيذٌ، بل ويفوقُ لذَّة الكيك العاديِّ، ولا تشعرُ بالثقلِ أو الشبعِ اللذيْن تشعرُ بهما في العادةِ بعد أكْلِ الكيك العاديِّ، يعني بلغةِ الطبِّ: صحِّيٌّ وشهيٌّ، ولكنْ قبلَ أنْ تقلِّدوني اقرؤوا ما تبقَّى من المقالِ، لصحَّتكم يا غاليين!.

أنا، وطيلةِ عمري لم أكنْ أشكُو من ارتفاعِ الكوليسترولِ، سواءً الطيَّب منه وهو مرتفعُ الكثافةِ، أو السيئ وهو منخفضُ الكثافةِ، وكذلك الدُّهون الثلاثيَّة، بالرغمِ من أكلِي المنتظم لمُسبِّبات ارتفاعِها، لكنْ بعدَ أسابيعَ من أكلِي لكيكِ الكيتو، ظهرتْ عليَّ أعراضٌ مختلفةٌ، مثل الدُوارِ، وغصَّة في المريءِ، والتهابات في قولونِي الذي هو أصلًا ليس بِناقِصٍ، وعدم راحةٍ في منطقةِ الحوضِ الداخليَّة، وصعوبة إخراجِ الفضلاتِ، الأمر الذي جعلَ طبيبي يفحصُ سكَّري التَّراكميِّ، فوجدَه منضبطًا -بفضل الله- أمَّا الكوليسترول والدُّهون فارتفعتْ لدرجةٍ تدنو من الخطورةِ، وبدأ يُلمِّحُ عن احتماليَّةِ حاجتِي لعملِ مناظيرَ داخليَّةٍ، فأدخلنِي في دوَّامةٍ وهواجسَ!.


وفي ساعة صفاء، تذكرت نصيحة أمي -يرحمها الله- عن كون الإنسان طبيب نفسه، فبدأت أراجع ما آكله، لا سيما كيك الكيتو، وتبحرت في القراءة عنه في الإنترنت، ووجدت مقالات كثيرة عن أضراره فيما لو تم الإكثار منه، وهي زيوت دقيق اللوز الثقيلة، والدهون الحيوانية التي تضاف عليه، والأشد فتكاً منهما هي المحليات الصناعية التي تغتال بكتيريا البطن الحميدة، وتجعل بطن الإنسان ومسالكه البولية مسرحًا للأمراض والالتهابات!.

وبعدَ أسبوعٍ من إقلاعِي عن التهامِ كيك الكيتو، وجدتُ تحسُّنًا كبيرًا في صحَّتي، وصدَّقَت هذا التحسُّن نتائجُ التَّحاليل الطبيَّة، فاستبدلتُ به الفاكهةَ الطبيعيَّةَ التي هي هديةٌ من ربِّ العالمين، ولم تعبثْ بها أيدي البشرِ الجشعين!.

قال إيه؟ قال كيتو! الحمدُ للهِ على الصِّحَّة والعافيةِ!.

أخبار ذات صلة

اللغة الشاعرة
مؤتمر الأردن.. دعماً لوحدة سوريا ومستقبلها
الجهات التنظيمية.. تدفع عجلة التنمية
الاستثمار في مدارس الحي
;
معرض جدة للكتاب.. حلَّة جديدة
«حركية الحرمين».. إخلاص وبرامج نوعية
دموع النهرين...!!
الجمال الهائل في #سياحة_حائل
;
عقيقة الكامخ في يوم العربيَّة
قُول المغربيَّة بعشرةٍ..!!
في رحاب اليوم العالمي للغة العربية
متحف للمهندس
;
وقت الضيافة من حق الضيوف!!
السرد بالتزييف.. باطل
عنف الأمثال وقناع الجَمال: قلق النقد ويقظة الناقد
مزايا مترو الرياض