كتاب
المشي صفاء للذهن وصحة للجسد
تاريخ النشر: 25 مارس 2024 00:27 KSA
يعتبرُ المشيُ أحدَ أفضلِ الرياضاتِ نفعًا في حرقِ السعراتِ الحراريَّةِ، وتقويةِ العضلاتِ، والتحكُّم في الوزنِ؛ إنَّه صفاءٌ للذِّهنِ، وصحةٌ للجسدِ، فهو لا يحتاجُ إلى معدَّاتٍ، ويمكن ممارستهُ في كلِّ مكانٍ، وفي «كينيا» قبلَ ثلاثةِ ملايين عامٍ، أظهرتْ آثارُ الأقدامِ، أنَّ أنماطَ المشيِ تشبهُ -إلى حدٍّ بعيدٍ- تلكَ الموجودةَ لدى البشرِ الآن.
لازلتُ أذكرُ؛ مشرفتِي، أستاذ الأحصاءِ التطبيقيِّ في جامعةِ ويلز «سيلفيا لوتكنز»، كانتْ في حوالى الخامسة والسبعين من العمرِ، كانت تشجِّعنِي على مرافقتهَا في رحلاتِها لتسلُّق الجبالِ في منطقةِ ويلز في إجازةِ نهايةِ الأسبوعِ.
أذكرُ عندمَا جاءتْ لزيارتِي في منزلِي الذي يبعدُ عن منزلِهَا بأكثرِ من خمسة عشر كيلومترًا، عندمَا تعرَّضتُ لنزلةِ بردٍ شديدةٍ ألزمتنِي الفراشَ، جاءتْ مشيًا على الأقدامِ، كانتْ لا تستعملُ مركبتهَا إلَّا في الضرورةِ، لذلكَ كانتْ تتمتَّعُ بحيويَّةٍ، وشبابٍ وعنفوانٍ على الرغمِ من عمرِهَا المتقدِّم.
إنَّ كلَّ شيءٍ بالحركةِ يصحُّ ويصلحُ، ويفسدُ بالركودِ، فأغلبُ تكويننَا من الماءِ، والماءُ بدونِ حركةٍ يفسدُ ويتلوَّث، وأستشهدُ بقولِ الإمامِ الشَّافعيِّ:
إنِّي رأيتُ وقوفَ الماءِ يُفسدُهُ
إنْ سالَ طابَ، وإنْ لمْ يجرِ لمْ يطبِ
ومظاهرُ الكونِ حولنَا تتحرَّك فالليلُ، والنَّهارُ، والشَّمسُ، والقمرُ، جميعهَا متحرِّكة، كلُّ ما حولنَا يتحرَّك؛ فكيفَ نظلُّ نحنُ جامدِينَ لا نتحرَّك؟
ومن أشهرِ الذينَ عُرفُوا برياضةِ المشيِ في العصورِ القديمةِ، هو الفيلسوفُ الإغريقيُّ «أرسطو»، فقدْ كانَ يحبُّ المشيَ، ولا يحبُّ أنْ يلقِي محاضراتِهِ إلَّا وهُو يمشِي مع تلاميذِهِ، ومن أجلِ ذلكَ سمُّوا تلامذته بالمشَّائِين، أو الفلاسفةِ المتجوِّلين.
أمَّا أشهرُ الذينَ عرفُوا برياضةِ المشيِ في العصرِ الحديثِ، هو الفيلسوفُ الألمانيُّ «إيمانويل كانت»، فقد عُرفتْ عنه الدقَّة في برنامجِ المشي، لدرجةِ أنَّ النَّاسَ -وقتهَا- كانُوا إذا رأوُه مغادرًا منزلَهُ ضبطُوا ساعاتِهم على الرابعةِ والنصفِ عصرًا، لأنَّ هذا هو موعدُ الفيلسوفِ للتنزُّهِ!، واليوم أُقيمَ معلمٍ سياحيٍّ في مسقطِ رأسهِ بمدينةِ «كونسبرج» الألمانيَّة، يرتادهُ السيَّاحُ ويقصدونهُ من بينِ بقيةِ المدنِ الألمانيَّةِ يُسمَّى «نزهة الفيلسوف»، وهو نفسُ المكانِ الذي كانَ يتنزَّه فيه «إيمانويل كانت» برياضتهِ المفضلةِ المشي.
السيدةُ الأمريكيَّةُ الأولى السَّابقة «ميشيل أوباما»، قالتْ إنَّ إحدَى هواياتِهَا المفضلة تتمثَّلُ في ممارسةِ رياضةِ المشي، كانتْ تستيقظُ على الساعةِ الرابعةِ والنصفِ صباحًا لممارسةِ الرياضةِ على جهازِ المشي، وذلكَ وفقًا لصحيفةِ نيويورك تايمز.
أمَّا عبقريُّ التاريخِ والحضارةِ الأمريكي «وول ديورانت»، فقدْ كانَ يمشِي في مزارعَ مدينةِ لوس أنجلوس الأمريكيَّة ما يقاربُ الميلَ يوميًّا، ولم يتخلَّ عن هذهِ العادةِ حتَّى في أواخرِ عمرهِ الذي انتهَى عن ستة وتسعين عامًا.
وأختمُ بالدكتورِ محمد حسين هيكل، فقدْ كانَ يقطعُ المسافاتِ الطويلةَ وبشكلٍ يوميٍّ، لدرجةِ أنَّه كانَ يُتعِبُ من يرافقهُ، وقد ذكرَ الأستاذ «ثروت أباظه»، في مذكراتِهِ، كيفَ أنَّه كانَ يتعبُ وهو شبابٌ في مجاراةِ الدكتورِ هيكل -الكهل- خلالَ المشي!
لازلتُ أذكرُ؛ مشرفتِي، أستاذ الأحصاءِ التطبيقيِّ في جامعةِ ويلز «سيلفيا لوتكنز»، كانتْ في حوالى الخامسة والسبعين من العمرِ، كانت تشجِّعنِي على مرافقتهَا في رحلاتِها لتسلُّق الجبالِ في منطقةِ ويلز في إجازةِ نهايةِ الأسبوعِ.
أذكرُ عندمَا جاءتْ لزيارتِي في منزلِي الذي يبعدُ عن منزلِهَا بأكثرِ من خمسة عشر كيلومترًا، عندمَا تعرَّضتُ لنزلةِ بردٍ شديدةٍ ألزمتنِي الفراشَ، جاءتْ مشيًا على الأقدامِ، كانتْ لا تستعملُ مركبتهَا إلَّا في الضرورةِ، لذلكَ كانتْ تتمتَّعُ بحيويَّةٍ، وشبابٍ وعنفوانٍ على الرغمِ من عمرِهَا المتقدِّم.
إنَّ كلَّ شيءٍ بالحركةِ يصحُّ ويصلحُ، ويفسدُ بالركودِ، فأغلبُ تكويننَا من الماءِ، والماءُ بدونِ حركةٍ يفسدُ ويتلوَّث، وأستشهدُ بقولِ الإمامِ الشَّافعيِّ:
إنِّي رأيتُ وقوفَ الماءِ يُفسدُهُ
إنْ سالَ طابَ، وإنْ لمْ يجرِ لمْ يطبِ
ومظاهرُ الكونِ حولنَا تتحرَّك فالليلُ، والنَّهارُ، والشَّمسُ، والقمرُ، جميعهَا متحرِّكة، كلُّ ما حولنَا يتحرَّك؛ فكيفَ نظلُّ نحنُ جامدِينَ لا نتحرَّك؟
ومن أشهرِ الذينَ عُرفُوا برياضةِ المشيِ في العصورِ القديمةِ، هو الفيلسوفُ الإغريقيُّ «أرسطو»، فقدْ كانَ يحبُّ المشيَ، ولا يحبُّ أنْ يلقِي محاضراتِهِ إلَّا وهُو يمشِي مع تلاميذِهِ، ومن أجلِ ذلكَ سمُّوا تلامذته بالمشَّائِين، أو الفلاسفةِ المتجوِّلين.
أمَّا أشهرُ الذينَ عرفُوا برياضةِ المشيِ في العصرِ الحديثِ، هو الفيلسوفُ الألمانيُّ «إيمانويل كانت»، فقد عُرفتْ عنه الدقَّة في برنامجِ المشي، لدرجةِ أنَّ النَّاسَ -وقتهَا- كانُوا إذا رأوُه مغادرًا منزلَهُ ضبطُوا ساعاتِهم على الرابعةِ والنصفِ عصرًا، لأنَّ هذا هو موعدُ الفيلسوفِ للتنزُّهِ!، واليوم أُقيمَ معلمٍ سياحيٍّ في مسقطِ رأسهِ بمدينةِ «كونسبرج» الألمانيَّة، يرتادهُ السيَّاحُ ويقصدونهُ من بينِ بقيةِ المدنِ الألمانيَّةِ يُسمَّى «نزهة الفيلسوف»، وهو نفسُ المكانِ الذي كانَ يتنزَّه فيه «إيمانويل كانت» برياضتهِ المفضلةِ المشي.
السيدةُ الأمريكيَّةُ الأولى السَّابقة «ميشيل أوباما»، قالتْ إنَّ إحدَى هواياتِهَا المفضلة تتمثَّلُ في ممارسةِ رياضةِ المشي، كانتْ تستيقظُ على الساعةِ الرابعةِ والنصفِ صباحًا لممارسةِ الرياضةِ على جهازِ المشي، وذلكَ وفقًا لصحيفةِ نيويورك تايمز.
أمَّا عبقريُّ التاريخِ والحضارةِ الأمريكي «وول ديورانت»، فقدْ كانَ يمشِي في مزارعَ مدينةِ لوس أنجلوس الأمريكيَّة ما يقاربُ الميلَ يوميًّا، ولم يتخلَّ عن هذهِ العادةِ حتَّى في أواخرِ عمرهِ الذي انتهَى عن ستة وتسعين عامًا.
وأختمُ بالدكتورِ محمد حسين هيكل، فقدْ كانَ يقطعُ المسافاتِ الطويلةَ وبشكلٍ يوميٍّ، لدرجةِ أنَّه كانَ يُتعِبُ من يرافقهُ، وقد ذكرَ الأستاذ «ثروت أباظه»، في مذكراتِهِ، كيفَ أنَّه كانَ يتعبُ وهو شبابٌ في مجاراةِ الدكتورِ هيكل -الكهل- خلالَ المشي!