كتاب
البحث عن حل دولتين.. أم عن حل دولة واحدة؟!
تاريخ النشر: 25 مارس 2024 23:33 KSA
قبل انفجار «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر 2023، ظهر مقال طويل في مجلة «الفورين أفيرز» الأمريكية (عدد مايو/ يونيو 2023)، شارك في كتابته أربعة مفكرين أمريكيين قريبين من صناع القرار في بلدهم هم: مايكل بارنت، وناثان براون، ومارك لينش، وشبلي تلهمي، أثار الكثير من ردود الفعل. وكان عنوان المقال أو البحث: «واقع دولة واحدة لإسرائيل ـ حان وقت التخلي عن حل الدولتين».. ذكروا فيه أن عودة بنيامين نتنياهو، على رأس حكومة يمينية تصر على سيادة القانون اليهودي على الفلسطينيين الموجودين في الأراضي التي تحتلها إسرائيل؛ يجعل (حل الدولتين) غير عملي، واستعرض المقال الوضع المأساوي للفلسطينيين في ظل «السيادة اليهودية» التي تحكم بها الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، وحتى ما قبلها، والمعاناة التي يعانيها الفلسطيني في الأراضي المحتلة، وقالوا: إن وعد (حل الدولتين) كان معقولاً عندما وقعت اتفاقية أوسلو عام 1993، عندما كان هناك أمل في حلول وسط، واحتمال تنازل من الطرفين، وقد كتب نتنياهو قائلاً: «إسرائيل ليست لكل مواطنيها».. وإنما «للشعب اليهودي - فقط».
لذا يرى كاتبو المقال أن الإبقاء على فكرة حل الدولتين يعطي لإسرائيل الفرصة للادعاء بأنها دولة ديمقراطية، ولكنها ليست كذلك، بل بالنسبة لليهود فقط. في حين تتعامل مع الفلسطينيين على اعتبار أنهم سكان، بانتظار إقامة دولة، في نفس الوقت الذي تواصل فيه سيادتها اليهودية، ويُحذِّرون من أنه طالما تبقَّى هذا الأمل في حل الدولتين، سوف تبقى نظرة الغرب إلى إسرائيل باعتبارها أنها تمارس الديمقراطية، وإن كان هناك بعض الخلل (المقبول) في أدائها، حيث تحرم الفلسطينيين من العدالة، ويتغاضى الغرب عن هذا الأمر، بانتظار حل الدولتين.
وطالب كُتَّاب المقال بتغيير السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، لأنه لا وجود لما وصفوه بـ «قيم مشتركة» فيما بين الدولتين.. ووضع قواعد للدعم العسكري والاقتصادي لإسرائيل، والتفكير بوضع سياسة مقاطعة للإسرائيليين الأفراد، خاصة المستوطنين، وكذلك على الساسة، بهدف إنهاء حكم إسرائيل للفلسطينيين. وفي العدد التالي من مجلة «فورين أفيرز» (عدد يوليو/ أغسطس 2023)؛ سارع خمسة كُتَّاب من العاملين في السياسة، للرد على المقترحات المثيرة التي وردت في مقال الأكاديميين الأربعة. وانتقد مايكل أورن، وهو سفير سابق لإسرائيل في الأمم المتحدة، وشغل كذلك منصب وكيل وزير في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، انتقد سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط على أساس أنها فاشلة، واعتبر أن مقال الأكاديميين الأربعة هو إعلان موت «حل الدولتين»، ويعيد السبب إلى معارضة الفلسطينيين لذلك خلال أعوام 1937 و1947 و2000 و2001 و2008. قائلاً: إن القادة الفلسطينيين لم يقبلوا إطلاقاً بفكرة «دولتين لشعبين»، بل سعوا إلى تدمير إسرائيل. كما كتب مارتن أنديك (سفير سابق لأمريكا في إسرائيل، في عهد الرئيس بيل كلينتون، ثم مبعوثاُ خاصاً للمحادثات الإسرائيلية ـ الفلسطينية خلال رئاسة باراك أوباما)، كتب رداً على المقال تحت عنوان: «لا تتخلوا عن حل الدولتين»، قائلاً: من الصعب رؤية كيف يمكن تغيير الوضع الحالي، وبينما تبدو في الأفق «انتفاضة ثالثة»، إلا أن هناك ما هو مطلوب أكثر من ذلك لتغيير حسابات إسرائيل حول تكلفة السياسة الحالية. وأكد ما ذكره آخرون ممن ردوا على المقال، بأن المطلوب قيادة جديدة للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وإعادة بناء الثقة فيما بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ونهاية العنف والتوسع الاستيطاني، والتصالح بين حركة حماس ذات التوجُّه الإسلامي والسلطة الفلسطينية.
وشارك أيضاً في كتابة الردود كل من داليا شندلين (كاتبة عمود في صحيفة هاآرتيس الإسرائيلية)، وأسد غانم (بروفيسور علوم سياسية فــي جامعة حيفا)، وروبرت ساتلون (مدير في معهد واشنطن للشرق الأدنى). واختتمت هذه المقالات برد مشترك من كُتَّاب البحث على ما ورد، مؤكدين قناعتهم بما قالوه.
ولا أستطيع في هذا المقال الحديث عن كل ما ورد في البحث الأول والردود. إلا أن أهمية البحوث المتعلقة بحل الدولتين، أو بالأصح حل القضية الفلسطينية، يجعلنا - خاصة هذه الأيام - نهتم ونراجع ما يقال. وشخصياً أعتقد، كما كثيرون، أن انتظار حلول من الخارج ليس عملياً، بل يجب أن تبدأ النخب الفلسطينية في التداعي والبحث عن ما يمكن أن يجمعهم، حتى يمكن أن يحصلوا على أفضل المتاح في الظروف العالمية الحالية، وعدم انتظار أي مستقبل بعيد، بل الإعداد له والحد من خسائر فلسطين.
لذا يرى كاتبو المقال أن الإبقاء على فكرة حل الدولتين يعطي لإسرائيل الفرصة للادعاء بأنها دولة ديمقراطية، ولكنها ليست كذلك، بل بالنسبة لليهود فقط. في حين تتعامل مع الفلسطينيين على اعتبار أنهم سكان، بانتظار إقامة دولة، في نفس الوقت الذي تواصل فيه سيادتها اليهودية، ويُحذِّرون من أنه طالما تبقَّى هذا الأمل في حل الدولتين، سوف تبقى نظرة الغرب إلى إسرائيل باعتبارها أنها تمارس الديمقراطية، وإن كان هناك بعض الخلل (المقبول) في أدائها، حيث تحرم الفلسطينيين من العدالة، ويتغاضى الغرب عن هذا الأمر، بانتظار حل الدولتين.
وطالب كُتَّاب المقال بتغيير السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، لأنه لا وجود لما وصفوه بـ «قيم مشتركة» فيما بين الدولتين.. ووضع قواعد للدعم العسكري والاقتصادي لإسرائيل، والتفكير بوضع سياسة مقاطعة للإسرائيليين الأفراد، خاصة المستوطنين، وكذلك على الساسة، بهدف إنهاء حكم إسرائيل للفلسطينيين. وفي العدد التالي من مجلة «فورين أفيرز» (عدد يوليو/ أغسطس 2023)؛ سارع خمسة كُتَّاب من العاملين في السياسة، للرد على المقترحات المثيرة التي وردت في مقال الأكاديميين الأربعة. وانتقد مايكل أورن، وهو سفير سابق لإسرائيل في الأمم المتحدة، وشغل كذلك منصب وكيل وزير في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، انتقد سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط على أساس أنها فاشلة، واعتبر أن مقال الأكاديميين الأربعة هو إعلان موت «حل الدولتين»، ويعيد السبب إلى معارضة الفلسطينيين لذلك خلال أعوام 1937 و1947 و2000 و2001 و2008. قائلاً: إن القادة الفلسطينيين لم يقبلوا إطلاقاً بفكرة «دولتين لشعبين»، بل سعوا إلى تدمير إسرائيل. كما كتب مارتن أنديك (سفير سابق لأمريكا في إسرائيل، في عهد الرئيس بيل كلينتون، ثم مبعوثاُ خاصاً للمحادثات الإسرائيلية ـ الفلسطينية خلال رئاسة باراك أوباما)، كتب رداً على المقال تحت عنوان: «لا تتخلوا عن حل الدولتين»، قائلاً: من الصعب رؤية كيف يمكن تغيير الوضع الحالي، وبينما تبدو في الأفق «انتفاضة ثالثة»، إلا أن هناك ما هو مطلوب أكثر من ذلك لتغيير حسابات إسرائيل حول تكلفة السياسة الحالية. وأكد ما ذكره آخرون ممن ردوا على المقال، بأن المطلوب قيادة جديدة للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وإعادة بناء الثقة فيما بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ونهاية العنف والتوسع الاستيطاني، والتصالح بين حركة حماس ذات التوجُّه الإسلامي والسلطة الفلسطينية.
وشارك أيضاً في كتابة الردود كل من داليا شندلين (كاتبة عمود في صحيفة هاآرتيس الإسرائيلية)، وأسد غانم (بروفيسور علوم سياسية فــي جامعة حيفا)، وروبرت ساتلون (مدير في معهد واشنطن للشرق الأدنى). واختتمت هذه المقالات برد مشترك من كُتَّاب البحث على ما ورد، مؤكدين قناعتهم بما قالوه.
ولا أستطيع في هذا المقال الحديث عن كل ما ورد في البحث الأول والردود. إلا أن أهمية البحوث المتعلقة بحل الدولتين، أو بالأصح حل القضية الفلسطينية، يجعلنا - خاصة هذه الأيام - نهتم ونراجع ما يقال. وشخصياً أعتقد، كما كثيرون، أن انتظار حلول من الخارج ليس عملياً، بل يجب أن تبدأ النخب الفلسطينية في التداعي والبحث عن ما يمكن أن يجمعهم، حتى يمكن أن يحصلوا على أفضل المتاح في الظروف العالمية الحالية، وعدم انتظار أي مستقبل بعيد، بل الإعداد له والحد من خسائر فلسطين.