كتاب
العزوف الجماهيري عن السينما.. ما أسبابه؟!
تاريخ النشر: 27 مارس 2024 23:47 KSA
جاءَ في صحيفةِ «الاقتصادية» في ٤ مارس ٢٠٢٤ تحتَ عنوان «السِّينما السعوديَّة.. هل يهددُ العزوفُ الجماهيريُّ ربحيَّتهَا بعدَ انطلاقةٍ قويَّةٍ؟»..
هناكَ أسبابٌ متعدِّدةٌ خلفَ تقهقرِ الإقبالِ على السينمَا عن بدايةِ انطلاقتِهَا، بداية انطلاقِ السينمَا في السعوديَّةِ كما نعلمُ صاحبَهُ وهجٌ غيرُ طبيعيٍّ، وقدْ بدأَ بإقبالٍ جماهيريٍّ، ويومهَا قلتُ لصديقِي: سيخبُو هذَا الإقبالُ، وستعودُ النَّاسُ لمشاهدةِ كلِّ ما تريدُه من أفلامٍ ومسلسلاتٍ في منازلِهَا عبرَ الأجهزةِ التقنيَّةِ الحديثةِ؛ لأنَّ ذلكَ أيسرُ وأسهلُ للمتابعةِ، لكنَّ صديقِي مأخوذٌ من أولهِ إلى آخرهِ بالوهجِ، حيثُ قالَ: إنَّ السينمَا مظهرٌ حضاريٌّ ودليلٌ على تقدُّمِ الأممِ. فقلتُ لهُ: دخَّلت شعبان في رمضانَ، حضارةُ الأممِ وتقدُّمها ليسَ له علاقةٌ بالسينمَا، وقلتُ لهُ -يومها-: مَا هِي إلَّا سنواتٌ وسيكونُ سوقُهَا كسادًا، وذلكَ بسببِ مَا نحنُ عليهِ من توفُّرِ ما نطلبُهُ ونريدُ أنْ نشاهدَهُ في غيرِ السينمَا، وها هِي الأيامُ تثبتُ ما قلتُ، حيثُ تعانِي -اليوم- دورُ وصالاتُ السينمَا من شبهِ عزوفٍ جماهيريٍّ عنهَا، ولازلتُ أقولُ: إنَّ هذَا شيءٌ طبيعيٌّ في عصرٍ جديدٍ غيرِ العصرِ الذي لم يكنْ المشاهدةُ فيهِ إلَّا في دورِ السينمَا، وليسَ أمرُ العزوفِ عندنَا فقطْ، بلْ تعانِي منهُ دولُ الخليجِ والعالم، فمَا أسبابُ ذلكَ؟
إنَّ غزو وسائل التلقي الإلكتروني أصبحت متعددة ومتنوعة، وبالتالي الاختيار لمتابعة الأفلام والمسلسلات العربية والأجنبية متوفرة حتى في غرف النوم، هذا بالإضافة لوجودها في الحضر والسفر، وفي كل مكان ليلا ونهاراً، والسبب الآخر لم تعد الأفلام والمسلسلات فيها جديد، وما يتطرق فيها من عرض كلها أفكار متكررة وبعضهم يسرق من بعض، خاصة ما يقدم للشباب وصغار السن وللمرأة على وجه الخصوص، وهناكَ إسفافٌ واستخفافٌ بعقليَّةِ المشاهدِ، هذَا من جانبٍ، ومن جانبٍ آخرَ غزت اللقطاتُ السريعةُ والمشاهدُ الخاطفةُ حياةَ النَّاسِ، فأصبحَ الكثيرُ منهم -خاصَّةً البنات والأولاد- ليسَ لديهم رغبةٌ في أفلامٍ ومسلسلاتٍ مطوَّلةٍ ومهزوزةِ المحتوى، قد لا تتطرَّق للواقعِ، ولا تكونُ على هواهُم، هذَا إذَا أُضيف لذلكَ ناحيتان أولهمَا التكلفةُ الماديَّةُ للتذاكرِ، خاصَّةً إذَا كانَ ذلكَ لأُسرةٍ لديهَا أربعةُ أطفالٍ، وثانيهمَا العنتُ الذي يواجهُ النَّاسَ من زحمةِ الطريقِ، وزحمةِ الوصولِ إلى دورِ السينمَا، لقدْ زاحمت التقنياتُ ووسائلُ المشاهدةِ المتعدِّدة دورَ السينمَا؛ لأنَّها سهلةُ التناولِ، حيث تمتدُّ أذرعهَا في المنازلِ وفي الحضرِ والسفرِ وفي السيَّارةِ والطَّائرةِ حتَّى أصبحَ الإنسانُ يحتارُ فيمَا يتابعُ، فالسينمَا ودورهَا ستتحوَّل إلى ذكرَى تقنيَّةٍ وأماكنَ تاريخيَّةٍ تراثيَّةٍ، وستبقَى شريحةٌ اجتماعيَّةٌ تذهبُ إليها للجانبِ الاجتماعيِّ، وتناول الفشارِ، كانت السينمَا النافذةَ الوحيدةَ لعرضِ الأفلامِ والمشاهدةِ، ولكنَّها -اليوم- ليسَ كذلكَ؛ لتعدُّد وتنوُّع الفعاليَّاتِ الفنيَّةِ والثقافيَّةِ والترفيهيَّةِ والرياضيَّةِ وانتعاشِ منصَّاتِ نيتفليكس وشاهد.
هناكَ أسبابٌ متعدِّدةٌ خلفَ تقهقرِ الإقبالِ على السينمَا عن بدايةِ انطلاقتِهَا، بداية انطلاقِ السينمَا في السعوديَّةِ كما نعلمُ صاحبَهُ وهجٌ غيرُ طبيعيٍّ، وقدْ بدأَ بإقبالٍ جماهيريٍّ، ويومهَا قلتُ لصديقِي: سيخبُو هذَا الإقبالُ، وستعودُ النَّاسُ لمشاهدةِ كلِّ ما تريدُه من أفلامٍ ومسلسلاتٍ في منازلِهَا عبرَ الأجهزةِ التقنيَّةِ الحديثةِ؛ لأنَّ ذلكَ أيسرُ وأسهلُ للمتابعةِ، لكنَّ صديقِي مأخوذٌ من أولهِ إلى آخرهِ بالوهجِ، حيثُ قالَ: إنَّ السينمَا مظهرٌ حضاريٌّ ودليلٌ على تقدُّمِ الأممِ. فقلتُ لهُ: دخَّلت شعبان في رمضانَ، حضارةُ الأممِ وتقدُّمها ليسَ له علاقةٌ بالسينمَا، وقلتُ لهُ -يومها-: مَا هِي إلَّا سنواتٌ وسيكونُ سوقُهَا كسادًا، وذلكَ بسببِ مَا نحنُ عليهِ من توفُّرِ ما نطلبُهُ ونريدُ أنْ نشاهدَهُ في غيرِ السينمَا، وها هِي الأيامُ تثبتُ ما قلتُ، حيثُ تعانِي -اليوم- دورُ وصالاتُ السينمَا من شبهِ عزوفٍ جماهيريٍّ عنهَا، ولازلتُ أقولُ: إنَّ هذَا شيءٌ طبيعيٌّ في عصرٍ جديدٍ غيرِ العصرِ الذي لم يكنْ المشاهدةُ فيهِ إلَّا في دورِ السينمَا، وليسَ أمرُ العزوفِ عندنَا فقطْ، بلْ تعانِي منهُ دولُ الخليجِ والعالم، فمَا أسبابُ ذلكَ؟
إنَّ غزو وسائل التلقي الإلكتروني أصبحت متعددة ومتنوعة، وبالتالي الاختيار لمتابعة الأفلام والمسلسلات العربية والأجنبية متوفرة حتى في غرف النوم، هذا بالإضافة لوجودها في الحضر والسفر، وفي كل مكان ليلا ونهاراً، والسبب الآخر لم تعد الأفلام والمسلسلات فيها جديد، وما يتطرق فيها من عرض كلها أفكار متكررة وبعضهم يسرق من بعض، خاصة ما يقدم للشباب وصغار السن وللمرأة على وجه الخصوص، وهناكَ إسفافٌ واستخفافٌ بعقليَّةِ المشاهدِ، هذَا من جانبٍ، ومن جانبٍ آخرَ غزت اللقطاتُ السريعةُ والمشاهدُ الخاطفةُ حياةَ النَّاسِ، فأصبحَ الكثيرُ منهم -خاصَّةً البنات والأولاد- ليسَ لديهم رغبةٌ في أفلامٍ ومسلسلاتٍ مطوَّلةٍ ومهزوزةِ المحتوى، قد لا تتطرَّق للواقعِ، ولا تكونُ على هواهُم، هذَا إذَا أُضيف لذلكَ ناحيتان أولهمَا التكلفةُ الماديَّةُ للتذاكرِ، خاصَّةً إذَا كانَ ذلكَ لأُسرةٍ لديهَا أربعةُ أطفالٍ، وثانيهمَا العنتُ الذي يواجهُ النَّاسَ من زحمةِ الطريقِ، وزحمةِ الوصولِ إلى دورِ السينمَا، لقدْ زاحمت التقنياتُ ووسائلُ المشاهدةِ المتعدِّدة دورَ السينمَا؛ لأنَّها سهلةُ التناولِ، حيث تمتدُّ أذرعهَا في المنازلِ وفي الحضرِ والسفرِ وفي السيَّارةِ والطَّائرةِ حتَّى أصبحَ الإنسانُ يحتارُ فيمَا يتابعُ، فالسينمَا ودورهَا ستتحوَّل إلى ذكرَى تقنيَّةٍ وأماكنَ تاريخيَّةٍ تراثيَّةٍ، وستبقَى شريحةٌ اجتماعيَّةٌ تذهبُ إليها للجانبِ الاجتماعيِّ، وتناول الفشارِ، كانت السينمَا النافذةَ الوحيدةَ لعرضِ الأفلامِ والمشاهدةِ، ولكنَّها -اليوم- ليسَ كذلكَ؛ لتعدُّد وتنوُّع الفعاليَّاتِ الفنيَّةِ والثقافيَّةِ والترفيهيَّةِ والرياضيَّةِ وانتعاشِ منصَّاتِ نيتفليكس وشاهد.