كتاب

حتى لا يُستباح تاريخ المدينة!

* (المدينة المنوَّرة) خَلَقَتْ -ولا تزالُ- تراثًا ثقافيًّا وحضاريًّا ومعرفيًّا ضخمًا في مختلفِ المعارفِ والعلومِ الإنسانيَّةِ والسلوكيَّاتِ البشريَّةِ، ومكانتهَا وعراقتهَا وأصالتهَا وثراءِ تاريخِهَا وفضائلِهَا من المُسلَّماتِ والثَّوابتِ عندَ أكثرِ من «مليارٍ و600 مليونِ مسلمٍ حولَ العالمِ»، وكلُّهم يشتاقُ لزيارتِهَا والاطِّلاعِ ميدانيًّا على معالمِهَا وآثارِهَا، وبالتَّأكيدِ كلُّ أولئكَ يرغبُ دائمًا في قراءةِ ومعرفةِ تفاصيلِ موروثِهَا.

*****


* وتلبيةً لتلكَ الاحتياجاتِ، ومع سطوةِ مواقعِ وبرامجِ التواصلِ الحديثةِ كـ: (تويتر، واليوتيوب، والسناب شات، والفيس بوك، والواتساب) اجتهدتْ نخبةٌ محاولةً استثمارَ تلكَ المنصَّاتِ بإطلاقِ حساباتٍ ومجموعاتٍ لتسليطِ الضوءِ على تاريخِ تلكَ المدينةِ الطَّاهرةِ، من خلالِ نشرِ المعلوماتِ والصورِ والمقاطعِ المرئيَّةِ، أيضًا هناكَ بعضُ القنواتِ الفضائيَّةِ سعتْ للدخولِ في هذا الميدانِ؛ بحثًا عن وهجهِ وكثرةِ متابعيهِ؛ وذلكَ عبرَ برامجَ استضافتْ فيهَا طائفةً من المهتمِّين؛ كذلكَ هناكَ شركاتُ أو مؤسَّساتُ عُمرة، ومع تزايدِ أعدادِ الزوَّارِ التي تتجاوزُ الـ(10 ملايين سنويًّا) أصبحتْ مهتمَّةً بتنظيمِ جولاتٍ لهم لمعالمَ «طيبة الطَّيبة».

*****


* وهنا مع تأكيدي على احترامي الكبير جداً لكلِّ المهتمين بتاريخ ومعالم مدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإيماني بحسن نواياهم، وحرصهم على خدمتها، أرى أن بعض الاجتهادات قد لا يحالفها التوفيق في تلك الساحة والمساحة، وأن هناك معلوماتٍ قـد تنشر استناداً للعاطفة دون التأكد من موثوقيتها من المصادر المعتبرة؛ ولذا أرى أهمية أن يكون للمهتمين بتاريخ وتراث (المدينة المنورة) مظلة تنظيمية تجمعهم، الأحقُّ بها (مركز بحوثها ودراساتها).

*****

* تلك المناشدة ُسبقَ وطرحتُهَا في هذهِ الزَّاويةِ، وقد تذكَّرتُها (والمركز) يُنفِّذُ دورةً تأهيليَّةً للمرشدِين السياحيِّين بعنوانِ: (مسار بدر التاريخي)، وبرنامجهَا يشتملُ على دراسةٍ نظريَّةٍ أكاديميَّةٍ إضافةً للتطبيقِ العمليِّ والميدانيِّ؛ وتأتي تلكَ الدورةُ ضمنَ مشروعاتٍ وبرامجَ ومبادراتٍ رائدةٍ ورائعةٍ يقدِّمهَا (المركزُ) بقيادةِ مديرِه العامِّ الأستاذ الدكتور فهد الوهبي.

*****

*ولذَا هذَا رجاءٌ ونداءٌ لـ(المركزِ)؛ لكَي يعملَ على إنشاءِ جمعيَّةٍ أو رابطةٍ تجمعُ أولئكَ الأعزَّاءَ، وكذَا عقد ملتقى سنويًّا يُؤطِّر عملَهم، وتعزيز خبراتِهم بدوراتٍ تدريبيَّةٍ، وبعدَ ذلكَ يكونُ لهم رُخصٌ معتمدةٌ، وكلُّ ذلكَ حفاظًا على التَّاريخِ المدينيِّ الثَّريِّ، ودعمًا لحضورهِ في صورتهِ الصحيحةِ والنقيَّةِ، وحتَّى لا يكون الحديثُ فيه مستباحًا لأيِّ أحدٍ، وسلامتكم.

أخبار ذات صلة

شهامة سعودية.. ووفاء يمني
(مطبخ) العنونة الصحفيَّة..!!
رؤية وطن يهزم المستحيل
ريادة الأعمال.. «مسك الواعدة»
;
هل يفي ترامب بوعوده؟
رياضة المدينة.. إلى أين؟!
جيل 2000.. والتمور
التراث الجيولوجي.. ثروة تنتظر الحفظ والتوثيق
;
قصَّة أوَّل قصيدة حُبٍّ..!
حواري مع رئيس هيئة العقار
الحسدُ الإلكترونيُّ..!!
مستشفى خيري للأمراض المستعصية
;
الحُب والتربية النبوية
سلالة الخلايا الجذعية «SKGh»
التسامح جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع
التقويم الهجري ومطالب التصحيح