كتاب
الصناعة.. قَدَر الخليج ومستقبله
تاريخ النشر: 24 أبريل 2024 00:02 KSA
ربما لا تدرك الأجيال الحالية أنَّ الصناعة كانت -في عُرف بعض الناس- أمرًا غير مرغوب فيه، وهذا الأمر لا ينطبق على الصناعات جميعها، وإنما على نوع محدد منها كانت لا تحظى ممارستها بالقبول. تلك كانت مرحلة زمنية وتولَّت، واليوم نعيش مرحلة زمنية مغايرة أخذت الصناعة فيها مفهومًا مختلفًا وشكلًا مغايرًا، ولم تعد تقتصر على الصناعات اليدوية؛ بل تخطَّت ذلك فحلَّت الآلات مكان الأيدي، فكان المُخْرَج صناعات متطورة وغاية في الدقة والإتقان، وآية في الخدمات التي تقدمها للبشرية، والأهم من ذلك كلِّه هو أنَّ هذه الصناعات الحديثة متى ما كانت متنوعة (كَمًّا) ومتفوقة (كَيْفًا)؛ فإنَّها تجعل من القائمِين عليها والمنتجِين لها أصحابَ سيادة وريادة، وتجعلهم في صدارة العالَم، وتجعل الكثير من مفاتيح التقدم والتنمية بأيديهم.
ومعلوم أنَّ روح هذه الصناعات وعصبها وشريانها الذي لا تقوم إلَّا به هو (النفط) الذي يأتي في المقام الأول وبفارق كبير عن غيره، ولو أنَّنا تأملنا حال الكثير من الدول الصناعية التي بيدها مفاتيح النهضة والتقدم -ومثال ذلك أوروبا واليابان والصين- لوجدناها دولًا لا تُصنَّف على أنَّها دول نفطية، ومع هذا برعت في الصناعات وكانت رائدة فيها، وبزَّت العالم بصناعاتها الحديثة المتطورة والمتنوعة. بالمقابل حينما ننظر للدول التي تصنف على أنَّها دول نفطية بالمقام الأول، فإنَّنا نجد بعض دول العالم العربي تأتي في مقدمة تلك الدول وعلى الأخص دول الخليج العربي، ومع أنَّ هذه الدول -أعني دول الخليج- تملك مفاتيح الصناعة إلَّا أنَّ الصناعة فيها لم تأخذ مكانها -مع تفاوت بين تلك الدول- ولم تحظَ بالتفاتة جادة نحوها، خصوصًا وأنَّ النفط -الذي هو عصب الصناعة وشريانها- يتوافر فيها بكميات هائلة، فهل ما تزال النظرة القديمة للصناعة حاضرة لدى دول الخليج؟.
الأمر الذي نتفق عليه هو أنَّ دول الخليج تملك وبشدة مفتاح الصناعات، وتملك كلمة الفصل في هذا الأمر ألا وهو النفط، ولقد جرَّبتْ -وما تزال تجرِّب- أشكالًا متنوعة من الأمور التي تظنها من المُمَكِّنات التي تضمن لها التفوقَ ومواقعَ الصدارةِ والبروزَ، ولفتَ أنظار العالَم وزيادةَ الدخل، لكن هذه الأمور -التي نجحت عند غيرها- لم تنجح عندها، ولم تحقق الغايات المرجوَّة منها، وإن كان من نجاح فهو نجاح مؤقت له تبعاته المُكلِّفة؛ وما ذاك إلَّا لأنَّ دول الخليج ربما أنَّها ليست هي البيئة الملائمة (تمامًا) لها، وربما لا يتوافر لديها المناخ المناسب لتمكين هذه الأمور ونجاحها والتفوق فيها.
وعليه، فحينما تقف دول الخليج مع أنفسها بصدق وشفافية؛ فإن الباب الذي يمكن لها الدخول منه والتفوق من خلاله ومقارعة العالم المتقدم ولفت أنظاره هو باب الصناعة -والصناعة وحدها- خصوصاً وهي تملك مفتاحها السحري الذي هو النفط، وقل ما شئت تحت مفهوم الصناعة (من الإبرة وما دونها حتى القنبلة وما يفوقها)، والتوسُّع فيه (رأسيًّا وأُفُقيًّا)، فضلًا عن ما يتبع هذا التوسع من توفير للفرص الوظيفية لأبناء دول الخليج. فهل لديها استعداد للمراجعة والإقبال على الصناعة التي تملك مفاتيحها والتي هي قَدَرُها في هذا الظرف التاريخي ومستقبلها الحقيقي وسلاحها الاستراتيجي؟ أمَّا عدا ذلك فهو تفويت للفرص السانحة ومطاردة لما ليس هو قَدَرها، ما يودي بها للتأخر عن اللحاق بالرَّكْب العالَمي.
ومعلوم أنَّ روح هذه الصناعات وعصبها وشريانها الذي لا تقوم إلَّا به هو (النفط) الذي يأتي في المقام الأول وبفارق كبير عن غيره، ولو أنَّنا تأملنا حال الكثير من الدول الصناعية التي بيدها مفاتيح النهضة والتقدم -ومثال ذلك أوروبا واليابان والصين- لوجدناها دولًا لا تُصنَّف على أنَّها دول نفطية، ومع هذا برعت في الصناعات وكانت رائدة فيها، وبزَّت العالم بصناعاتها الحديثة المتطورة والمتنوعة. بالمقابل حينما ننظر للدول التي تصنف على أنَّها دول نفطية بالمقام الأول، فإنَّنا نجد بعض دول العالم العربي تأتي في مقدمة تلك الدول وعلى الأخص دول الخليج العربي، ومع أنَّ هذه الدول -أعني دول الخليج- تملك مفاتيح الصناعة إلَّا أنَّ الصناعة فيها لم تأخذ مكانها -مع تفاوت بين تلك الدول- ولم تحظَ بالتفاتة جادة نحوها، خصوصًا وأنَّ النفط -الذي هو عصب الصناعة وشريانها- يتوافر فيها بكميات هائلة، فهل ما تزال النظرة القديمة للصناعة حاضرة لدى دول الخليج؟.
الأمر الذي نتفق عليه هو أنَّ دول الخليج تملك وبشدة مفتاح الصناعات، وتملك كلمة الفصل في هذا الأمر ألا وهو النفط، ولقد جرَّبتْ -وما تزال تجرِّب- أشكالًا متنوعة من الأمور التي تظنها من المُمَكِّنات التي تضمن لها التفوقَ ومواقعَ الصدارةِ والبروزَ، ولفتَ أنظار العالَم وزيادةَ الدخل، لكن هذه الأمور -التي نجحت عند غيرها- لم تنجح عندها، ولم تحقق الغايات المرجوَّة منها، وإن كان من نجاح فهو نجاح مؤقت له تبعاته المُكلِّفة؛ وما ذاك إلَّا لأنَّ دول الخليج ربما أنَّها ليست هي البيئة الملائمة (تمامًا) لها، وربما لا يتوافر لديها المناخ المناسب لتمكين هذه الأمور ونجاحها والتفوق فيها.
وعليه، فحينما تقف دول الخليج مع أنفسها بصدق وشفافية؛ فإن الباب الذي يمكن لها الدخول منه والتفوق من خلاله ومقارعة العالم المتقدم ولفت أنظاره هو باب الصناعة -والصناعة وحدها- خصوصاً وهي تملك مفتاحها السحري الذي هو النفط، وقل ما شئت تحت مفهوم الصناعة (من الإبرة وما دونها حتى القنبلة وما يفوقها)، والتوسُّع فيه (رأسيًّا وأُفُقيًّا)، فضلًا عن ما يتبع هذا التوسع من توفير للفرص الوظيفية لأبناء دول الخليج. فهل لديها استعداد للمراجعة والإقبال على الصناعة التي تملك مفاتيحها والتي هي قَدَرُها في هذا الظرف التاريخي ومستقبلها الحقيقي وسلاحها الاستراتيجي؟ أمَّا عدا ذلك فهو تفويت للفرص السانحة ومطاردة لما ليس هو قَدَرها، ما يودي بها للتأخر عن اللحاق بالرَّكْب العالَمي.