كتاب

سلالة النبيِّ هارون..!!

قبلَ أيَّامٍ، وفيمَا يُسمَّى عيد الفصحِ اليهوديِّ السنويِّ، وهُو في الحقيقةِ عيدُ الفضحِ لَا الفصحِ، احتفلَ أكثرُ من ثلاثِينَ ألفَ صهيونيٍّ متشدِّدٍ عندَ حائطِ المبكَى الذِي هُو في الأصلِ الصحيحِ حائطُ البُراقِ، حيثُ عُرجَ بالنبيِّ محمَّدٍ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- إلى سدرةِ المُنتهَى التِي عندهَا جنَّةُ المأوَى.

وبدا الاحتفالُ اليهوديُّ مختلفًا هذهِ السَّنة، إذْ تحوَّل إلى رقصةِ حربٍ بعدَ أنْ كانَ طقوسًا تعبُّديَّةً، وكانَ عددُ المحتفلِينَ أكثرَ من كلِّ سنةٍ بأضعافَ مُضاعفةٍ، الأمرُ الذِي يُنبئُ عن شيءٍ ما يُحيكهُ اليهودُ ضدَّ المسجدِ الأقصَى، ومَا حولَهُ من أرضٍ مُباركةٍ.


وذكَّرنِي مشهدُ المجتمعِينَ الصهاينةِ أسفلَ الحائطِ ببنِي إسرائيلَ وهُم أسفل جبلِ الطورِ قبلَ آلافِ السِّنين، حينَ كانَ النبيُّ موسَى -عليهِ السَّلامُ- على قمَّةِ الجبلِ يتلقَّى التوراةَ من ربِّهِ، بينمَا هُم يرقصُونَ حولَ العجلِ الذهبيِّ الذِي صنعُوه من الذَّهبِ المأخوذِ من مصرَ وعبدُوه من دونِ اللهِ، حتَّى أتَى موسى إليهِم غضبانَ أسِفًا.

وحسب الإعلاميِّ الصهيونيِّ إيدي كوهين، فإنَّ هؤلاءَ الثلاثِينَ ألفَ صهيونيٍّ قدْ اُخْتِيرُوا دونَ غيرهِم للتجمُّعِ والاحتفالِ والرَّقصِ هذهِ السَّنة؛ لأنَّهُم من سلالةِ النبيِّ هارون -عليهِ السَّلامُ- بعدَ فحصِ الـDNA لسلالاتِ اليهودِ في العصرِ الحديثِ، وما أكذب اليهودُ عندمَا يزعمُونَ معرفتهُم بجيناتِ أنبيائِهم الذِينَ لا يعرفُونَ أصلًا مواقعَ قبورِهِم، ولو عرفُوا ما مكَّنهم اللهُ من نبشهَا وفحصِ أجسادِ الأنبياءِ، فضلًا عن كونِ أصولِ معظمِ الإسرائيليِّين الحاليِّين تعودُ لأوروبَا، وليسَ لهُم صِلةٌ باليهودِ الذِينَ عاشُوا قبلَ آلافِ السِّنينَ سوَى الدِّينِ والعقيدةِ.


والموضوعُ ببساطةٍ هُو أنَّ الحربَ التِي ما زالتْ إسرائيلُ توقدهَا منذُ شهورٍ على غزَّة، مدعومةً من الغربِ وأمريكَا، قدْ أصبحتْ حربًا دينيَّةً بامتيازٍ ضدَّ كلِّ مَا هُو إسلاميٌّ، وأنَّ حربَ غزَّة لمْ تُنْسِ إسرائيلَ هدفهَا الأوَّل، وهُو هدمُ المسجدِ الأقصَى، وإعادةُ بناءِ هيكلِ سليمانَ المزعومِ، وتوسيعُ رقعةِ إسرائيلَ؛ لتصبحَ دولةً يهوديَّةً عُظمَى تسيطرُ بالقوَّةِ العسكريَّةِ، وتهيمنُ على مفاصلِ اقتصادِ المنطقةِ.

قالَ إِيه؟ قالَ سلالة النبيِّ هارون، وهُو منهُم براءٌ..!

أخبار ذات صلة

اللغة الشاعرة
مؤتمر الأردن.. دعماً لوحدة سوريا ومستقبلها
الجهات التنظيمية.. تدفع عجلة التنمية
الاستثمار في مدارس الحي
;
معرض جدة للكتاب.. حلَّة جديدة
«حركية الحرمين».. إخلاص وبرامج نوعية
دموع النهرين...!!
الجمال الهائل في #سياحة_حائل
;
عقيقة الكامخ في يوم العربيَّة
قُول المغربيَّة بعشرةٍ..!!
في رحاب اليوم العالمي للغة العربية
متحف للمهندس
;
وقت الضيافة من حق الضيوف!!
السرد بالتزييف.. باطل
عنف الأمثال وقناع الجَمال: قلق النقد ويقظة الناقد
مزايا مترو الرياض