كتاب

مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!

أقرَّت وزارةُ التعليم تدريسَ مقررٍ دراسيٍّ سمَّتهُ (الكتابة الوظيفيَّة والإبداعيَّة)، وذلك لطلاب الثالث الثانوي -نظام المسارات- وجعلته اختياريًّا. بنظرةٍ سريعة على محتويات المقرر نجدها جيِّدة في معظمها، وتواكب مستجدات العصر وما يتطلبه السوق اليوم من مهارات كتابيَّة وإبداعيَّة، لكن وانطلاقًا من أهداف المقرر التي منها (رفع الذائقة الجماليَّة لدى طلاب المرحلة الثانويَّة، وتحقيق أهداف تعزيز استعمال اللغة العربيَّة في المجال الوظيفي)، فإننا نجد في المتن ما لا يحقق هذه الأهداف، ونجد بعض الملحوظات التي يجدر بنا الوقوف معها.

لن أُحيط -في هذه العجالة- بالمقرر الذي يقع في (٣٠٩) صفحات، غير أنَّ من الملحوظات ما نجده في موضوع (الكتابة العَروضيَّة) صفحة (٣١)، حيث جيء ببيت امرئ القيس (قِفا نبكِ...) وهو على بحر الطويل، وفُصِّلت تفعيلاته، ثم جيء بعده بنشاط تطبيقي عبارة عن تفعيلات بحر المتقارب، وفي صفحة (٢٦٧) جيء ببيت غازي القصيبي (درب من العشق...) وهو على بحر البسيط، وطُلب من الطالب أنْ يختار وزنه من بين تفعيلات بحرَين أحدهما للمتقارب والآخر للمتدارك، وتكرر الخطأ مع البيت نفسه صفحة (٢٦٩)، وفي موضوع (الشعر العربي الفصيح) صفحة (٢٧٤) جيء بتفعيلات بحر المتقارب، وجيء بثلاثة أبيات مختلفة، وطُلب من الطالب اختيار البيت المناسب للوزن، في حين ليس في الأبيات ما يصلح لوزن المتقارب.. ولا أدري هل معلِّمو هذا المقرر في المدارس كلهم يجيدون فن العَروض، وفي صفحة (١٢٦) عُرِّفت التغريدة بأنَّها «رسالة قصيرة تُنشر على منصَّة تويتر Twitter»، ومعلوم أنَّ مسمَّى تويتر لم يعدْ موجودًا حيث حل محله مسمَّى (x).


وفي كتابة الهمزة المتوسطة على السطر صفحة (١٥٣) نجد ما نصه «تُكتب الهمزة وسط الكلمة على السطر (ء) إذا كانت: حركة الهمزة فتحة أو ضمة، وقبلها واو»، وكان الأَولى أنْ يقال (وقبلها واو ساكنة). وفي صفحة (١٧٦) نجد أنَّ كلمة الاثنين التي تشير ليوم الاثنين كُتبتْ همزتها همزة قطع هكذا (الإثنين)، وتكررت كتابتها بهمزة قطع صفحة (١٧٨)، والحقيقة أنَّه لا وجاهة لكتابتها همزة قطع، وقد ذكر الدكتور عبدالعزيز العيوني (المفتي اللغوي) مبررات لبقائها همزة وصل، ومن ذلك أنَّ «كل اسم مبدوء بهمزة وصل إذا نُقل إلى العَلمية تبقى همزته همزة وصل»، بل إنَّ المقرر حصر الأسماء المبدوءة بهمزة وصل في (٩) أسماء فقط، في حين تصل إلى (١٥) اسمًا. يُضاف إلى ذلك أنَّ هناك موضوعات في المقرر غاية في البساطة مثل (دخول أل التعريف على كلمة أولها لام -التاء المربوطة والتاء المفتوحة- حذف بعض الحروف)، وهذه وغيرها حقها أنْ تكون في المرحلة الابتدائية.

أما الأمر الذي لم أستوعبه، فهو ترويج المقرر (للعامية)، ممثلة في الشعر العامي، حينما أفردَ له عدة صفحات للتعريف به، وعقد المقارنات بينه وبين الفصيح، وأتى بنماذج شعرية عامية على بحور العامي. لا أدري ما الذي ألجأ مؤلفي المقرر لإدراج الشعر العامي في هذا المقرر؟ ولا أدري لماذا يحدث هذا (الاندفاع) المحموم نحو العامية، (والتساهل) معها من بعض الجهات (الرسمية)، في حين نجد مؤسسات (أهليَّة) تتمسك بكل قوة باللغة العربيَّة الفصحى؟ فهل ضقنا ذرعًا بالفصحى؟ وهل غابت عنا أهداف التعليم وغاياته؟.

أخبار ذات صلة

حواري مع رئيس هيئة العقار
الحسدُ الإلكترونيُّ..!!
مستشفى خيري للأمراض المستعصية
الحُب والتربية النبوية
;
سلالة الخلايا الجذعية «SKGh»
التسامح جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع
التقويم الهجري ومطالب التصحيح
كأس نادي الصقور.. ختامها مسك
;
المدينـة النائمـة
كتاب التمكين الصحي.. منهج للوعي
الإسلام.. الدِّيانة الأُولى في 2060م
ما لا يرضاه الغرب للعرب!
;
العمل الخيري الصحي.. في ظل رؤية 2030
القمة العربية الإسلامية.. قوة وحدة القرارات
يا صبر عدنان !!
احذروا البخور!!