كتاب
ذاكرة المطوفات.. إضاءات تاريخية مشرقة
تاريخ النشر: 01 مايو 2024 00:05 KSA
في لفتةٍ تاريخية كريمة تُحسَب لمركز تاريخ مكة، أُقيمت ندوة بعنوان: (ذاكرة المطوفات) مساء الأربعاء 15/ 10/ 1445هـ، حيث كنتُ إحدى المشاركات في الندوة، مع كوكبة من أخواتي المطوفات المخضرمات؛ فقد استهل المركز موسم حج ١٤٤٥هـ للتأكيد على الدور الحيوي للمطوفات في خدمة ضيوف الرحمن، بالرغم من التحول إلى نظام الشركات.
وحقيقةً، فإن مركز تاريخ مكة هو كيان تابع لدارة الملك عبدالعزيز، نظراً لما تحتله مكة المكرمة من مكانة مقدسة للعالم الإسلامي، وتاريخها هو حضارة أمة لابد أن يُسجَّل وأن يُحَافَظ عليه. واستشعاراً من الدولة السعودية بضرورة وجود مركز علمي يعمل على توثيق وحفظ الإرث التاريخي، فقد صدرت التوجيهات بإنشاء مركز يعنى بتاريخ مكة المكرمة والمدينة المنورة، وأوكل ذلك لدارة الملك عبدالعزيز.
ومما دعم من جهود الدارة أيضاً؛ إنشاء كرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز في جامعة أم القرى، والذي يختص بإقامة الندوات العلمية والدراسات والبحوث القيمة، ومنها ندوة (الطوافة والمطوفون) بتاريخ 22- 23/ 2/ 1435هـ، والتي وُثِّقت في ثلاثة مجلدات، وهي دراسات وبحوث علمية لمؤرخين من مكة المكرمة، ومن جميع أنحاء الوطن، بل ومن دول عربية وإسلامية.
إن دور المطوفة عبر التاريخ كان فاعلاً وضرورياً، لأن حوالى 50٪ ممن يأتون للحج من السيدات، وهؤلاء بحاجة إلى خدمات متميزة وخصوصية يصعب تقديمها من الرجال. وقد سبق الندوة؛ إقامة ورشة عمل اشتملت على عدد من الأسئلة - اشتمّ من خلالها وجود دراسة علمية- تبحث عن مصادر لمعلومات معينة من خلال الإجابة على أسئلة منها: من هم المطوفات في التاريخ؟ ما هي جهود التوثيق لعمل المطوفات؟ ما المصادر التاريخية لديك؟.. وغيرها من الأسئلة.
وحقيقةً، يُشكر أ. د. إبراهيم السلمي على حسن التنظيم للندوة، وهو شخصية تجمع بين حماس وشغف الشباب، وهمّة وعزيمة الكبار.. وقد كانت إدارة الجلسة من د. أروى عرب، وبالرغم من عدم تخصصها في المجال، فقد أدارتها بلباقتها ودماثة خلقها وفكرها النيِّر.
وقد أجمعت المطوفات المشاركات على شكر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان على جهودهما الكبيرة في دعم وتمكين المرأة، ومنها عمل المطوفات أو السيدات في خدمة ضيوف الرحمن.
وقد تم التأكيد على عمل المطوفة منذ الطوافة الفردية في عهد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- منذ عام 1343هـ، حيث تشارك المطوفة والدها أو إخوانها في الاستقبال والضيافة، وتهيئة المسكن وترتيب الغرف، ومرافقة الحاجَّات عند الذهاب للمشاعر المقدسة، وتقديم وجبات التغذية.. كما أكَّدن على إرشاد وتوجيه الحاجَّات في الأمور الشرعية، وكذلك رعايتهن صحياً، وخاصة في حالات المرض أو الوضع، ورعاية أطفال الحاجَّات في وقت غياب الأم، وهناك خدمة (فك إحرام الحاجة)، وكان ذلك يعتبر شرف للحاجة بأن المطوفة هي من تقوم بفك الإحرام لها.
هذه الخدمات انخفض بريقها في عصر مؤسسات أرباب الطوائف منذ عام 1402هـ، وتحول العمل من الفردي إلى الجماعي المؤسسي، بسبب زيادة أعداد الحجاج، ولم يكن هناك تنظيم لعمل المرأة، بالرغم أنه في السنوات الأخيرة ظهرت مبادرات قوية لخدمة ضيفات الرحمن من خلال العمل في لجان، ومنها (اللجنة النسائية التطوعية) في مؤسسة جنوب آسيا عام 1429هـ، والتي استشرفتُ فيها شخصياً العمل التطوعي لتقديم خدمات متميزة لضيفات الرحمن؛ تستند على الماضي، وتتواكب مع العصر.
وأما في مرحلة التحول إلى شركات الطوافة، وبظهور نظام مقدمي خدمات حجاج الخارج رقم م/111 بتاريخ 17/ 9/ 1440هـ؛ حيث جاء في النظام بالمادة الثانية فقرة (3): «العمل على توسيع قاعدة المشاركة في هذه الشركات، واستقطاب الكفاءات من المواطنين والراغبين في العمل...»، وبناء على ذلك لم يقتصر العمل على المطوفين والمطوفات، وإنما دخلت كوادر أخرى من أبناء الوطن، وخاصة في المجال الاستثماري والاقتصادي لمتطلبات المرحلة، مع استمرار الخبرات الميدانية لعمل المطوفين، حيث تشتَرَط الخبرة الميدانية في مجالس الإدارات بما لا يقل عن خمس سنوات.
ويبدع أبناء المهنة من رجال وسيدات في تقديم أفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام، والتي تقوم على الخبرة، مع استخدام مفاتيح العصر، ومنها التقنية الحديثة في إدارة العمل، وما تقدمه الشركات ووزارة الحج والعمرة من دورات متقدمة للعاملين في الحج لتطوير مهاراتهم، ويشمل ذلك الرجال والسيدات. الجميل أن فرق المتابعة والمراقبة تبحث عن وجود السيدات في الميدان وتحمّلهن مسؤولية العمل، كما تبحث عن الرجال.
إضاءات جميلة قدَّمتها المطوفات لمركز تاريخ مكة، وهي جزء من تاريخ وحضارة المجتمع المكي، وإغفالها يُعدُّ اندثاراً للتاريخ.
وحقيقةً، فإن مركز تاريخ مكة هو كيان تابع لدارة الملك عبدالعزيز، نظراً لما تحتله مكة المكرمة من مكانة مقدسة للعالم الإسلامي، وتاريخها هو حضارة أمة لابد أن يُسجَّل وأن يُحَافَظ عليه. واستشعاراً من الدولة السعودية بضرورة وجود مركز علمي يعمل على توثيق وحفظ الإرث التاريخي، فقد صدرت التوجيهات بإنشاء مركز يعنى بتاريخ مكة المكرمة والمدينة المنورة، وأوكل ذلك لدارة الملك عبدالعزيز.
ومما دعم من جهود الدارة أيضاً؛ إنشاء كرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز في جامعة أم القرى، والذي يختص بإقامة الندوات العلمية والدراسات والبحوث القيمة، ومنها ندوة (الطوافة والمطوفون) بتاريخ 22- 23/ 2/ 1435هـ، والتي وُثِّقت في ثلاثة مجلدات، وهي دراسات وبحوث علمية لمؤرخين من مكة المكرمة، ومن جميع أنحاء الوطن، بل ومن دول عربية وإسلامية.
إن دور المطوفة عبر التاريخ كان فاعلاً وضرورياً، لأن حوالى 50٪ ممن يأتون للحج من السيدات، وهؤلاء بحاجة إلى خدمات متميزة وخصوصية يصعب تقديمها من الرجال. وقد سبق الندوة؛ إقامة ورشة عمل اشتملت على عدد من الأسئلة - اشتمّ من خلالها وجود دراسة علمية- تبحث عن مصادر لمعلومات معينة من خلال الإجابة على أسئلة منها: من هم المطوفات في التاريخ؟ ما هي جهود التوثيق لعمل المطوفات؟ ما المصادر التاريخية لديك؟.. وغيرها من الأسئلة.
وحقيقةً، يُشكر أ. د. إبراهيم السلمي على حسن التنظيم للندوة، وهو شخصية تجمع بين حماس وشغف الشباب، وهمّة وعزيمة الكبار.. وقد كانت إدارة الجلسة من د. أروى عرب، وبالرغم من عدم تخصصها في المجال، فقد أدارتها بلباقتها ودماثة خلقها وفكرها النيِّر.
وقد أجمعت المطوفات المشاركات على شكر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان على جهودهما الكبيرة في دعم وتمكين المرأة، ومنها عمل المطوفات أو السيدات في خدمة ضيوف الرحمن.
وقد تم التأكيد على عمل المطوفة منذ الطوافة الفردية في عهد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- منذ عام 1343هـ، حيث تشارك المطوفة والدها أو إخوانها في الاستقبال والضيافة، وتهيئة المسكن وترتيب الغرف، ومرافقة الحاجَّات عند الذهاب للمشاعر المقدسة، وتقديم وجبات التغذية.. كما أكَّدن على إرشاد وتوجيه الحاجَّات في الأمور الشرعية، وكذلك رعايتهن صحياً، وخاصة في حالات المرض أو الوضع، ورعاية أطفال الحاجَّات في وقت غياب الأم، وهناك خدمة (فك إحرام الحاجة)، وكان ذلك يعتبر شرف للحاجة بأن المطوفة هي من تقوم بفك الإحرام لها.
هذه الخدمات انخفض بريقها في عصر مؤسسات أرباب الطوائف منذ عام 1402هـ، وتحول العمل من الفردي إلى الجماعي المؤسسي، بسبب زيادة أعداد الحجاج، ولم يكن هناك تنظيم لعمل المرأة، بالرغم أنه في السنوات الأخيرة ظهرت مبادرات قوية لخدمة ضيفات الرحمن من خلال العمل في لجان، ومنها (اللجنة النسائية التطوعية) في مؤسسة جنوب آسيا عام 1429هـ، والتي استشرفتُ فيها شخصياً العمل التطوعي لتقديم خدمات متميزة لضيفات الرحمن؛ تستند على الماضي، وتتواكب مع العصر.
وأما في مرحلة التحول إلى شركات الطوافة، وبظهور نظام مقدمي خدمات حجاج الخارج رقم م/111 بتاريخ 17/ 9/ 1440هـ؛ حيث جاء في النظام بالمادة الثانية فقرة (3): «العمل على توسيع قاعدة المشاركة في هذه الشركات، واستقطاب الكفاءات من المواطنين والراغبين في العمل...»، وبناء على ذلك لم يقتصر العمل على المطوفين والمطوفات، وإنما دخلت كوادر أخرى من أبناء الوطن، وخاصة في المجال الاستثماري والاقتصادي لمتطلبات المرحلة، مع استمرار الخبرات الميدانية لعمل المطوفين، حيث تشتَرَط الخبرة الميدانية في مجالس الإدارات بما لا يقل عن خمس سنوات.
ويبدع أبناء المهنة من رجال وسيدات في تقديم أفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام، والتي تقوم على الخبرة، مع استخدام مفاتيح العصر، ومنها التقنية الحديثة في إدارة العمل، وما تقدمه الشركات ووزارة الحج والعمرة من دورات متقدمة للعاملين في الحج لتطوير مهاراتهم، ويشمل ذلك الرجال والسيدات. الجميل أن فرق المتابعة والمراقبة تبحث عن وجود السيدات في الميدان وتحمّلهن مسؤولية العمل، كما تبحث عن الرجال.
إضاءات جميلة قدَّمتها المطوفات لمركز تاريخ مكة، وهي جزء من تاريخ وحضارة المجتمع المكي، وإغفالها يُعدُّ اندثاراً للتاريخ.